غريزمان وميسي في برشلونة.. أن تخلط الزيت بالماء
كثيرون شككوا بنجاح الفرنسي أنطوان غريزمان مع برشلونة، لأن التعاقد مع لاعب مقابل 120 مليون يورو وأنت تملك ليونيل ميسي الذي يلعب في المركز نفسه، فهذا يعني إما فشلا في التخطيط أو غباء أو جهلا. فجوسيب ماريا بارتوميو رئيس النادي الكتالوني ارتكب خطيئة بالتعاقد مع نجم كان متألقا في أتلتيكو مدريد، وفضل المكاسب الشخصية على نصائح القسم الرياضي، فكانت النتيجة كارثية. فكيف تتوقع النجاح للاعب في فريق يلعب بمركزه ذاته منذ عشرات السنين، ميسي أحد أفضل اللاعبين في التاريخ وأيقونة النادي ومعشوق الجماهير؟! وكان الموسم الماضي قاسيا على بطل العالم مع منتخب بلاده، وسارت الأمور من سيئ إلى أسوأ في برشلونة، فإضافة إلى تراجع حاد في أرقامه الشخصية (15 هدفا و4 تمريرات حاسمة في 48 مباراة)، فقد التجانس والتفاهم مع ميسي ولويس سواريز، ناهيك عن أن إشراكه كجناح كان بمثابة إهدار لمجهود لاعب كان حتى الأمس القريب من بين الأفضل في العالم. وحتى هذا الموسم ورغم قدوم الهولندي رونالد كومان وإعلانه بصراحة أنه يعتمد عليه، لا يزال غريزمان تائها ويهدر موهبته دون أن يجد ذاته بغض النظر عن المجهود الذي يبذله في المباريات. وبعد مباراة سيئة أخرى بقميص البرسا ضد إشبيلية وإهداره فرصتين محققتين وتضييع فريقه نقطتين في رحلة استعادة لقب الليغا، انتقد كومان أداء "غريزو" ولكن هذا الانتقاد لم يؤثر في اللاعب الذي أراد إيصال رسالة للنادي أن هذا ليس مركزه المفضل. أما ديديه ديشامب مدرب منتخب فرنسا، فكشف أن "غريزمان غير سعيد بالمركز الذي يلعب به، وفي حال تحدث اللاعب عن الموضوع فسيغضب كومان، فالأخير يشركه كجناح أيمن وهذا ليس خطأ المدرب، ورغم امتعاض غريزمان مرارا من عدم إشراكه في خط الوسط، غير أن لاعبا بإمكانياته وقدراته وبجودة زملائه المحيطين به، عليه أن يتكيف بسرعة وقوة". وإزاء كل ما حصل، فإن النجم الفرنسي لم ينبس ببنت شفة، ولكن هل من الممكن أن يتحمل ويتقبل موسما فاشلا آخر بلعبه كجناح؟
كانت هناك تحركات نهاية الموسم الماضي من وكيل أعمال اللاعب للرحيل عن "الكامب نو" ولكنها علقت بعد طلب ميسي الرحيل. ورغم أن مغادرة سواريز يبدو أنه كان يشكل حلا، لكن كومان أصر على إشراك غريزمان بعيدا عن مركزه المفضل كمهاجم ثان. ويبدو واضحا أنه من دون إعادة غريزمان في هذا المركز فإن البرسا لن يستفيد من اللاعب ولن يستعيد الأخير مستواه مع "الأتلتي". وهناك حل آخر يقضي برحيل أحد اللاعبَيْن -ميسي أو غريزمان- فلعب النجمين معا لا يستوي وحاله كحال "خلط الزيت بالماء"، فالجميع كان يرى أن هكذا ستسير الأمور إلا بارتوميو رئيس البلوغرانا.