سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


موقف محرج.. تعطل أول محرك هليكوبتر تركي بحضور أردوغان .. تجسس وحبس وتهديد بالقتل كيف تأخونت تركيا؟


شهدت مراسم تسليم أول محرك مروحية تركي محلي الصنع، بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان موقفا محرجا، حيث تعطل المحرك لحظة تشغيله.

وخلال لقطات بثها التلفزيون التركي على الهواء، حاول المشاركون في الحفل تشغيل محرك هليكوبتر تركي محلي الصنع، دون جدوى، ليسأل الرئيس التركي وزير دفاعه خلوصي أكار: "ونحن الآن نرى افتتاح تشغيل المحرك.. هل نحن جاهزون يا سيد خلوصي؟"، دون أن يتلقى الرئيس ردًا عمليًا. وفق موقع "تركيا الآن". ونشر حساب الشؤون التركية مقطع الفيديو عبر حسابه بتويتر، وترجمه باللغة العربية. وأضاف موقع "تركيا الآن" أن هذا الموقف "يأتي في وقت تروِّج فيه تركيا لنفسها على أنها واحدة من مُصنِّعي ومُصدِّري الصناعات العسكرية عالميًّا، فيما تكشف واردات البلاد من قطع السلاح ومدخلات الإنتاج الرئيسة أن أنقرة ليست سوى مجمع لشركات أسلحة عالمية". وأكد أردوغان خلال الحفل أنه على الرغم من أن هناك من يحاول تقويض الصناعة الدفاعية لتركيا من خلال مصنع «Tank Pallet»، فإن بلاده لن تتخلى عن هذا الهدف أبدًا.

المعارضة في عهد أردوغان.. تجسس وحبس وتهديد بالقتل

شنت المعارضة التركية، هجومًا على نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، على خلفية مراوغاته السياسية وتجسسه على معارضيه وتهديداته لهم. وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "قرار" التركية المعارضة، وتابعته سيريا ستار تايمز، قال أحمد داود أوغلو، رئيس حزب المستقبل، المعارض، رئيس الوزراء الأسبق، إن "النظام كان يتبنى سياسة الاستبداد عندما كان دونالد ترامب في الحكم، ولكن الآن مع وصول بايدن لرئاسة البيت الأبيض، أصبح يدافع عن فلسفة الإصلاح".

وأشار إلى أن "أردوغان والمؤيدون له، عندما يفقدون السلطة، يتحدثون عن الحرية والديمقراطية، لكن عندما يمتلكونها يقيدون حريات الآخرين". وتابع: “هؤلاء يرتدون ثوب الحرية عندما يرتديه الغرباء، ويخلعونه عندما يريد الغرباء ذلك أيضا"، محملًا النظام الحاكم مسؤولية النظرة التشاؤمية التي باتت لدى الشباب، بسبب سياساته التي وضعت البلاد في أزمات على كافة الأصعدة، ولا سيما الاقتصادية منها. بدوره، قال رئيس حزب السعادة، تمل قره ملا أوغلو، إنه على قناعة تامة بأنه يتم التنصت على مكالماته والأماكن التي يذهب إليها، وذلك غداة إدلاء زعيم المعارضة، كمال قليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، بتصريحات مثيرة أكد فيها التنصت على مكالماته هو وزوجته وأبنائه. وقال المعارض التركي في تصريحاته "أنا أيضًا مقتنع بهذا (ما قاله زعيم المعارضة). أفكر أن هواتفنا يتم التنصت إليها كما أن الأماكن التي نذهب إليها تحت المراقبة". واستطرد قائلا "ومع ذلك لا ننزعج من هذا، لأنه ليس لدينا ما نخفيه. يمكن الاستماع والتنصت كيفما شاءوا، هذه ليست مشكلة بالنسبة إلينا". وأدى انتقاد قليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري للإصلاحات القضائية التي تعتزم الحكومة إجراءها، إلى تلقيه تهديدات من زعيم المافيا في تركيا، علاء الدين جاقجي، الموالي لحزب الحركة القومية، حليف أردوغان، بعد أن أفرج عن الأخير قبل أشهر ضمن عفو جزئي بسبب كورونا. وأفرجت السلطات التركية عن جاقجي في أبريل/نيسان الماضي، بعد أن أمضى 16 عاماً في السجون، بتهم ترؤسه شبكة جرائم منظمة، وذلك في تعديلات دستورية جاءت للتخفيف عن السجون، بسبب انتشار الفيروس. وتزعم حكومة أردوغان سعيها لإجراء إصلاحات قضائية، ما دفع قليجدار أوغلو، في 17 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، لمطالبة الحكومة بأن تكون صادقة وإعادة الموظفين المفصولين من الخدمة. لكن تلك الكلمات دفعت زعيم المافيا جاقجي، في اليوم التالي، بالرد عليها عبر رسالة على حسابه بموقع تويتر، مكتوبة بخط يده، استخدم فيها كلمات غير لائقة بحق قليجدار أوغلو، منها "كن عاقلا". الواقعة أثارت حفيظة المعارضة في تركيا التي هبت للتعبير عن دعمها لقليجدار أوغلو، وانتقدت صمت النظام الحاكم حيال تلك التجاوزات، وفسر مراقبون هذا الصمت بتأييد أردوغان لما يحدث على الساحة السياسية. وبعدها خرج زعيم المعارضة، ليؤكد أنه مهدد بالقتل، وأن هواتفه الخاصة، وهواتف زوجته وأولاده يتم التنصت عليها.

كيف تأخونت تركيا؟

في ربيع عام 1924 نزع كمال أتاتورك رداء العثمانية عن تركيا، وألبسها ثوب الجمهورية الأبيض .في تلك الأثناء، وبينما مصر تحت حكم الإنجليز، ظهرت فيها نبتة خبيثة سنة 1928، سممت ثمارها الشرق والغرب، تلك جماعة الإخوان الإرهابية بزعامة حسن البنا. ارتدى البنا عباءة الدين، بذريعة إحياء الخلافة المهزومة.. فما علاقة الإخوان بتركيا؟ ومن أدخل التنظيم الإرهابي إلى مدنها وأريافها حتى انقضت على السلطة واحتكرتها نحو عشرين (٢٠) عاما؟

عام 1958 أسس سعيد رمضان -صهر حسن البنا وسكرتيره الشخصي- فرع التنظيم في ألمانيا تحت اسم "الجمعية الإسلامية IGD"، وتمكن -هناك- من تجنيد التركي نجم الدين أربكان، الذي قام -مستندا إلى كتابات سيد قطب- بتأسيس جماعة الرؤية الوطنية المعروفة بــ"ملي غوروش"، التي تحولت إلى واحدة من أكبر الحركات الإسلامية بين الجاليات التركية في أوروبا.

عاد أربكان من ألمانيا إلى تركيا بمهمة واحدة وحيدة، هي القضاء على النظام الجمهوري وأخونة الدولة، ولتحقيق ذلك أسس -مرتكزا على أفكار قطب المتطرفة- حزب النظام الوطني الذي انضم إليه رجب طيب أردوغان. كانت تركيا قد قطعت شوطا كبيرا في طريق الحداثة، وأصبحت عضوا في حلف الناتو وكادت نجمتها تقفز إلى علم الاتحاد الأوروبي، لكن حظ الأتراك العاثر وطيبتهم أمام خداع الإخوان، أوصلا أربكان إلى رئاسة الوزراء عام 1996 بتحالفه مع تانسو تشيلر رئيسة حزب الطريق القويم. كان أردوغان -خريج مدارس "إمام خطيب"- من المقربين إلى أربكان. فجأة أصبح لاعب كرة القدم في نادي قاسم باشا بمدينة إسطنبول، رئيسا لبلدية المدينة عام 1994. انشق أردوغان عن أربكان وأسس حزب العدالة والتنمية سنة 2001، رفقة عبدالله جول. بالخديعة، والشعارات البراقة، وصل الحزب الإخواني عام 2002 إلى رئاسة الحكومة التركية، وراح أردوغان ينسج خيوطه لتمكين الإخوان. أول عمل قام به أردوغان، تعديل الدستور على مقاسه، ليتمكن من رئاسة الحكومة، بعد أن كان ممنوعا بحكم قضائي من تولي أي منصب، وليتحكم الإخوان بمفاصل الدولة. ترحم الأتراك على دولتهم التي غزا الإخوان مفاصلها العسكرية والسياسية والاقتصادية والقضائية، وغيروا قوانينها، وشوهوا صورتها.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,