سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


ترامب ينفي إقرار مشرعين جمهوريين بفوز بايدن ومدير الاستخبارات يشكك بنزاهة الانتخابات ..ما هي رؤية الرئيس الأميركي المنتخب حول إسرائيل والفلسطينيين والملف النووي الإيراني؟


وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقارير عن إقرار مشرعين جمهوريين بفوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة بأنه خبر زائف، وقال "المعركة بدأت للتو"، كما شكك مدير الاستخبارات الوطنية جون راتكليف بنزاهة الانتخابات وطالب بالتحقيق. وقال ترامب إن ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" بشأن إقرار 25 مشرعا من الحزب الجمهوري بفوز بايدن بانتخابات الرئاسة "زائف"، واعتبر في تغريدة على تويتر أن "المعركة بدأت للتو". وانتقد ترامب حاكمي ولايتي جورجيا وأريزونا الجمهوريين، معتبرا أنهما يحاربانه أكثر مما يفعل الديمقراطيون الذين وصفهم باليساريين الراديكاليين. وذكر ترامب في تغريدة أنه لو وقف الحاكمان دوغ دوسي وبراين كيمب إلى جانبه لفاز بسهولة بانتخابات الولايتين، مضيفا أنه حصل على المزيد من "الأصوات القانونية" لكن إدارة الانتخابات تعود إلى السلطات المحلية بالولايات، مشددا على أن الجمهوريين لن ينسوا الأمر.

تشكيك ومطالب بالتحقيق

من جهة أخرى، قال مدير الاستخبارات الوطنية جون راتكليف -في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز- إن على وكالات الاستخبارات أن تحقق في مزاعم التزوير، موضحا أن الانتخابات الحالية لم تشبه أيا من سابقاتها وأن التصويت عبر البريد كان فكرة سيئة. وأشار راتكليف إلى أنه تمت ملاحظة إخراج بطاقات اقتراع من حقائب، وأن عمال بريد قاموا بنقل بطاقات اقتراع من نيويورك إلى بنسلفانيا. وأضاف "يجب طرح أسئلة حول كل هذه المخالفات والتزوير. أتمنى أن تتحدث قيادة مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة العدل بشكل مباشر للأميركيين عن ذلك، لأن هناك ضعفا في منسوب الثقة لدى العديد من المواطنين الذين يعتقدون أن الأصوات لم تحتسب بشكل نزيه وأن العملية على المستوى المحلي لم تكن عادلة". ومن ناحية أخرى، قال محامي حملة ترامب رودي جولياني إن المشرعين في ولايات جورجيا وميشيغان وأريزونا قد يحددون لمن ستؤول الأصوات في الانتخابات الرئاسية، بعد أن تأكد فوز بايدن بالأصوات الشعبية في هذه الولايات. وبرر جولياني، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" هذا التوجه بأن الدستور ينص على أن المشرعين هم من يختارون الرئيس وليس حكام الولايات أو لجان الانتخابات، وفق تعبيره. وجدد جولياني التأكيد على أن حملة ترامب ستتوجه إلى المحكمة العليا من أجل حسم مصير الانتخابات الرئاسية.

وبدوره، قال وزير الدفاع بالوكالة كريستوفر ميلر إن البنتاغون يتعاون بشكل كامل مع فريق بايدن الانتقالي، مضيفا أن الوزارة تضع الأمن القومي وحماية الشعب في مقدمة جميع النقاشات. ووصف ميلر اتهام مصادر غير معروفة للبنتاغون بعدم مساعدة فريق بايدن بأنه خاطئ ومهين، مؤكدا أن المزاعم لا تعكس حقيقة أن الوزارة نظمت مع فريق بايدن عشرات الاجتماعات والمقابلات. وجاءت تصريحات ميلر بعدما قالت محطة "إن بي سي" إن كاش باتيل مدير مكتب ميلر يمنع بعض المسؤولين بالوزارة من التواصل مع فريق بايدن.

ولاية جورجيا

وشارك الرئيس المنتهية ولايته السبت في أول تجمع انتخابي بولاية جورجيا بعد الانتخابات لدعم مرشحين جمهوريين بمجلس الشيوخ في انتخابات الإعادة، وقال إنه لا يريد الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2024، وإنما العودة للبيت الأبيض قريبا، مكررا ادعاء تزوير الديمقراطيين للانتخابات. وأوضح ترامب في حشد ضمَّ المئات من مؤيديه بمدينة فالدوستا أنه لا يريد سوى العودة للبيت الأبيض بعد 3 أسابيع، ولا يطيق انتظار الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، وأضاف "سيحاولون إقناعنا بأننا خسرنا. نحن لم نخسر". وندد ترامب بما قال إنه تزوير، مضيفا أن هناك محاولات أخرى لتزوير نتائج جولة الإعادة على مقعدي جورجيا بمجلس الشيوخ، وأنه لا يمكن السماح بذلك. وقال غوف دنكن نائب حاكم جورجيا في لقاء مع شبكة "سي إن إن" (CNN) إن اتهامات ترامب المتكررة بشأن تزوير الانتخابات قد تضر بفرص الحزب الجمهوري في الاحتفاظ بسيطرته على مجلس الشيوخ وخسارة انتخابات جولة الإعادة على مقعدي مجلس الشيوخ في الولاية. وأضاف أن نتائج الانتخابات في الولاية أظهرت بما لا يدع مجالا للشك فوز بايدن، وأن الحقائق والأرقام التي أفرزتها الانتخابات في الولاية أكدت خسارة ترامب. ومن المقرر إجراء انتخابات الإعادة بجورجيا في الخامس من الشهر المقبل، وستحدد نتيجتها مصير السيطرة على مجلس الشيوخ وموازين القوى بواشنطن. ويتنافس فيها المرشحان الجمهوريان ديفيد بيردو وكيلي لوفلر، في مواجهة الديمقراطيين جون أوسوف ورافائيل وارنوك. وعاد ترامب ليقول إنه في حال لم يفز بيردو ولوفلر فإنه "لا شيء يمكن إيقاف الديمقراطيين" وأضاف "لا فكرة لديكم إلى أي حد سيكون الأمر سيئا". وكان المرشحون لانتخابات الشيوخ في جورجيا عن الحزبين فشلوا بالثالث من الشهر الماضي في الحصول على عدد كاف من الأصوات للفوز بمقعدي الولاية في المجلس، وهو ما فرض عليهم جولة إعادة حاسمة.

حسم السيطرة

وفي حال خسارة الجمهوريين انتخابات الإعادة بجورجيا، فإن الغالبية في مجلس الشيوخ ستنتقل إلى الديمقراطيين، لأنه في ظل التساوي بالمقاعد (50 لكل جهة) سيكون بإمكان كامالا هاريس نائبة الرئيس المنتخب التصويت وحسم النتيجة وفقا للدستور، وسيتيح ذلك للرئيس المنتخب جو بايدن -الذي سيتولى منصبه في 20 يناير/كانون الثاني المقبل- التعامل مع الكونغرس بمجلسيه، وهو تحت سيطرة حزبه. ولكن في حال احتفظ الجمهوريون بغالبية مقاعد مجلس الشيوخ، فسيتعين حينها على بايدن التعامل مع كونغرس منقسم، وسيكون بمقدور الجمهوريين عرقلة ترشيحاته للمناصب الحكومية ومشاريع القوانين المهمة. ومن ناحية أخرى، حذر الرئيس السابق باراك أوباما -أثناء حملة انتخابية عن بعد لصالح المرشحين الديمقراطيين في جورجيا - من أن "الأمر لا يتعلق بجورجيا فحسب (…) بل يتعلق بأميركا والعالم". وأضاف "انتخابات جورجيا ستحدد مسار فترة رئاسة بايدن، وإذا كان رفقة نائبته هاريس فسيتمكنان من تنفيذ وعودهما التشريعية".

وفي سياق متصل، رفضت محكمة استئناف فدرالية دعوى قضائية طالبت بإبطال فوز بايدن بجورجيا، كما قررت السماح بالتصويت الغيابي بانتخابات جولة الإعادة لعضوية مجلس الشيوخ التي تجرى بالولاية، وقد بتّت في القضية لجنة ضمت قاضيين كانا في قائمة ترامب للمرشحين لعضوية المحكمة العليا.

المجمع الانتخابي

وكان بايدن تمكن رسميا من تأمين العدد اللازم لانتخابه من أصوات المجمع الانتخابي، وذلك بعدما صدّقت ولاية كاليفورنيا على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث أعطت بايدن أغلبية 279 صوتا بالمجمع الانتخابي، وهو ما يكفيه لكي يصبح رئيسا. ومن جانب آخر، قالت "سي إن إن" إن بايدن يوسّع فارق الأصوات الشعبية أمام ترامب بأكثر من 7 ملايين صوت، وإن هذا الفارق قد يستمر بالاتساع مع استمرار فرز الأصوات بعدد من الولايات، وأوضحت الشبكة الإخبارية الأميركية أن "بايدن حصل على نحو 81 مليونا و200 ألف صوت، وهو أكبر عدد من الأصوات يحصل عليه مرشح رئاسي في تاريخ الولايات المتحدة.

ما هي رؤية بايدن حول إسرائيل والفلسطينيين والملف النووي الإيراني؟

استعرض أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي المقبل في إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن رؤية الأخير حول العلاقات الإسرائيلية الأميركية، وإيران والعلاقات مع الفلسطينيين، وفق موقع i24news الإسرائيلي. وقال بلينكن خلال مشاركته في مؤتمر لمنظمة "الغالبية الديموقراطية من أجل إسرائيل"، وهي منظمة تابعة للحزب الديموقراطي، إن "لدى بايدن التزام عميق لأمن "إسرائيل" وكان شريكاً في الاتصالات مع كل رؤساء الحكومة الاسرائيلية من فترة غولدا مائير، وشارك على الدوام في كل موضوع له تأثير على إسرائيل". وشدد بلينكن على أن بايدن يؤيد حل الدولتين ويؤمن أن هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان مستقبل "إسرائيل"، إلى جانب تحقيق التطلعات المشروعة للفلسطينيين. وقال "كرئيس، جو بايدن سيحافظ ويعمق التعاون العسكري والاستخباراتي بين الدولتين، وسيضمن التفوق العسكري الإسرائيلي. وسيطالب "إسرائيل" والفلسطينيين عدم اتخاذ خطوات أحادية تمنع العودة لحل الدولتين، وسيجدد الدعم للسلطة الفلسطينية، وسيفتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، وسيقوم بتقديم مساعدات إنسانية واقتصادية للفلسطينيين بموجب قانون تايلور فورس". وأضاف أن "بايدن سيصر على أن تتوقف السلطة الفلسطينية عن التحريض، وسيعترف مرة واحدة ودائماً في واقع دولة يهودية في إسرائيل"، مؤكداً أن "الرئيس المنتخب يعارض موضوع الضم"، لكنه من جهة أخرى شدد على أن "بايدن سيصر على أن يتوقف الفلسطينيون عن التحريض على العنف والخطوات الأحادية"، وذكر أن الرئيس سيسعى إلى بناء الثقة بين الجانبين، "وهذا أمر سيستغرق وقتاً، لكن احتمال نجاحه كبير". كما ذكر أن الولايات المتحدة ستسعى إلى استعادة مكانتها في مؤسسات الأمم المتحدة، والتي "ضعفت كثيراً بفترة الرئيس ترامب. وأنها ستستمر بمساندة والدفاع عن "إسرائيل"، لكنها في الوقت نفسه، لن تكون قادرة على منع أي هجوم من قبل هذه المؤسسات ضد "إسرائيل"، لكنها سترد عليها بقوة". بلينكن انتقد انسحاب الإدارة الأميركية السابقة من الاتفاق النووي مع إيران بشدة، وقال إنها "سياسة فشلت فشلاً ذريعاً، ولم تمنع إيران من تطوير برنامجها النووي، ولم تجلب إيران إلى طاولة المفاوضات، وعرّضت حياة جنود أميركيين في سوريا والعراق للخطر، كما أدت هذه السياسة إلى عزلة واشنطن عن شركائها المقربين في أوروبا"، وفق تعبيره. وحول رفع حظر التسلح عن إيران الذي انتهى مفعوله قبل شهرين، قال بلينكن إنه بسبب انسحاب ترامب من الاتفاق، لا يمكن "التمتع بالعالمين"، مضيفاً "نحن لا يمكننا الانسحاب من الاتفاق وأيضاً تشغيل آليات تحمينا من الاحتيال الإيراني، من الصعب بناء مثل هذا الإجماع".

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,