سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


الجيش الأميركي في حالة تأهب قصوى قاذفتان أميركيتان تحلقان فوق سماء الخليج للرد على هجوم إيراني محتمل.. والحرس الثوري: سنواجه تدخلات الأعداء


قائد القيادة المركزيّة الأميركيّة فرانك ماكينزي، يقول إن "الانسحاب من العراق وأفغانستان لن يؤثر سلباً على قدرة الجيش الأميركي على الرد"، و"بوليتيكو" تنقل عن مسؤول أميركي أن الجيش "في حالة تأهب قصوى".


أكد مسؤول عسكري أميركي لصحيفة "بوليتيكو"، أن الجيش الأميركي "في حالة تأهب قصوى ويعزز قواته في الشرق الأوسط للرد على هجوم إيراني محتمل". وقال المسؤول إن البنتاغون "يراقب عن كثب على وجه التحديد مؤشرات مقلقة عن استعدادات هجوم إيراني محتمل على قواته في العراق". "بوليتيكو" نقلت عن مصادر عسكرية أميركية تأكيدها أن الجيش الأميركي في "حالة إنذار" ترقباً لـ"هجوم محتمل على قواته في العراق". كما اتخذ الجيش الأميركي بحسب الصحيفة، خطوات أخرى خلال الأسابيع الماضيّة، بما في ذلك إعادة حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" إلى الشرق الأوسط، وإرسال سرب طائرات مقاتلة إضافي من أوروبا. المسؤول العسكري الأميركي، الذي طلب من الصحيفة عدم نشر اسمه، أكد أن هذه الخطوات "تهدف إلى ردع إيران عن اتخاذ أيّ إجراء عدواني ضد القوات الأميركيّة وقوات التحالف في المنطقة". وأشار المسؤول أيضاً إلى أنّ "البنتاغون قلق من أن طهران قد تستفيد من الانتقال الرئاسي وانسحاب القوات الأميركيّة من العراق وأفغانستان، وكذلك الذكرى القادمة لاغتيال الولايات المتحدة لقائد قوّة القدس في حرس الثورة الإيراني قاسم سليماني". المسؤول الأميركي أضاف أن "كل هذه عوامل تجعل من الحكمة أن يكون هناك موقف دفاعي قويّ في المنطقة الآن"، مشدداً على أن التحركات "ليست هجوميّة بطبيعتها". في السياق نفسه، أعلنت وزارة الدفاع الأميركيّة اليوم ، أنّ "قاذفتين أميركيتين من طراز بي-52 حلقتا فوق منطقة الخليج في استعراض للقوّة موجه ضد خصوم الولايات المتحدة ولا سيما إيران، بهدف "ردع العدوان في المنطقة". القيادة المركزيّة للجيش الأميركي قالت في بيان إن القاذفتين الثقيلتين اللتين يطلق عليهما اسم "ستراتوفورترس" ويمكنهما حمل أسلحة نووية "أقلعتا من قاعدة باركسديل الجوية في لويزيانا وتمّ إخطار أطقمها في اللحظة الأخيرة بذلك". البيان ذكر أن الطائرتين حلقتا فوق الخليج "مع طائرات أخرى تابعة لسلاح الجو الأميركي وطائرات من دول شريكة"، موضحاً أن "هذه هي الطلعة الثانية لقاذفات بي-52 خلال شهرين في المنطقة". ونُسقت الرحلة وفق القيادة الأميركية "مع السعوديّة والبحرين وقطر". وقال قائد القيادة المركزيّة الأميركيّة فرانك ماكينزي، إن "القدرة على تحليق قاذفات استراتيجيّة في منتصف الطريق في جميع أنحاء العالم في مهمة متواصلة، ودمجها بسرعة مع شركاء إقليميين متعددين، يوضح علاقات العمل الوثيقة والتزامنا المشترك بالأمن والاستقرار الإقليميين". ماكينزي أشار إلى أنه "يجب على خصومنا المحتملين أن يفهموا أنه لا توجد دولة على وجه الأرض أكثر استعداداً وقدرة من الولايات المتحدة لنشر قدرات قتاليّة إضافيّة بسرعة في مواجهة أيّ عدوان". ماكينزي تحدث عن أن الانسحاب من العراق وأفغانستان "لن يؤثر سلباً على قدرة الجيش على الرد على هجوم إيراني"، مشيراً إلى أن خروج القوات من المنطقة "يقلل من عدد الأهداف المحتملة". وأضاف ماكنزي "نحن لا نسعى للصراع، لكن يجب أن نبقى على موقفنا وملتزمين بالرد على أيّ طارئ أو في مواجهة أيّ عدوان".


وأعلنت القيادة الوسطى الأميركية تحليق قاذفتين من طراز "بي 52" (B-52) الخميس فوق مياه الخليج العربي، في المقابل هدد الحرس الثوري الإيراني بالرد على تحركات "الأعداء" في مياه الخليج. يأتي هذا بالتزامن مع نقل موقع بوليتيكو عن مسؤول عسكري أميركي أن الجيش الأميركي على أهبة الاستعداد ويعزز قواته في الشرق الأوسط خشية هجوم إيراني محتمل، وأن البنتاغون يراقب مؤشرات مقلقة على هجمات محتملة من قبل مليشيات إيرانية في العراق. وقالت القيادة إن المهمة رسالة لمن وصفتهم بالخصوم المحتملين، وإنها تأتي للتأكيد على التزام الجيش الأميركي بحماية شركائه الإقليميين، وقدرة واشنطن على نشر القوة القتالية بسرعة في أي مكان في العالم. ونقل عن قائد القيادة الوسطى الأميركية قوله إن إيران محرجة بعد مقتل العالم النووي فخري زاده وما زالت تبحث عن طريقة للرد، وأكد أنه بعد مقتل قاسم سليماني تجد إيران صعوبة في تنسيق الأمور في العراق. وأوضح "نراقب تهديدات إيران وليس من مصلحتها مهاجمتنا بشكل مباشر أو غير مباشر". ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مسؤولين عسكريين أميركيين (لم تذكرهم)، قولهم إن الهدف من ذلك هو ردع إيران ووكلائها عن تنفيذ هجمات ضد القوات الأميركية في الشرق الأوسط. وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي في بيان إن القاذفتين الثقيلتين اللتين يطلق عليهما اسم "ستراتوفورترس" ويمكنهما حمل أسلحة نووية، أقلعتا من قاعدة باركسديل الجوية في لويزيانا وتم إخطار طاقميهما في اللحظة الأخيرة بذلك. وذكر البيان أن الطائرتين حلقتا فوق الخليج "مع طائرات أخرى تابعة لسلاح الجو الأميركي وطائرات من دول شريكة"، موضحا أن هذه هي الطلعة الثانية لقاذفات "بي 52" خلال شهرين في هذه المنطقة.

وعلق قائد القيادة المركزية الجنرال فرانك ماكِنزي قائلا "يجب على خصومنا المحتملين أن يفهموا أنه لا توجد دولة على وجه الأرض أكثر استعدادًا وقدرة (من الولايات المتحدة) لنشر قدرات قتالية إضافية بسرعة في مواجهة أي عدوان". وقال "قدرتنا على التعاون مع شركاء في مهمة كهذه تثبت أننا مستعدون للاستجابة معا لأي أزمة". وأضاف المسؤولون أن مدة تحليق القاذفتين في سماء الخليج استغرقت نحو 36 ساعة ضمن رحلة ذهاب وإياب، بعدما انطلقتا من مطار "باركسديل" بولاية لويزيانا الأميركية (جنوب). وطائرات "بي 52" هي قاذفات إستراتيجية بعيدة المدى، قادرة على حمل ما يصل إلى 70 ألف رطل من الأسلحة.

الرد الإيراني

في المقابل، قال قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني الأدميرال علي رضا تنغسيري إن "بلاده تقف بحزم في وجه تدخلات القوات الأميركية في المياه الخليجية". وأضاف تنغسيري إن إيران ستواجه أي استهداف لأمن واستقرار المنطقة من قبل الأعداء على حد قوله. وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن "بلاده غير مستعدة للتفاوض بشأن منظوماتها الصاروخية، وإنها رفضت ذلك سابقا، وترفضه الآن أيضا". وأشار ظريف في تصريح صحفي، إلى أن عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي فيها مصلحة للطرفين الأميركي والإيراني.

اغتيال زاده

وتأتي تلك الخطوة الأميركية عقب اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده (63 عاما)، المعروف بـ"عراب الاتفاق النووي" في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إثر استهداف سيارته التي كانت تقله قرب العاصمة طهران. ووصف الرئيس الإيراني حسن روحاني عملية الاغتيال بـ"الفخ الإسرائيلي"، متوعدا برد بلاده في الوقت المناسب، كما توعد الحرس الثوري الإيراني، بـ"انتقام قاس"، متهما إسرائيل بالوقوف وراء اغتياله. كما تأتي عملية الاغتيال مع اقتراب الذكرى الأولى لمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني. ومؤخرا، تداولت وسائل إعلام أميركية أنباء غير مؤكدة عن هجوم محتمل للولايات المتحدة على إيران، قبيل انتهاء فترة الرئيس دونالد ترامب في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,