البحث عن هواتف آيفون يكلف جوجل ميزانية دولة
تكلف عملية البحث عن هواتف آيفون شركة جوجل الأمريكية ما يعادل ميزانية دولة، إذ تدفع جوجل لأبل 12 مليار دولار عن عمليات البحث سنويا. ومن مفارقات عمالقة التكنولوجيا أنه قد يكون كل من جوجل وأبل منافسين شرسين يتواجهان كثيرا عندما تسمح لهما الفرصة، لكنهما أيضا شريكنان في الأعمال عندما يكون ذلك في مصلحتهما. وتسعى وزارة العدل الآن وراء جوجل، حيث تعرضت صفقة جوجل وأبل للبحث في آيفون لانتقادات، وتشير التقديرات الحالية إلى أن الصفقة تتراوح بين 8 مليارات دولار و 12 مليار دولار سنويا. ويعادل هذا الرقم ميزانية دولة كاملة مثل سوريا أو قبرص أو السودان بحسب إحصائيات سابقة.
ورغم أنها رسوما باهظة يتعين على جوجل دفعها، لكن الشركة لا تستطيع تحمل خسارة الجانب المربح من أعمال البحث في هواتف آيفون، لكن الحكومة الأمريكية تشير إلى صفقة البحث في هواتف آيفون بأنها نوع من التحالفات التي قد تضر بالمنافسة. وتقدر وزارة العدل أن ما يقرب من نصف عمليات البحث في جوجل تأتي من أجهزة أبل، وفقًا لصحيفة (New York Times). ووفقًا لوزارة العدل، يُنظر إلى احتمال خسارة صفقة أبل على أنه سيناريو (رمز أحمر) في جوجل. تطلب وزارة العدل أمرا قضائيا من المحكمة يمنع شركة جوجل من الدخول في صفقات مثل تلك التي أبرمتها مع أبل، والتي تضر بالمنافسة. و تستشهد الحكومة برسالة بالبريد الإلكتروني أرسلها أحد كبار الموظفين في شركة أبل إلى نظيره في جوجل في 2018، بعد أن التقى (تيم كوك) و(سوندار بيتشاي) لمناقشة كيفية زيادة الإيرادات من البحث. وقال مسؤول تنفيذي سابق في جوجل: إن احتمال فقدان حركة مرور أبل كان مرعباً، مما يؤكد موقف الحكومة من هذا الأمر. كما أن الصفقة مربحة للغاية لشركة أبل أيضا، حيث إن الصفقة ربح خالص، وفقًا للتقرير.
21 % من أرباح أبل السنوية
ربما تكون الدفعة التي تدفعها جوجل إلى أبل هي أكبر دفعة تقوم بها، حيث تمثل 14 % إلى 21 % من أرباح أبل السنوية. لا يتعين على شركة أبل بذل قصارى جهدها لجعل محركها للبحث (جوجل) التحرك الافتراضي لجميع عمليات البحث في آيفون، حيث يريد معظم الأشخاص الوصول إلى جوجل، ولا يُكلف الكثيرون عناء بتغيير خيارات البحث الافتراضية. قدمت أبل للمستخدمين خيارات مختلفة للبحث لسنوات، ويمكن تغييرها في أي وقت. علاوة على ذلك، استمرت شركة أبل في تحسين أدوات الخصوصية المضمنة في خدماتها، بما في ذلك التقنيات الجديدة التي تضر بالنتائج النهائية لشركة جوجل؛ من خلال زيادة الصعوبة في تتبع المعلنين للمستخدمين عبر الإنترنت. قد يكون لكسر الصفقة تداعيات خطيرة أخرى على جوجل، التي تشعر على ما يبدو أن أبل إما ستكتسب أو تبني محركًا للبحث بديلًا خاصًا بها. ويعتقد موظفو جوجل على ما يبدو أن شركة أبل هي واحدة من الشركات القليلة التي يمكنها تطوير بديل رائع لبحث جوجل. ويشعر الآخرون في الشركة بالقلق من أن أبل قد تجعل من الصعب على مستخدمي آيفون الوصول إلى بحث جوجل دون اتفاق.