تتجوّل مركبة "بيرسيفيرانس" التابعة لوكالة ناسا ببطء عبر المريخ، ولكن يمكننا الآن سماع إطاراتها تتدحرج فوق التراب من مسافة 239 مليون ميل. وشاركت وكالة الفضاء الأمريكية أول مقطع صوتي للإطارات الستة للمركبة الجوالة "تضرب، وتصدر صوت خشخشة" عبر حفرة جيزيرو للبحث عن علامات الحياة القديمة. وشاركت "بيرسيفيرانس"، المعروفة أيضا باسم "Perky"، أول لقاء لها مع "شيطان غبار" تحرك من اليمين إلى اليسار خلف ذراعها الآلية.

وأُرسل مقطع فيديو قصير إلى فريق ناسا يظهر سحابة دوامة من الغبار من بعيد، ويقول الخبراء إنها ستلتقي بمسارات أخرى كثيرة في المستقبل - رصدت المركبة الفضائية "كيوريوسيتي" ما يقرب من 16 منذ هبوطها على سطح المريخ في عام 2012. وهبطت "بيرسيفيرانس" في 18 فبراير، ومنذ ذلك الحين شاركت مجموعة من الصور المذهلة لعالم المريخ، إلى جانب أصوات الرياح وإطلاق الليزر على الأهداف. ومع ذلك، فإن أحدث صوت مسجل يجعلنا نشعر كما لو أننا على طول الطريق - يمكنك سماع صوت تكسير الإطارات في الأوساخ والأجزاء الميكانيكية في كل حركة.

والتُقطت أكثر من 16 دقيقة من الأصوات من محرك "بيرسيفيرانس" في 7 مارس، من خلال ميكروفون الدخول والهبوط (EDL) الخاص بالمركبة. وكان الميكروفون الجاهز إضافة فريدة إلى Perky، حيث تأمل ناسا أن يزود الجمهور وفريقها الخاص برؤية ثاقبة لما تبدو عليه الحياة على المريخ. وقال فاندي فيرما، كبير المهندسين في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في جنوب كاليفورنيا: "كثير من الناس، عندما يرون الصور، لا يقدرون أن العجلات معدنية. وعندما تقود بهذه العجلات على الصخور، يكون الأمر في الواقع صاخبا للغاية. يوجد مقطعان صوتيان - أحدهما خام والآخر عبارة عن مجموعة أقصر من الأصوات". وأضاف: "في الدفق الأولي، يمكن سماع الأصوات غير المصفاة للمركبة الجوالة أثناء التحرك. وشاركت ناسا في بيان أنه يمكن سماع الضوضاء الناتجة عن تفاعل نظام التنقل الخاص بالمركبة (عجلاتها ونظام التعليق) مع السطح، إلى جانب ضوضاء خدش عالية النبرة. ويواصل الفريق الهندسي تقييم مصدر ضوضاء الخدش، والتي قد تكون إما تداخلا كهرومغناطيسيا من أحد صناديق الإلكترونيات بالمركبة، أو التفاعلات بين نظام التنقل وسطح المريخ". ويعرض المقطع الثاني مجموعة من الانفجارات والأصوات والخشخشة التي تأتي من عجلات العربة الجوالة. وكانت "بيرسيفيرانس" تبحث أيضا عن محطة مناسبة لـ Ingenuity Mars Helicopter لمحاولة اختبارات الطيران الأولى، والآن بعد أن حُدد موقعها، ستنشر العربة الجوالة ووكالة ناسا قريبا المروحية لإكمال ما يصل إلى خمس رحلات تجريبية.