لا يزال تطبيق واتساب حائرا بين المحافظة على قواعد خصوصية مستخدميه والأرباح.. وينهي هذه الحيرة إجراء واحد لمستخدميه.. تعرف عليه. ويرى الخبراء، أن هناك سببا وحيدا فقط قادرا على إجبار عملاق التكنولوجيا الأمريكي فيسبوك المالك لتطبيق واتساب، على تفضيل خصوصية مستخدميه عن زيادة أرباحه من استغلال بيانات مستخدمي التطبيق الواسع الانتشار. ويرجح المحللون تخطي شبكة فيسبوك العملاقة المالكة لتطبيق واتساب، لمشكلة خصوصية بيانات المستخدمين، مثلما فعلت قبل سنوات مع فضيحة تسريب بيانات عشرات ملايين المستخدمين لشركة "كامبريدج أناليتيكا".
ويرى خبراء التكنولوجيا، أن خطر الهجرة الجماعية للمستخدمين من تطبيق واتساب، رغم صعوبة حدوثه، سوف يظل السبب الوحيد الذي يجبر التطبيق على التراجع عن قواعده الجديدة لخصوصية البيانات، حسب وكالة فرانس برس. ويفسر المحليين هذه الصعوبة، بقلة عدد بدائل التطبيق بنفس المزايا، واتساع قاعدة مستخدميه التي تتجاوز ملياري مستخدم.
بداية القصة
وبدأت القصة عندما بدأ مستخدمون التحذير من خطر على خصوصيتهم بسبب قواعد واتساب الجديدة.
وهجر العديد من المستخدمين، الذين يستعملون التطبيق في مراسلات العمل إلى خدمة سيجنال، أو تليجرام المنافسة.
إرجاء تطبيق القواعد الجديدة
وفي محاولة لإخماد الجدل، أعلنت واتساب الشهر الماضي إرجاء دخول قواعد الاستخدام الجديدة حيّز التطبيق 3 أشهر بعد تنديد مستخدمين كثر بما اعتبروه محاولة لتوسيع نطاق جمع البيانات الشخصية. وتتحدث خدمة المراسلة التي تضم ملياري مستخدم حول العالم، عن سوء فهم للقواعد الجديدة التي تؤكد إن هدفها مساعدة التجار في تحسين التواصل مع زبائنهم عبر واتساب.
هجرة كبيرة
ورغم هذه الشروح وإرجاء العمل بالقواعد الجديدة حتى 15 مايو/أيار المقبل، هجر مستخدمون كثر واتساب إلى منصات منافسة بينها سيجنال وتلجرام.
ويقول الباحث في معهد "تك بوليسي لاب" التابع لجامعة واشنطن راين كالو إن ردود الفعل السلبية على إعلان واتساب مبررة. ويوضح "التغييرات لا تحمل طابعا ديستوبيا (الشر المطلق) كما يتصور كثيرون، لكنها تشكل خطوة نحو نموذج يخشاه كثيرون".
نموذج جديد
وتشكل واتساب التي استحوذت عليها فيسبوك في 2014 في مقابل 19 مليار دولار، ورقة استراتيجية أساسية للشبكة المملوكة من مارك زوكربيرج التي تسجل تراجعا في نموها.
وقد أثارت رغبة فيسبوك في إدماج خدمة المراسلة ضمن عائلة التطبيقات، جدليات كثيرة ودفعت ولايات أمريكية عدة إلى إطلاق مسارات قضائية للتحقيق بشروط الاستحواذ على واتساب وأنستقرام.
محرك مهم
وفي مذكرة صادرة حديثا، اعتبر المحلل في مصرف ميريل لينش الاستثماري جاستن بوست، أن واتساب ستبقى "محركا مهماً لمستقبل قيمة فيسبوك في البورصة". ولفت إلى أن المجموعة ستتخطى المشكلات كما فعلت قبل سنوات مع فضيحة تسريب بيانات عشرات ملايين المستخدمين لشركة "كامبريدج أناليتيكا".
وتسعى الشبكة العملاقة إلى زيادة الإيرادات المالية من تطبيق المراسلة، وفق المحللة في شركة "إي ماركيتر" للدراسات جاسمين إيرنبرج. وأشارت المحللة إلى أنه في ظل استبعاد فيسبوك حتى اللحظة نشر إعلانات على واتساب، تعتزم الشبكة العملاقة استخدام التطبيق منصة للتجارة الإلكترونية مع أدوات مهنية لخدمة الزبائن.
بيانات سبق تشاركها
ويذكّر أخصائيون في شؤون السرية بأن واتساب تتشارك أصلا بيانات مع فيسبوك منذ اعتماد قواعد جديدة في 2016، غير أن المستخدمين كانوا مخولين عدم السير بها. وكان مواطنو الاتحاد الأوروبي محميين أيضا بموجب القوانين الأوروبية لحماية الخصوصية. وتؤكد غيني غيبهارت الباحثة في "إلكترونيك فرونتير فاونديشن" أن رغبة واتساب في فرض هذه الإجراءات "أشبه بإهانة لذكاء المستخدمين". وتقول "الناس اكتشفوا أن واتساب تتشارك بيانات بدرجة أكبر بكثير مما كانوا يظنون، ما زاد الوضع سوءا وأثار ردات فعل".
وتوضح غيبهارت أن الخيارات البديلة ضيقة بسبب حجم المنصة وطابعها المجاني. وبحسب بيانات نشرتها "إي ماركيتر" السنة الماضية، كانت واتساب تضم 99 % من مستخدمي التطبيقات المحمولة في البرازيل، و97 % في الهند و52 % في الولايات المتحدة. وتشير إيرنبرج إلى أن المشكلات الأخيرة التي تعترض واتساب لن تبطئ ديناميتها، خصوصا بسبب "التباعد" بين أقوال الناس وأفعالهم على صعيد الخصوصية. وتقول المحللة "ثمة بالتأكيد كثيرون يغادرون "واتساب"، والعدد مرشح للازدياد".. لكن "من غير المرجح أن نشهد نزوحا جماعيا.. وبما أن قاعدة مستخدمي واتساب بهذا الحجم، هذا تحديدا ما يجب فعله لتحقيق أثر حقيقي".