سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


وسط حضور إسرائيلي..حوار المنامة منبر ترويجي للتطبيع أم لتشكيل جبهة ضد طهران؟


ما يجمع الرياض وتل أبيب هو العداء لإيران، فكان مؤتمر "حوار المنامة 2020" منبراً يتهجم من خلاله غابي أشكينازي عليها، إذ راح يصنفها قائدة لمعسكر يختار الحرب والعنف، وفق تعبيره.. ولا يخفى أن ذاك خطاب شبيه بالخطاب السعودي تجاه إيران.
تحت عنوان "دبلوماسية الدفاع والتجديد في الشرق الأوسط"، ختم "حوار المنامة 2020" آخر جلساته، في مؤتمر نظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. استهداف إيران والترويج للتطبيع بحضور ومشاركة إسرائيليين هما السمتان البارزتان، في ظل مساعي إدارة ترامب للضغط أكثر على طهران. من يراقب حجم الحضور الإسرائيلي في "مؤتمر المنامة 2020"، ربما يصل إلى خلاصة واضحة أن الهدف منه تقديم "إسرائيل" كحليف وثيق في ما يرسم للمنطقة، أكثر منه للتباحث في قضايا المنطقة. من ذاك المنبر، أراد القائمون عليه الترويج للاحتلال الإسرائيلي "حمامة للسلام"، وصمام أمان واستقرار في المنطقة، سواء بلسان وزير خارجيته، أو بألسنة المطبعين الجدد. ومن هناك بالأساس تعزز "إسرائيل" حملتها المعادية لإيران، في ظل نشأة تحالف للحرب مناوئ لمحور المقاومة، يضم "إسرائيل" ودول التطبيع الجديد. بدا أن التجمع استكمال لمشروع رسم التحالف الإقليمي بوجه طهران، تتويجاً لمسار التطبيع، وتقديم منبر للترويج لتل أبيب، ولتجميل صورتها والهجوم على إيران. ها هو وزير الخارجية البحريني يعلن أن اتفاقيات التطبيع خطوة استباقية للمساعدة في تعزيز أمن الشرق الأوسط. وعلى وتر موازٍ يتهم نظيره الإسرائيلي إيران باختيار الحرب والعنف في المنطقة.. فهل باتت "إسرائيل" الشريك الأساسي في الخليج لرسم سياسات المنطقة وتصنيف دولها؟ إلا أن موقف الرياض جاء في سياق مختلف بعض الشيء، فوزير خارجيتها فيصل بن فرحان أبدى عدم ممانعة عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي، إذا جرى تبديد قلق بلاده من بعض الهواجس. ووضع بن فرحان الاتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين شرطاً أساسياً للتطبيع. لكن الهجوم غير المعهود جاء على لسان رئيس الاستخبارات السعودي السابق، فوصف تركي الفيصل "إسرائيل" بالإجرام والاستعمار والعنصرية وارتكاب المجازر، ليخلص إلى أن اتفاقيات التطبيع من دون مشاركة السعودية ستفشل، وبالتالي سينعكس ذلك فشلاً في التصدي لإيران. لكن اللافت أن يرد وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي على الفيصل، بأن كلامه لا يعكس التحولات في المنطقة، بعد انتقاد الأخير الاحتلال الإسرائيلي بشدة. ما يجمع الرياض وتل أبيب هو العداء لإيران، فكان المؤتمر منبراً يتهجم من خلاله أشكينازي عليها، إذ راح يصنّفها "قائدة لمعسكر يختار الحرب والعنف"، بتعبير الوزير الإسرائيلي. كذلك فعل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، مستحضراً موقف واشنطن من الاتفاق النووي. ورغم أن المساعي لاستهداف إيران لا تخطئها عين مراقب، سواء ما تعلق بالتحركات الأميركية المكثفة، أو بمحفل المنامة السنوي، إلا أن وزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني حاول الإيحاء بخلاف ذلك. في كلامه نفى الزياني أن يكون التعاون الجديد مع "إسرائيل" استهدافاً لأي دولة، أو أن يكون رد فعل على أي تهديد، بل عده خطوة استباقية لتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار. وكان الزياني حريصاً على القول إن "التطبيع الجديد قد يغير قواعد اللعبة في المنطقة". فأي لعبة تلك التي تلعبها البحرين رفيقة درب الإمارات في التطبيع؟

ما أسباب هذا التشدد المستجد في الموقف السعودي؟ هل هو توزيع أدوار أم تغطية بالنيران لإعادة تموضع بعد اللقاء الثلاثي؟

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,