يُعد محمد علي أحد أهم الشخصيات الرياضية في القرن العشرين، ليس فقط لأنه أحد أبرز أبطال العالم للملاكمة في الوزن الثقيل، ولكن لأن إنجازاته تجاوزت حلبات الملاكمة ليصبح رمزًا لجيل "ثقافة الستينيات المضادة" للنظام المؤسسي، وفخرًا للمجتمع الأميركي الأفريقي أجمع. وفي هذا التقرير الذي نشره موقع "هيستوري كولورد" الأميركي، يستعرض الكاتب فرانسيسكو بيربولي عددا من المعلومات والحقائق المثيرة عن حياة الملاكم الأميركي المسلم الذي ما زالت الحلبات تصدح باسمه، محمد علي كلاي الذي فاز في 56 نزالا من مجموع 61 خاضها خلال مسيرته الرياضية الحافلة.
1- اسمه الحقيقي يعود لناشط في التحرير من العبودية على الرغم من اشتهاره باسم "محمد علي"، سُمي الملاكم عند ولادته على اسم أبيه، الذي سمي بدوره تيمنًا بأحد أبرز مناهضي العبودية في جنوب أميركا وهو كاسيوس مارسيلوس كلاي. ويروي التاريخ أن المناهض للعبودية كلاي -الذي كان من عرق أبيض- ورث 40 عبدًا من والده، لكنه قرر تحريرهم جميعا وقام لاحقا بتأسيس الحزب الجمهوري في ولاية كنتاكي للعمل جنبًا إلى جنب مع أبراهام لنكولن في النضال من أجل إلغاء العبودية.
2- اتخذ اسم "كاسيوس إكس" لفترة وجيزة بعد إلحاقه الهزيمة بسوني ليستون في عام 1964، أعلن علي عن انتسابه إلى جماعة أمة الإسلام مع مالكوم إكس، وكشف عن قرار تغيير اسمه لكاسيوس إكس. وبعد بضعة أشهر في عام 1965، قام إلايجا محمد -المتحدث الرسمي باسم جماعة أمة الإسلام- بتغيير اسمه لما يُعرف به بطل الوزن الثقيل الآن، محمد علي.
3- تأثير إكس في انتصاره ضد ليستون قبيل النزال المصيري ضد البطل العالمي ليستون، كان محمد علي قد أصبح مقربا من مالكوم إكس، وتفيد بعض الشائعات بأن إكس استطاع إقناع علي بأنه لا يُقهر وأن الانتصار حليفه لا محالة، لكن يظل مدى التأثير الذي أحدثه إكس مجهولًا، غير أن محمد علي كان واثقا بنفسه، وربما كانت طمأنة إكس له كافية لإقناعه بأن النصر كان مقدرًا.
4- عانى من عسر القراءة أشار الكاتب إلى أن عسر القراءة والكتابة لدى علي كان سببا في إعادة تصنيفه كجندي مؤهل للخدمة في وقت الحرب فقط أو الطوارئ الوطنية، وذلك لتدني مهاراته في التهجئة والكتابة. وفي حديثه عن تلك الحادثة، تلفظ علي بجملته المشهورة: "قلت إنني الأعظم، لكنني لم أقل أبدا إنني الأذكى!".
5- لم تحمه الميدالية الذهبية الأولمبية من العنصرية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1960، سافر علي البالغ آنذاك 18 عامًا إلى روما ممثلاً الولايات المتحدة، وفاز بالميدالية الذهبية. وبعد ذلك، ذهب إلى أحد مطاعم كنتاكي مرتديا ميداليته، لكن تم طرده بسبب بشرته السوداء. ويُقال إن علي ألقى الميدالية في نهر أوهايو بعد إصابته بالإحباط بشأن الحادثة.
6- لديه جذور أيرلندية تعود أصول جد علي الأكبر -إيب غرادي- إلى بلدة أيرلندية، هاجر منها إلى كنتاكي واستقر فيها في ستينيات القرن التاسع عشر، وتزوج لاحقا من إحدى المحررات من العبودية. وفي حياته، قام علي بالسفر إلى أيرلندا لتعلم المزيد عن أجداده.
7- وصول قضية التهرب من التجنيد إلى المحكمة العليا بعد فترة قصيرة من اعتناقه الإسلام، خضع علي للتجنيد الإجباري خلال حرب فيتنام، لكن الملاكم صرح بكونه معارضًا ورفض القتال في الحرب، ونتيجة لذلك، اعتقل بتهمة اقترافه جناية برفض الانضمام إلى القوات المسلحة الأميركية، وحكم عليه بالسجن، لكنه استأنف الحكم وحافظ على حريته. وفي عام 1971، تسلمت المحكمة العليا قضيته وقررت إلغاء إدانته بالإجماع. وقد جعلت القضية من محمد علي رمزا بالنسبة لجيل الثقافة المضادة، الذين تعاطفوا مع آرائه المناهضة للحرب والتجنيد.
8- مثّل دور بطولة في عرض مسرحي أجبرت المحكمة محمد علي، على التوقف عن لعب الملاكمة لمدة 43 شهرًا، فلجأ علي إلى خشبة المسرح بدلا من حلبات الملاكمة. وقد تألق في مسرحية برودواي الموسيقية "باك وايت" بدور البطولة لمحاضر أسود مناضل، التي قدمت 7 عروض فقط، وقد أشاد النقاد بأدائه.
9- تسجيل ألبومات فنية اشتهر علي بقصائده الشعرية المتنوعة التي تسخر من خصومه وتحتفي بمآثره. وقد انتشرت قصائده على نطاق واسع، مما أثار اهتمام شركة "كولومبيا للتسجيلات"، التي أصدرت في عام 1963 ألبوما للشعر المنطوق لمحمد علي بعنوان "أنا الأعظم"، والذي يضم الأداء الشعري الوحيد لمحمد علي مصحوبا بالموسيقى.
10- بيع قفازاته بمبلغ يفوق مكاسبه من الفوز على ليستون لم تقتصر الشهرة التي صنعتها مباراته الأسطورية مع سوني ليستون على شخصية محمد علي فحسب، بل امتدت إلى قفازاته كذلك، فعقب انتصاره في تلك الليلة، كسب علي حوالي 630 ألف دولار. وبعد 50 عامًا، بلغ سعر قفازاته 836 ألف دولار.