سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


الواقي الذكري.. كان يصنع من القماش ثم قواقع السلاحف وتصميمه كان معيبا


تفاصيل كثيرة وتاريخ طويل يحظى به الواقي الذكري منذ بداياته ظهوره وحتى وقتنا هذا. وبينما تعود نماذجه الأولية للعصر البرونزي (من 3000 لـ 1200 قبل الميلاد)، فالحقيقة أن الواقي الذكري كأداة للصحة العامة والسلامة الجنسية هو مفهوم جديد نسبيا. وربما بدأت تبرز الأوقية الذكرية بشكل كبير منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي، وتحديدا عقب بدء تفشي مرض الايدز، حيث بدأت حملات الترويج والإعلان له بشكل كبير وواضح. هنا نلقي نظرة في السطور التالية على بعض المعلومات، التي قد لا يعرفها كثيرون عن الواقي الذكري، وماذا قدمه للعالم على صعيد الوقاية والحماية، وما قد يشهده من تطويرات مستقبلا
البدايات
ليس مستغربا أن الإصدارات المبكرة للأوقية الذكرية كانت بدائية في أحسن أحوالها. وكان أول وصف لها في النصوص المكتوبة قبل الميلاد بألف عام أنها "كانت تستخدم على أبسط مستوى، حيث كانت تصنع من أقمشة وخامات منزلية كما أوراق الحرير المنقوعة في الزيت، الجلد العادي أو غيره من أنواع الجلد الرقيقة، وكذلك من قرون الحيوانات المجوفة وقواقع السلاحف". ورغم وجود أدلة على استخدام الأوقية الذكرية منذ قرون طويلة، لكن يبقى الخلاف قائما بين المؤرخين بشأن معدل استخدامها أو معدل انتشارها الفعلي بين الناس في تلك العصور القديمة. وكانت أول لحظة فارقة في تكنولوجيا تطوير الواقي الذكري خلال القرن الـ 16، حين خرج طبيب ايطالي لينصح الناس بضرورة استخدامه كوسيلة لوقف انتشار مرض الزهري. ورغم تصميمه المعيب آنذاك، لكنها كانت مرحلة مهمة نحو تعزيز الصحة العامة والجنسية، وقد حدثت بعض التحسينات الكبرى في تصميمه خلال القرون التالية، إلى أن تم تطوير نسخة من أمعاء الحيوانات، وظلت رائجة بشكل كبير حتى الحرب العالمية الأولى.
الطفرة الكبرى
مع أن الأوقية الذكرية لم تكن شائعة الاستخدام في الولايات المتحدة خلال القرن الـ 19 على الرغم من ارتفاع معدلات الأمراض المنقولة جنسيا، حيث كان يميل الناس أكثر لفكرة الامتناع عن ممارسة العلاقة الحميمة من الأساس كأفضل إجراء وقائي، لكن بحلول الحرب العالمية الثانية، بدأت تصنع كميات كبيرة من الأوقية الذكرية ذات الاستخدام الواحد المصنوعة من اللاتكس وكذلك كانت توزع بالمجان على الجنود. ولم يكن باستطاعة المواطنين العاديين، لاسيما في المجتمعات الفقيرة، الحصول عليها. وفي الخمسينات، مع ظهور أوقية ذكرية أرق من اللاتكس مزودة بطرف خزان لتجميع السائل المنوي، بدأت تتزايد مبيعاتها بشكل كبير للغاية، وأشارت تقديرات وقتها إلى أن 42% من البالغين الأمريكيين كانوا يستخدمون الأوقية من أجل تنظيم النسل. وكان الواقي حينها هو الشكل الأولي لتنظيم النسل حتى طرحت حبوب منع الحمل في حقبة الستينات، وبالرغم من ذلك، فقد استمر الجدل حول الواقي ومسألة تنظيم النسل عموما.
ظهور الايدز
بدأ يتزايد الاهتمام بالواقي الذكري في مطلع الثمانينات مع بدء ظهور حالات إصابة بمرض الايدز. وفي ظل عجز إدارة الرئيس ريغان وقتها عن اتخاذ تدابير وقائية فعالة، بدأت تروج المنظمات المدنية وقتها لمعلومات يتعين على الناس معرفتها عن الصحة الجنسية، بما في ذلك إطلاق حملات في كافة أنحاء البلاد تدعو لاستخدام الواقي. ومع استمرار الإعلانات الترويجية التي تدعو لاستخدام الواقي، انخفضت الإصابات الجديدة بمرض الايدز بنسبة 23 % في الفترة من 2010 لـ 2019 فقط.
الاستخدام الحديث
باتت الأوقية الذكرية اليوم أرخص في السعر، أكثر انتشارا ومتوافرة بأشكال أكثر مما كانت في السابق. لكن المشكلة أنه وبرغم كل هذا التطور الحاصل، فما تزال هناك أعداد كبيرة تصاب بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز، والسبب هو أن فئات بعينها لا تزال أكثر عرضة للإصابة بسبب نقص المعلومات والموارد وعدم توافر وسائل منع الحمل أو قلة الوصول إليها وكذلك حرمان هذه الفئات من بعض الحقوق الأساسية. ولهذا فالتطلعات الآن نحو مزيد من التطويرات لتحسين حياة الناس للأفضل.




سيريا ستار تايمز - syriastartimes,