انتقادات واسعة لسفر برشلونة إلى هويسكا برّاً فما هي الأسباب؟
أثار سفر فريق برشلونة بالحافلة بدل الطائرة إلى هويسكا لمواجهة فريقها ضمن "الليغا" موجة واسعة من الانتقادات، ولكن ما غفل عنه الكثيرون أنّ الرّحلة بين المدينتين تستغرق المدّة نفسها، ولو اختلفت وسيلة النّقل بين الجوّ والبرّ. وقالت وسائل إعلام كاتالونيّة أنّه في ظلّ الأزمة الماليّة التّي تضرب النّادي، اتُخذ القرار بالذّهاب إلى المدينة التي تبعد فقط ٢٧٠ كيلومتراً عن برشلونة بحافلتين ما وفّر مبلغ ثلاثين ألف يورو. الأمر يبدو غريباً فعلًا، فإن كانت المسافة بين برشلونة وهويسكا تسمح بالسّفر براً، إذ أنّ الرحلة تستغرق حوالي السّاعتين والنّصف فقط، فخطوة كهذه تبدو مستحيلة قبل مباراة النّادي المقررة نهاية الأسبوع، حين سيكون على لاعبي برشلونة اجتياز مسافة ٨٥٠ كيلومتراً للوصول إلى غرناطة. توفير المال عبر استخدام الحافلات بدل الطّائرات يبدو قراراً غير منطقي، ففي شباط - فبراير مثلًا، سيكون على الفريق التّوجه إلى العاصمة الفرنسيّة لمواجهة باريس سان جيرمان في ثمن نهائي دوري الأبطال. كان هناك حديث أيضاً عن رغبة النّادي في تطبيق مبدأ التّباعد بين اللّاعبين بعد تأكيد إصابة اثنين من الطّاقم التّدريبي بفيروس كورونا، مع العلم أنّ جميع لاعبي وأفراد الفريق الأوّل خضعوا للفحوصات وأتت النّتائج سلبيّة، فكان السّفر في حافلتين منفصلتين. للوهلة الأولى، قد يدعو الأمر فعلًا للاستغراب والاستهجان، ولكن في ظلّ المبالغ الطّائلة التّي تُصرف في عالم كرة القدم والتّرف الذّي يعيش فيه اللّاعبون والمدرّبون، ما الذّي يمنع من اتخاذ خطوات عديدة لتوفير المال بدءاً بتخفيض الرواتب، ووصولاً إلى خفض أسعار اللّاعبين والسّفر بالبرّ للرّحلات القصيرة؟. ما زالت الأجواء ضبابيّة عند الحديث عن واقع كرة القدم المادّي ولكن الأكيد أنّ الفترة المقبلة ستشهد تغيّرات كبيرة في هذا الشّقّ من اللّعبة.