طرق الحماية من القرصنة الإلكترونية في عصر الوباء
أسفرت جائحة كورونا عن تغيير بثقافة المؤسسات، حتى بات العمل من المنزل أمرا مألوفا بل شائعا في العديد من الشركات والمصالح بدول العالم. هذا التحول نحو نموذج جديد يجمع بين العمل من داخل المقار الرسمية والمنازل، أدى بالتوازي إلى نشاط غير مسبوق بممارسات التصيد والاحتيال الإلكتروني حتى ارتفعت في 2020 بنسبة 220% مقارنة بالمعدل السنوي، وفق أحدث التقارير الصادرة عن مختبرات شركة إف 5.
تحذيرات من تنامي القرصنة
وبحسب دراسة حديثة صادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن 71% من المتخصصين في مجال الأمن السيبراني رصدوا زيادة التهديدات منذ بدء عمليات الإغلاق، حيث أن 78% من الموظفين المشاركين في الدراسة يعرضون البيانات للخطر دون قصد. وأكدت الدراسة أن 57% من الموظفين يحفظون كلمات المرور بشكل غير آمن على متصفحات الإنترنت على أجهزة الكمبيوتر في شركاتهم، بل أن 21% منهم يسمح لأفراد أسرتهم باستخدام أجهزة الشركة في أنشطة أخرى.
2021 يحمل الكثير
يبدو أن العام الجديد سيشهد استمرار المزج بين العمل من مقار المنظمات والمنزل في آنٍ واحد، وهو ما توصلت إليه شركة البرمجيات تشيك بوينت، في استطلاع رأي جديد.
اكد 50% من المشاركين أن الشركات لن تعود إلى ما كنت عليه لمدة عامين على الأقل، ما يتطلب توفير بيئة سيبرانية آمنة للموظفين، تمكنهم من العمل بأمان من أي جهاز ومن أي مكان. شددت الشركة على أن عمليات التأمين ينبغي أن تغطي تطبيقات الشركات ومراكز البيانات التقليدية والسحابية، وأجهزة وشبكات إنترنت الأشياء. كما أن هناك خطر أخر يتجسد في ظهور العديد من تطبيقات تتبع جهات الاتصال للحد من تفشي فيروس كورونا، ولكنها تعاني من مشاكي بالخصوصية، ما يعرض البيانات الشخصية والمهنية للتسريب.
من جهة أخرى في خضم الوباء، تتزايد مخاطر قرصنة المعلومات السرية الخاصة بلقاحات كورونا، وذلك بعد الكشف عن محاولات للقرصنة على مواقع شركات الأدوية لسرقة أسرار صنع اللقاح. وأعلنت فايز الشهر الماضي عن تعرض وثائق تتعلق بلقاح "فايزر- بايونتيك" للقرصنة خلال الهجوم الإلكتروني على وكالة الأدوية الأوروبية.
3 آليات أساسية للوقاية من القرصنة
في ظل ارتفاع تكاليف الحماية الإلكترونية، تحتاج الشركات إلى العمل بنهج أمني موحد يضم لتحقيق حماية استباقية ضد أي تهديدات متقدمة، والتمتع بكفاءة تشغيلية أفضل. هذه المظلة الموحدة ستكون بديلة لتنفيذ باقة مُكلفة من حلول الأمن السيبراني لحماية مراكز البيانات التقليدية والسحابية والأجهزة المتصلة بالإنترنت. أما الآلية الثانية فتتمثل في توفير مظلة وقائية لجميع المستخدمين، بغض النظر عن نشاطهم، ما يقلل من مخاطر عمليات القرصنة الفورية. وتتجسد الآلية الثالثة المهمة للغاية في توعية وتثقيف الموظفين في التعامل مع المخاطر الإلكترونية مثل كيفية التعامل مع الرسائل والروابط المثيرة، وتوخي الحذر من الولوج إلى بعض المواقع، وحماية خصوصياتهم أثناء التعامل مع تطبيقات الهاتف والحاسوب.