سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


إسرائيل مستعدة لتنازلات بما يتعلق بمفاوضات ترسيم الحدود البحرية وبوساطة أممية وأميركية.. لبنان وإسرائيل يبدآن التفاوض غدا لترسيم الحدود


محلل الشؤون السياسية في موقع "والاه" الإسرائيلي يقول إن هناك حديث عن تطور سياسي دراماتيكي، يحصل للمرة الأولى منذ 30 عاماً، بشأن مفاوضات مباشرة بين دبلوماسيين إسرائيليين وخبراء من "إسرائيل" ولبنان على موضوع سياسي مدني. نقل موقع "والاه" عن مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الطاقة الإسرائيلية قولهم إن "الاتفاق مع لبنان سيتم في غضون وقت قصير". وفي سياق المفاوضات غير المباشرة مع "إسرائيل" لترسيم الحدود البحرية، برعاية الأمم المتحدة، التي ستبدأ غداً الأربعاء، لفت الموقع إلى حديث المسؤولين الإسرائيليين عن أن "ممثلي لبنان للمفاوضات مع إسرائيل على الحدود البحرية، سيصلون مع موقف إيجابي وبراغماتي، سيكون بالإمكان التقدم بسرعة والتوصل إلى اتفاق في غضون أسابيع أو أشهر". وقال محلل الشؤون السياسية في "والاه" باراك رافيد إنه يجري الحديث عن تطور سياسي دراماتيكي، مشيراً إلى أنه "للمرة الأولى منذ 30 عاماً، تجري مفاوضات مباشرة بين دبلوماسيين وخبراء من "إسرائيل" ولبنان على موضوع سياسي مدني". وفي الوقت الذي رأى فيه أنه لا يفترض أن تكون المفاوضات طويلة أو معقدة، أشار المحلل للموقع، إلى أن "إسرائيل مستعدة لتنازلات تُعطي لبنان جزءاً أكبر من المنطقة المتنازع عليها، بهدف التوصل إلى اتفاق والسماح بالتنقيب عن الغاز". رافيد اعتبر أن "الخلاف بين إسرائيل ولبنان لا يتعلق بمسألة أين توجد المياه الإقليمية للدولتين، بل الخلاف يتعلق بمسألة المياه الاقتصادية أو المنطقة المسماة منطقة اقتصادية خالصة". ولفت إلى أنه يجري الحديث عن منطقة يحق فيها للدولة استخدام الموارد الطبيعة، للتنقيب عن الغاز والنفط واستخراج الطاقة وغيرها. وأكد المحلل الإسرائيلي أن "إسرائيل ولبنان في حالة عداء، ولم يتفقا أبداً على تقاسم المياه الاقتصادية، إضافة إلى حقيقة أنه على مدى سنوات هذا الموضوع لم يكن يعني أحداً منهما. لكن قبل أقل من عقد تقريباً، عندما بدأ اكتشاف آبار الغاز الطبيعي في الشرق الأوسط، إسرائيل ولبنان أدركا أن هناك طاقة اقتصادية كامنة ضخمة في آبار الغاز هذه". كما لفت إلى أن "لبنان وإسرائيل يطالبان بملكية حقول الغاز ولا سيما حقل الغاز المسمى بلوك 9"، مشيراً إلى أنه وبحسب التقديرات يوجد في هذه المنطقة مخزون غاز طبيعي بقيمة مليارات الدولارات. واعتبر أنه بسبب الخلاف نشأ توتر أمني دفع شركات الطاقة الدولية لعدم تنفيذ عمليات تنقيب عن الغاز الطبيعي في المنطقة. وذكر محلل الشؤون العربية في القناة الـ12 الإسرائيلية ايهود يعري أنه "من الجدير بإسرائيل معالجة موضوع المفاوضات هذا بسلاسة على النحو الآتي: من دون تصريحات أو مقابلات أو مؤتمرات صحافية. وإذا بالإمكان من جانبنا أن يتم الأمر أيضاً من دون سجالات علنية للسياسيين. كل ما نريده هو اتفاق يزيد منعة منصات الغاز ومن جهة أخرى اشارة للبنانيين أنه يمكن انجاز اتفاق معهم". هذا وسمّى لبنان وفده العسكري التقني إلى المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية مع "إسرئيل". وأعلن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية تشكيل الوفد اللبناني إلى التفاوض التقني، حيث سيصل الموفد الأميركي ديفيد شينكر إلى بيروت للمشاركة في الجلسة الافتتاحية للمفاوضات. وكانت مصادر رئاسية لبنانية قالت للميادين إن المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي، تهدف لتثبيت الحدود واستعادة الحقوق "لا التوجه إلى أي تطبيع"، مضيفةً أن على لبنان "محاكاة مستوى الوفد الإسرائيلي بالقدر المستطاع، من دون أن يعني ذلك تطبيعاً أو اعترافاً". كما لفتت المصادر إلى أن المفاوضات "ستجري على ما ورد في اتفاق الإطار ووفق آلية تفاهم نيسان/ أبريل 1996". الجدير ذكره أن الخلافات بين بيروت وتل أبيب تتركز بشأن نقطة حدودية قرب رأس الناقورة، وتسمى نقطة B1، التي حاول الإسرائيليون إزاحتها لمسافة أمتار داخل الأراضي اللبنانية، ما أثار اعتراض بيروت ورفضها لأي تعديل على الحدود المرسمة بين لبنان وفلسطين المحتلة منذ العام 1923.


تبدأ غدا، الأربعاء، المفاوضات بين لبنان وإسرائيل من أجل ترسيم الحدود برعاية الأمم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة، وستعقد المفاوضات في مقر الأمم المتحدة في الناقورة (جنوبي لبنان)، فيما قال الجيش اللبناني إن زورقا حربيا إسرائيليا خرق، أمس، المياه الإقليمية للبلاد. وقال الرئيس اللبناني، ميشال عون، إن المفاوضات التي ستشارك فيها بلاده يوم غد لترسيم حدوده الجنوبية مع إسرائيل هي مفاوضات تقنية ومحددة بترسيم الحدود البحرية. وأضاف عون خلال اجتماعه بوفد بلاده المفاوض أن المفاوضات "يجب أن تنحصر في مسألة الترسيم تحديدا، على أن تبدأ المفاوضات على أساس الخط الذي ينطلق من منطقة رأس الناقورة برا والممتد بحرا، استنادا إلى تقنية خط الوسط من دون احتساب أي تأثير للجزر الساحلية التابعة لفلسطين المحتلة". وقال مصدر أمني لبناني إن وفدي التفاوض اللبناني والإسرائيلي سيجتمعان في غرفة واحدة داخل قاعدة قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان "يونيفيل" (Unifil)، غير أن التفاوض بين الطرفين سيتم عن طريق وسيط، في حين صرح وزير الطاقة الإسرائيلي أن المفاوضات ستكون مباشرة.

اجتماعات تحضيرية

وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية قبل 3 أيام أن الوفد الذي شكله لبنان للتفاوض بشأن ترسيم الحدود البحرية، التقى بقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون ضمن الاجتماعات التحضيرية، التي تسبق بدء المفاوضات. وكانت بيروت وتل أبيب أعلنتا بداية الشهر الحالي عن التوصل إلى تفاهم لبدء مفاوضات برعاية أممية لترسيم الحدود بينهما، وقد استطاعت وساطة واشنطن، التي استمرت 3 سنوات في إقناع الجانبين اللبناني والإسرائيلي بالدخول في مفاوضات لإنهاء النزاع بشأن حدودهما. وقال الجيش اللبناني إن العماد عون اجتمع بالوفد المفاوض، وأعطى "التوجيهات الأساسية لانطلاق عملية التفاوض بهدف ترسيم الحدود البحرية، على أساس الخط الذي ينطلق من نقطة رأس الناقورة برا والممتد بحرا تبعا لتقنية خط الوسط… وذلك استنادا إلى دراسة أعدتها قيادة الجيش وفقا للقوانين الدولية".

وفدا التفاوض

ويضم الوفد اللبناني 4 أعضاء، عسكريان ومدنيان، هم العميد بسام ياسين والعقيد الركن مازن بصبوص، والخبير التقني نجيب مسيحي، ورئيس هيئة قطاع البترول وسام شباط. بالمقابل، أعلنت إسرائيل أن وفدها سيضم كلا من المدير العام لوزارة الطاقة أودي أديري، ورؤوفين عازر المستشار الدبلوماسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس دائرة الشؤون الإستراتيجية في الجيش.

وكان لبنان وقّع عام 2018 أول عقد للتنقيب عن الغاز والنفط في مياهه الإقليمية، مع ائتلاف شركات يضم "توتال" و"إيني" و"نوفاتيك". ويشمل العقد إحدى المناطق البحرية، التي تبقى موضع نزاع بين لبنان وإسرائيل، وهي المنطقة رقم 9 وتبلغ مساحتها نحو 860 كلم مربع. وأثار إعلان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في الثاني من الشهر الحالي اتفاق الإطار حول المفاوضات مع تل أبيب، انتقادات في لبنان خصوصا من معارضي حزب الله، الذين رؤوا فيه موافقة ضمنية من الحزب، الذي يعد الخصم اللدود لإسرائيل، وكان الحزب أعلن في وقت سابق معارضته لأي دور أميركي في المفاوضات لارتباطها الوثيق بتل أبيب.

حزب الله

وشددت الكتلة النيابية لحزب الله، الخميس الماضي، على أن مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل لا تعني السلام معها، وأضافت الكتلة في بيان لها أن "الإطار التفاوضي حول موضوع حصري يتصل بحدودنا البحرية الجنوبية، واستعادة أرضنا وصولا إلى ترسيم مواقع سيادتنا الوطنية، لا صلة له على الإطلاق لا بسياق المصالحة مع العدو الصهيوني الغاصب لفلسطين، ولا بسياسات التطبيع التي انتهجتها مؤخرا، وقد تنتهجها دول عربيّة لم تؤمن يوما بخيار المقاومة".

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أمس، الاثنين، مشاركتها بمبعوث ووسيط في المفاوضات بين لبنان وإسرائيل، وأوضحت الوزارة في بيان أن ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، سيدير الجلسة الافتتاحية للمفاوضات، وسينضم إليه السفير جون ديروشر، الذي سيكون الوسيط الأميركي في هذه المفاوضات. ولبنان وإسرائيل رسميا في حال حرب، كما شهد لبنان في 2006 حربا دامية بين إسرائيل وحزب الله استمرت 33 يوما، وقتل خلالها 1200 لبناني، معظمهم مدنيون، و160 إسرائيليا معظمهم جنود. وفي سياق منفصل، أعلن الجيش اللبناني، اليوم، أن زورقا حربيا إسرائيليا خرق المياه الإقليمية اللبنانية مقابل منطقة رأس الناقورة الحدودية (جنوبي البلاد) يوم أمس. وقال الجيش في بيان له إن الزورق الإسرائيلي أطلق النار على صيادين لبنانيين، مشيرا إلى أن الجيش يتابع الموضوع بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,