ساهمت في عودة الأسر المهجرة جراء الإرهاب… إنتاج 20 ألف طن من الملح من سبخة الجبول بريف حلب
يشكل استخراج الملح الطبيعي من بحيرة الجبول في الريف الجنوبي الشرقي لحلب الممتدة على مساحة 260 كيلومتراً مربعاً مصدر دخل لعدد كبير من الأسر التي بدأت بالعودة إلى قراها المحاذية للسبخة بعد أن هجرهم الإرهاب منها. وأوضح محمد إبراهيم مدير فرع المؤسسة العامة للجيولوجيا في حلب بتصريح لمراسلنا أن بحيرة الجبول تتبع للمؤسسة وتشكل إحدى أهم المحميات البيئية الطبيعية في المنطقة وتمتاز بتنوعها الحيوي النباتي والحيواني وتوجد منشأة ملاحة الجبول بالقرب من بلدة الجبول والتي يعمل أغلب سكانها بجمع الملح عن شواطئ البحيرة وتنحصر وظيفة الملاحة باستخراج الملح عبر ترسيبه في أحواض كبيرة وواسعة لافتاً إلى الضرر الكبير الذي لحق بمنشآتها جراء الإرهاب. وحول أعمال التأهيل والصيانة التي تمت أوضح إبراهيم أنه تم إبرام عقد مع أحد المستثمرين العام الماضي وشمل إعادة تأهيل الملاحة وأحواض الترسيب والمستودعات وعملية استخراج الملح من الملاحة مبيناً أن الكميات التي تم استخراجها والمنتجة حتى اليوم بلغت 20 ألف طن من الملح الصناعي لتغطية حاجة السوق المحلية. وأشار إبراهيم إلى أن عملية استخراج الملح في المنشأة تتم عبر مرحلتين الأولى من خلال تركيز الملح في أحواض الترسيب والبالغ عددها 12 حوضاً ومساحة كل حوض ألف متر مربع لمدة ثلاثة أشهر حيث يتراكم الملح بسماكة 10 إلى 20 سم وفي المرحلة الثانية يتم جمع الملح ووضعه في أكياس ونقله للمستودعات إضافة إلى جمع الملح من شواطئ البحيرة بالاعتماد على الأهالي ما وفر لهم فرص عمل جيدة وشكل حافزاً لهم للعودة إلى بلداتهم ومنازلهم. وبين مصطفى العمر مستثمر ملاحة الجبول أنه تمت إعادة تأهيل وترميم الملاحة بنسبة إنجاز 60 بالمئة وتتم عمليات إنتاج الملح من أحواض الترسيب يدوياً بالاعتماد على العمال من أهالي البلدات والقرى القريبة من السبخة حيث يدخلون إلى البحيرة بمسافة عمق تصل إلى واحد ونصف كيلومتر ويجمعون الملح ويقومون بتعبئته بأكياس ونقله باستخدام الجرارات والآليات ليتم تسويقه إلى كل أنحاء سورية والمدن الصناعية في حسياء والشيخ نجار حيث يستخدم في دباغة الجلود وفي مصافي النفط وحفارات البترول ويعمل بهذه المهنة أكثر من ألف عامل ينتجون يومياً أكثر من 300 طن. وذكر العمر أنه تم إنشاء حفريات وأحواض على شواطئ البحيرة بعمق نحو خمسة أمتار لتجميع الملح النقي في بلدات أم عامود ورسم النفل وجبارين وطريفاوي كما تتم عمليات فتح الطرقات داخل السبخة لتسهيل الدخول واستخراج الملح من البحيرة. وتحدث الجيولوجي حسام حميدو المشرف على العمل في ملاحة الجبول عن عمليات إنتاج الملح بالمنشأة والإشراف عليها وعلى شواطئ البحيرة وتقديم التسهيلات لزيادة الإنتاج وإصدار مذكرات ترحيل الملح والالتزام بالأوزان. ولفت كل من العاملين اسماعيل وطه هلال إلى أن العمل باستخراج الملح يبدأ مع انحسار المياه وجفاف الملح على الشواطئ وهذا العمل ساهم في استقرار الأهالي بعد العودة لقراهم داعيين إلى تأمين الخدمات الضرورية لهذه القرى من كهرباء وماء وطرق خدمية لتشجيع المزيد من الأهالي على العودة لمنازلهم.