سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


كورونا.. موجة قوية بفرنسا وإنجلترا ودول آسيوية تخفف الإجراءات وأخرى أوروبية تزيدها والصين تفحص مدينة كاملة في 5 أيام والاصابات في سورية ترتفع


توقعت منظمة الصحة العالمية اليوم اكتشاف لقاح لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) خلال شهور، في حين خصصت الولايات المتحدة نصف مليار دولار لإنتاج دواء بلغت تجاربه مراحل متقدمة، ويأتي ذلك في وقت تفاقمت فيه موجات جديدة للعدوى في فرنسا وإنجلترا. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه من المتوقع التوصل إلى لقاح في أواخر 2020 أو مطلع العام المقبل. وأضاف غيبريسوس أنه يمكن التغلب على الجائحة سريعا إذا استخدمت الدول الأدوات الصحيحة، محذرا من أن عدم استخدام تلك الأدوات سيؤدي إلى بقاء الجائحة لفترة طويلة. من جهته، أعلن مختبر "أسترازينيكا" البريطاني أن الحكومة الأميركية ستخصص نحو نصف مليار دولار لإنتاج وتوزيع علاج لكورونا على نطاق واسع يعمل عليه المختبر، وبلغ مراحل متقدمة في التجارب السريرية. ويفترض أن تخصص التمويلات البالغة 486 مليون دولار لتطوير وتوزيع 100 ألف جرعة نهاية 2020، وحيازة مليون جرعة إضافية في 2021. وأسفر الوباء حتى اليوم عن وفاة أكثر من مليون و77 ألفا و849 شخصا في العالم، وإصابة أكثر من 37 مليونا و500 ألف شخص، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية. وتعد الولايات المتحدة البلد الأكثر تضررا من حيث عدد الوفيات، تليها البرازيل والهند والمكسيك والمملكة المتحدة.

نظام إنذار

وفي مواجهتها لعودة ظهور الفيروس، أعلنت السلطات البريطانية إعادة فتح 3 مستشفيات ميدانية أقيمت في الربيع، على أن تعرض نظام إنذار يبسط القيود المفروضة على المستوى المحلي.

وتأتي هذه الإجراءات بعد موجة عدوى جديدة شهدت تسجيل أكثر من 42 ألفا و800 وفاة (وهي أعلى حصيلة في أوروبا) وحوالي 604 آلاف حالة إيجابية. وأوضحت السلطات الصحية أنه في المناطق الأكثر تضررا بشمال غرب البلاد بدأ الوضع يؤثر على خدمات المستشفيات غير المسؤولة بشكل مباشر عن الوباء. وحذر رئيس الوزراء بوريس جونسون من أنه "لا يوجد حتى الآن علاج ولا لقاح للمرض، ولسوء الحظ هذا يعني أنه مع زيادة الإصابات سيزداد عدد الوفيات".

موجة قوية بفرنسا

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس أن بلاده دخلت "موجة ثانية قوية" من الوباء، وأنه "لا مجال بعد اليوم للتراخي". ولم يستبعد إذا تطلب الأمر فرض إغلاق في أماكن محددة، معتبرا أن "العزل العام" ستكون "نتائجه كارثية تماما"، وينبغي "تفاديه بكل الوسائل". ومن المقرر أن يوجه رئيس البلاد إيمانويل ماكرون الأربعاء كلمة إلى الفرنسيين. وفي أوروبا أيضا، أعلن الفاتيكان أن 4 من الحرس السويسري ثبتت إصابتهم ووضعوا في الحجر، مشيرا إلى تسجيل 3 إصابات في الأسابيع الماضية. وفي الرابع من الشهر الجاري أدى 38 عنصرا جديدا في الحرس السويسري اليمين خلال حفل تقليدي في الهواء الطلق، ثم استقبل البابا لاحقا العناصر الجدد مع أسرهم، ولم يكن أي منهم يضع كمامة.

وفي الضفة الأخرى من العالم، أعلنت ماليزيا فرض قيود صارمة جديدة بعد انتشار الفيروس مجددا، علما أن الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا تمكنت من احتواء الوباء حتى الآن. وفرضت ماليزيا إغلاقا صارما للغاية في جميع أنحاء البلاد في مارس/آذار الماضي بعد الكشف عن أولى الإصابات بالوباء، لكن البلاد استأنفت نشاطها شبه الطبيعي بعد ذلك. وسجلت ماليزيا نحو 16 ألف إصابة بالفيروس وأكثر من 150 وفاة، وهي حصيلة أقل بكثير مما تم تسجيله في الفلبين وإندونيسيا المجاورتين. من جهتها، أعلنت الصين أنها ستجري حملة فحوص هائلة في مدينة "تشينغداو" البالغ عدد سكانها 9 ملايين نسمة بعد اكتشاف 6 إصابات. وحسب السلطات الصحية المحلية، فإن جميع المصابين على علاقة بمستشفى محلي يعالج مرضى الوباء. وفي أعقاب اكتشاف الإصابات أخضع 143 ألف شخص للفحص، في محاولة لتحديد مخالطي المصابين الأساسيين.



تخطى عدد المصابين بفيروس كورونا 37 مليونا وأكثر من 773 ألفا في أنحاء العالم، ووصلت الوفيات إلى أزيد من مليون و81 ألفا، في حين تعافى أكثر من 28 مليونا و366 ألفا، وتتجه دول آسيوية لتخفيف الإجراءات، في حين بدأت دول أوروبية في العودة مرة أخرى إلى تشديدها.

تخفيف القيود في آسيا

وبدأت دول منطقة آسيا والمحيط الهادي؛ بما فيها سنغافورة وأستراليا واليابان تعمل تدريجيا على تخفيف بعض القيود المفروضة على السفر الدولي مع تباطؤ وتيرة الإصابات بفيروس كورونا، وذلك على أمل المساعدة في إنعاش اقتصادها. ويقول اتحاد شركات الطيران في آسيا والمحيط الهادي إن حركة السفر الدولي في القارة الآسيوية انهارت خلال الجائحة؛ بسبب إغلاق الحدود بين الدول، وهوت أعداد الركاب في أغسطس/آب الماضي 97%. ورغم أن الدول الأوروبية، التي كانت أكثر انفتاحا، تضيف قيودا جديدة على السفر مع ارتفاع الإصابات، فإن الاتجاه في آسيا يسير نحو التخفيف، وإن لم يكن على أساس ثنائي في كل الأحوال. وفي الوقت الحالي يرجح أن يكون عدد المسافرين قليلا؛ بسبب شروط إجراء الفحوص والتأمين، وفي بعض الحالات ضرورة الالتزام بالعزل المنزلي.

ويقتضي اتفاق أعلنته سنغافورة وإندونيسيا، اليوم، للسماح بالسفر الضروري للأعمال والمهام الرسمية، إجراء فحوص للكشف عن كوفيد-19 قبل السفر وبعده. وكانت سنغافورة توصلت لاتفاقات مماثلة مع الصين وكوريا الجنوبية واليابان وماليزيا، وفتحت الباب من جانب واحد أمام الزائرين العاديين من نيوزيلندا وسلطنة بروناي وفيتنام ومعظم أستراليا. وقال رئيس وزراء أستراليا، سكوت موريسون، يوم امس، إن بلاده تجري مباحثات مع اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة ودول جنوب المحيط الهادي لاستئناف حركة السفر. وذكرت صحيفة يوميوري اليومية أن اليابان تعتزم أيضا رفع الحظر على السفر للخارج إلى الصين و11 دولة ومنطقة أخرى؛ بما فيها تايوان وأستراليا ونيوزيلندا وسنغافورة وكوريا الجنوبية وفيتنام وماليزيا الشهر المقبل، وإن كانت ستنصح مواطنيها بعدم السفر إلا للضرورة.

الدول الأكثر إصابات

وفقا لإحصاءات جديدة لوكالة رويترز، فقد تم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دولة ومنطقة.
وتتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول العشر الأكثر إصابات (أكثر من 7 ملايين و745 ألف إصابة) تليها الهند التي تتسارع فيها وتيرة الإصابات بشكل كبير، حيث أظهرت بيانات وزارة الصحة الهندية ارتفاع إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا إلى 7.12 ملايين حالة، اليوم بعد تسجيل 66 ألفا و732 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية. وتأتي في المرتبة الثالثة -بعد الولايات المتحدة والهند- البرازيل، ثم روسيا، فكولومبيا، والأرجنتين، وإسبانيا، وبيرو، والمكسيك، وفرنسا. أما عربيا، فجاءت قائمة الدول الأكثر إصابات على النحو التالي، العراق، السعودية، المغرب، قطر، الكويت، الإمارات، عمان، مصر.

فحص مدينة صينية

من جهة أخرى، تبدأ الصين إجراء فحوص تطال أكثر من 9 ملايين شخص خلال 5 أيام في مدينة تشينغداو بعد اكتشاف 6 إصابات بكوفيد-19، على ما أفاد مسؤولون، في أكبر حملة فحوص جماعية منذ أشهر. وعلى الصعيد الوطني الصيني، لا يُسجَّل يوميا سوى عدد قليل من الإصابات الجديدة، كلها تقريبا تُكتَشف لدى صينيين عائدين من الخارج، ويوضعون في الحجر الصحي لدى وصولهم. غير أنّ إعلان لجنة الصحة البلدية في بيان، اكتشاف 6 إصابات بفيروس كورونا محلية المصدر، في مدينة تشينغداو (شرق)، يغذي المخاوف من عودة ظهور الوباء. ووفقا للسلطات الصحية المحلية، يبدو أن جميع المصابين كانوا على اتصال بمستشفى في المدينة يُعالج مرضى كوفيد-19؛ لكنّ بؤرة العدوى لم تُعرف بعد. وأعلن مجلس المدينة عن حملة فحص واسعة النطاق في 5 مناطق من تشينغداو "خلال 3 أيام"، وفي المدينة بكاملها "في غضون 5 أيام". وتتمتع الصين بقدرات اختبار واسعة النطاق وسريعة، وقالت لجنة الصحة إن أكثر من 140 ألف موظف في "المؤسسات الطبية والمرضى الذين تم استقبالهم مؤخرا" تم اختبارهم بالفعل في تشينغداو منذ تأكيد الحالات.

فرض المزيد من القيود في بريطانيا

وفي بريطانيا، قال وزير الثقافة أوليفر دودن، اليوم، إن حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون تحتاج إلى فرض المزيد من القيود للسيطرة على انتشار كوفيد-19، مشيرا إلى أن خطر انتقال العدوى يزيد في الحانات والمطاعم والملاهي الليلية. وأضاف دودن لمحطة سكاي "الهدف من تلك الإجراءات هو السيطرة على انتشار الفيروس.. الغرض من التحول لنظام متدرج هو تنفيذ إجراءات للسيطرة على الفيروس في المناطق الأكثر تضررا". من جهة أخرى، قال زعماء مدينة ليفربول في ساعة متأخرة من مساء امس بعد محادثات مع الحكومة البريطانية إن المدينة ستدخل في "المستوى الثالث"، الأكثر صرامة، من القيود الجديدة لمكافحة فيروس كورونا، التي ستعلن عنها بريطانيا قريبا. وقال زعماء المدينة، ومنهم رئيس البلدية ستيف روثرهام، في بيان مشترك إن الحكومة قررت تطبيق مزيد من الإجراءات، والعزل العام على ليفربول. وأضاف البيان "سيتم إغلاق الحانات ومحلات المراهنات والكازينوهات ومراكز ألعاب الكبار وصالات الألعاب الرياضية".

أعلنت وزارة الصحة السورية عن تسجيل 56 إصابة جديدة بفيروس كورونا وشفاء 35 حالة ووفاة 4 من الإصابات المسجلة بالفيروس في سورية. وأشارت الوزارة في بيان تلقت سيريا ستار تايمز نسخة منه إلى أن حصيلة الإصابات المسجلة في سورية بلغت حتى الآن 4774 شفيت منها 1331 وتوفيت 228 حالة. وسجلت أول إصابة بفيروس كورونا في سورية في الثاني والعشرين من آذار الماضي لشخص قادم من خارج البلاد في حين تم تسجيل أول حالة وفاة في التاسع والعشرين من الشهر ذاته.


سيريا ستار تايمز - syriastartimes,