سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


الوباء.. تفشٍ قياسي بالولايات المتحدة والصحة العالمية توضح موقفها من إلزامية التطعيم والصين تؤكد هذه الدول صدرت الفيروس إلينا والإصابات في سورية تتجاوز 8490 حتى الآن


سجّلت الولايات المتحدة عددا قياسيا من الإصابات بكوفيد-19 خلال 24 ساعة لليوم الثالث على التوالي، في مؤشر إلى أن الوباء لا يزال قويا، بينما ينتظر العالم حملات التلقيح التي سبق أن انطلقت في روسيا ويُتوَقّع بدؤها الثلاثاء في المملكة المتحدة. وأظهرت حصيلة أعدّتها جامعة جونز هوبكنز أنّ الولايات المتحدة -الدولة الأكثر تضررا من الوباء في العالم بأكثر من 281 ألف وفاة، والتي شهدت ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات خلال الأسابيع الأخيرة- سجّلت نحو 230 ألف إصابة جديدة و2527 وفاة على صلة بكوفيد-19. وعلى مدى أسبوعين، سجّلت الولايات المتحدة بشكل متكرر أكثر من ألفي وفاة كل يوم، كما كانت الحال خلال الربيع في ذروة الموجة الأولى للوباء في البلاد، وأحصت خلال الأيام الخمسة الماضية أكثر من 2500 وفاة في اليوم، وهو رقم غير مسبوق. وأودى فيروس كورونا المستجدّ بأكثر من مليون و529 ألفا و324 شخصا، وأصاب أكثر من 66 مليونا و498 ألفا و750 شخصا حول العالم منذ ظهر في الصين العام الماضي، بحسب إحصائية أعّدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى مصادر رسمية.

كورونا غربا

وسجّلت فرنسا 11 ألفا و22 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجدّ خلال 24 ساعة، وهو رقم أعلى بكثير من سَقف 5 آلاف حالة الذي كانت حدّدته الحكومة لرفع إجراءات الحجر في 15 ديسمبر/كانون الأوّل. من جهتها، تُعلن الدانمارك  تدابير جديدة في مواجهة كوفيد-19، بحسب ما ذكرت رئيسة الوزراء مته فريدريكسن، التي قالت "بناءً على التوصيات التي نتلقّاها من السلطات، قمنا خلال عطلة نهاية الأسبوع بالإعداد لحجْر جزئي مُوجَّه وجغرافي في المناطق الأكثر تضرّرا من الفيروس". ومنذ بداية الجائحة، سجّلت الدانمارك -البالغ عدد سكّانها 5.8 ملايين- حتّى الآن نحو 90 ألف إصابة و885 وفاة. في هذه الأثناء، تشهد إيطاليا ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات بعدما تمكنّت في وقت سابق من احتواء الفيروس عبر فرض إغلاق مشدّد. وأحصت إيطاليا -أول بلد أوروبي ضربته الموجة الأولى من الفيروس بقوّة- أكثر من 60 ألف وفاة بكوفيد-19، وأكثر من 1.7 مليون إصابة.

وفي جنوب شرق ألمانيا، تقوم بافاريا اعتبارا من الأربعاء بتشديد القيود السارية، بحيث تعيد فرض حظر تجوّل في المناطق التي تنتقل فيها العدوى بشكل سريع، وستغلق بعض المدارس، لأن "الوضع سيّئ للأسف"، وفق ما أكد رئيس حكومة الولاية ماركوس سودر. وكشفت دول أخرى النقاب عن قيود مرتقبة خلال موسم العطلات، فحظرت سويسرا التجمعات في الشوارع للاحتفال بعيد الميلاد، بينما ألغت مدريد معظم فعاليات الاحتفال بعيد رأس السنة التي كانت تقام وسط العاصمة. وبينما بدأت موجة الفيروس الثانية في البرتغال بالتراجع، أعلنت السلطات أنها قرّرت الاستمرار في فرض القيود ليتسنّى تخفيفها خلال فترة الأعياد.

كورونا شرقا

وفي آسيا، رفعت كوريا الجنوبية درجة التأهّب إلى ثاني أعلى مستوى في سول والمناطق المحيطة بها الأحد، في وقت تسعى فيه السلطات إلى احتواء تفشٍّ جديد للوباء. وبينما تمكنّت البلاد من احتواء الفيروس بدرجة كبيرة عبر اتّباعها نهج تعقّب المصابين والمخالطين وإجراء فحوص، ارتفع عدد الإصابات الجديدة في الأسابيع الأخيرة من 100 يوميا إلى أكثر من 500. وأعلنت كوريا الجنوبية 631 إصابة جديدة الأحد، في حصيلة هي الأعلى منذ 9 أشهر، سُجّل معظمها في منطقة سول ومحيطها، وفق وكالة السيطرة على الأمراض والوقاية منها في كوريا. عربيا مُدّد حظر التجوّل الساري منذ أكتوبر/تشرين الأول للحد من تفشّي كوفيد-19 حتى 31 ديسمبر/كانون الأول في كل أنحاء تونس. ويبقى محظورا التنقل بين الساعة الثامنة مساءً والخامسة صباحا بالتوقيت المحلّي طوال أيام الأسبوع. وقد استأنفت شركة الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية الداخلية، بعد توقف لأكثر من 8 أشهر بسبب التدابير التي قررتها الحكومة للحد من تفشي وباء كورونا. وقد استؤنفت الرحلات الداخلية بشكل كامل نحو الولايات الجنوبية، وبمعدل 50% إلى الولايات الشمالية. كما باشرت الشركة رحلات إجلاء من 7 عواصم أجنبية وإليها، في انتظار قرار من السلطات العليا بشأن عودة الرحلات التجارية الدولية. وفي المغرب، تسببت إجراءات وقيود الحجر الصحي وإغلاق الحدود في تراجع الإقبال على مختلف الخدمات التي تقدمها مكاتب الترجمة في المغرب. ويعيش هذا القطاع ركودا لم يشهده من قبل، في ظل إلغاء وتأجيل المؤتمرات والندوات والأنشطة المتعلقة بالترجمة.

بدء التطعيم

في غضون ذلك، بدأ إعطاء لقاح "سبوتنيك-في" (Sputnik V) الروسي في موسكو للعاملين الاجتماعيين والطواقم الطبية والمدرّسين في أكثر من 70 مركزا فُتِحت لهذا الغرض في العاصمة. ويُفترض أن تباشر المملكة المتحدة -البلد الذي سجل أكبر عدد وفيات في أوروبا بلغ 610 آلاف و14 وفاة- التلقيح الثلاثاء. وكانت بريطانيا قد طلبت الشهر الماضي رسميا من الهيئة البريطانية المنظمة لقطاع الدواء، تقييم مدى مناسبة لقاح كوفيد-19 الذي تطوره شركتا بيونتك وفايزر لاستخدامه في البلاد. وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك إنّ "الأولوية ستكون للأكثر ضعفا ولمَن تفوق أعمارهم 80 عاما، ولطواقم دور الرعاية" والعاملين في خدمات الرعاية الصحية العامة. وطلبت بريطانيا الحصول على 40 مليون جرعة من لقاح فايزر-بيونتك (Pfizer/BioNTech) الذي أثبتت التجارب فاعليته بنسبة 90% في الوقاية من كوفيد-19. والولايات المتحدة كانت أول بلد يعطي الضوء الأخضر لاستخدام لقاح فايزر-بيونتك. وذكرت كل من بلجيكا وفرنسا وإسبانيا أنها ستبدأ اعتبارا من يناير/كانون الثاني، تطعيم الفئات الأكثر عرضة للخطر. من جهته، قال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو إن بلاده تسلمت أمس أول شحنة من لقاح شركة سينوفاك بيوتيك الصيني المضاد لفيروس كورونا. ويتزامن تسلم الشحنة التي تقدر بمليون و200 ألف جرعة مع استعداد الحكومة لإطلاق برنامج تطعيم جماعي. وتفيد منظمة الصحة العالمية بأن هناك 51 لقاحا مرشحا يتم اختبارها حاليا على البشر، وصل 13 منها إلى مرحلة الاختبارات الأخيرة الواسعة النطاق.

بعد مرور عام على ظهور فيروس كورونا المستجد، قالت الصين إن منشأ كوفيد-19 ليس ووهان، وإنما تمّ تصدير الوباء إليها عبر أغذية مجمدة مصدرها دول أخرى حول العالم

ووفق تحقيق نشرته صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية، فإن وصول فيروس كورونا لسوق المأكولات البحرية في ووهان العام الماضي، قد يكون "أسترالي المصدر". ودافعت بكين منذ أكتوبر عن نظرية منشأ الفيروس خارج حدودها، بعدما وجد خبراء يتتبعون تفشي المرض في تشينغداو شرق الصين، عينات حية من فيروس كورونا في عبوات سمك مجمدة مستوردة، من نوع القد. وقالت الصحيفة الصينية إنه ثبت وجود الفيروس التاجي في منتجات مستوردة من دول عدة مثل اللحوم المجمدة القادمة من البرازيل وألمانيا وأستراليا، والكرز التشيلي، والمأكولات البحرية الإكوادورية. واستشهدت "غلوبال تايمز" بدراسة للمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها نشرتها في أكتوبر، أكدت إمكانية عيش كوفيد-19 على عبوات الأطعمة المجمدة لفترة طويلة من الزمن.

وتتعارض دراسة المركز الصيني مع بيان لمنظمة الصحة العالمية قالت فيه إن الفيروس يمكن أن "يعيش لفترة طويلة في ظروف التخزين البارد" إلا أن ذلك يحدث في "حالات نادرة وخاصة". وواصلت الصحيفة سرد البيانات التي تدعم فرضية المنشأ الخارجي لكورونا، إذ قالت إن بيانات الجمارك أظهرت أن مقاطعة هوبي التي تحتوي على ووهان، شهدت زيادة بنسبة 174 في المئة بواردات المنتجات المجمدة في عام 2019، مقارنة بالعام الذي سبقه. وسبق لـ"غلوبال تايمز" أن نشرت تقريرا في نفس السياق عن أصل الفيروس، حيث نقلت في نوفمبر الماضي عن تسنغ غوانغ، كبير علماء الأوبئة السابق في المركز الصيني للسيطرة على الأمراض، قوله إنه من المحتمل أن يكون الفيروس قد نشأ في مناطق أخرى، إلا أن قوة نظام الرقابة والكشف المبكر في الصين والذي تطور بفضل خبرتها في التعامل مع "سارس" بين عامي 2002 و2003، جعل بكين ترصد الفيروس قبل غيرها، وتبلغ عن تسجيل إصابات بالمرض. كذلك استشهدت وسائل إعلام صينية في وقت سابق من العام الحالي بورقة نشرها المعهد الوطني الإيطالي للسرطان، قالت إن الأجسام المضادة لكوفيد-19 تم العثور عليها في عينات من مرضى السرطان أخذت في أكتوبر من 2018. وزعمت ورقة أنها وجدت آثارا لـ"سارس-كوف-2" في نظام الصرف الصحي بمدينة برشلونة في عينات مأخوذة في مارس 2019، أي قبل شهور من ظهور الفيروس بووهان. ويعتبر باحثون وعلماء غربيون أن ادعاءات الصين بشأن مصدر فيروس كورونا "عارية من الصحة"، وتستند إلى لتخمينات وفرضيات وأبحاث محدودة دون التدقيق والنظر في مجموعة أوسع من الأدلة المتاحة التي تثبت عكس ذلك.

أكدت مسؤولة في منظمة الصحة العالمية، أن المنظمة لا تتوقع أن تُلزم الدول مواطنيها بالحصول على لقاحات مرض كوفيد-19 التي تم تطويرها

وقالت كيت أوبراين، مديرة إدارة التطعيم واللقاحات والمستحضرات البيولوجية في منظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي: "لا أعتقد أننا نتوقع أن تجعل أي دولة التطعيمات إلزامية".

وأضافت: "قد تكون هناك بعض الدول أو بعض الحالات في دول تتطلب فيها الظروف المهنية ذلك، أو توصي بشدة بالتطعيم"، وقالت إن المستشفيات قد تكون أحد الأمثلة. وأوضحت أوبراين أن تطوير اللقاحات في وقت قياسي كان الجزء السهل من المهمة، مشيرة إلى أن ما تحقق حتى الآن هو البداية فحسب. وأضافت: "توصيل تلك اللقاحات وثقة المجتمعات فيها وتقبل فكرة اللقاح وضمان اكتساب الناس للمناعة بالفعل عبر العدد الصحيح والمناسب من الجرعات هو ما سيتطلبه الأمر للوصول للهدف النهائي".


الإصابات في سورية تتجاوز 8490 حتى الآن


أعلنت وزارة الصحة السورية تسجيل 87 إصابة جديدة بفيروس كورونا وشفاء 57 حالة ووفاة 5 من الإصابات المسجلة بالفيروس في سورية. وأشارت الوزارة في بيان تلقت سيريا ستار تايمز نسخة منه إلى أن حصيلة الإصابات المسجلة في سورية بلغت حتى الآن 8490 شفيت منها 4000 وتوفيت 452 حالة. وسجلت أول إصابة بفيروس كورونا في سورية في الثاني والعشرين من آذار الماضي لشخص قادم من خارج البلاد في حين تم تسجيل أول حالة وفاة في التاسع والعشرين من الشهر ذاته.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,