ارتفعت حدة المنافسة بين أبل وسبوتيفاي للفوز بالمكتبات الموسيقية والصوتية الحصرية، في حرب وقودها أموال المستهلك. ويبدو أن شركة أبل "Apple" تتجه إلى تغيير الأمور قليلا في عالم البودكاست وزعزعة هيمنة سبوتيفاي على هذا المجال، من خلال عدد كبير من الميزات الجديدة لتطبيقات Apple Podcasts. وشركة أبل Apple التي أدخلت للمرة الأولى الاشتراكات المدفوعة في خدمة بث رئيسي، ستقوم بتوفير ميزات جديدة وتجديد تطبيقها بالكامل من أجل جذب المزيد من المستخدمين، وبالتالي مزيد من الأموال والاشتراكات.

وكان صانع الآيفون قد فقد حصته في سوق البودكاست على مدار السنوات الثلاثة الماضية، حيث انخفضت حصته من 34% في عام 2018 إلى 24% في العام الجاري 2021.

عودة أبل

ومع إضافة الإشتراكات المدفوعة للمنصة وجذب المزيد من صانعي المحتوى، تتطلع أبل لاستعادة بعض من تلك الحصة السوقية ومنع سبوتيفاي من الهيمنة بقوة على السوق. وتمكنت خدمة سبوتيفاي من السيطرة على مجال البودكاست بحصة سوقية كبيرة بفضل ما توفره من محتوى حصري وصناع محتوى لديهم جمهورهم الذي يتابعهم أينما كانوا.

والأسبوع الماضي، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن خدمة سبوتيفاي تستعد للكشف عن نظام البث الصوتي المدفوع الخاص بها، داخل التطبيق في وقت ما في الأسبوع الجاري. وتأتي الأخبار مباشرة بعد أن أطلقت خدمة البودكاست من أبل اشتراكاتها الخاصة داخل التطبيق، وتسمح أبل لمستخدمي البث الصوتي ببيع الوصول إلى المحتوى الخالي من الإعلانات بأي سعر يختارونه.

الاشتراكات

وعلى عكس خطة سبوتيفاي، تطلب أبل من صناع المحتوى دفع 19.99 دولار سنويا من أجل إدراج الاشتراكات، بالإضافة إلى رسوم بنسبة 30% عن السنة الأولى لكل مشترك. وبشكل مخالف لأبل، لن تتقاضى سبوتيفاي رسوما أو نسبة من كل عضوية، وأضاف تقرير وول ستريت أنه بإمكان أصحاب البودكاست الذين يختارون بيع اشتراكات داخل التطبيق تحديد الأسعار.

ويتم توجيه المستمعين الذين يستخدمون تطبيق سبوتيفاي لنظام iOS إلى موقع ويب لإكمال المعاملة وشراء الاشتراكات، مما يحرم أبل من حصتها المعتادة من معاملات App Store. وانتشر البودكاست بشكل كبير خلال الإغلاق الذي تسبب به فيروس كورونا، وهو في طريقه لتحقيق إيرادات تزيد عن مليار دولار هذا العام من الإعلانات في الولايات المتحدة للمرة الأولى. وأصبحت خدمات بث الموسيقى هي الطريقة الأكثر شيوعا للاستماع إلى أحدث الأغاني والألبومات، إذ يبلغ عدد مشتركي سبوتيفاي على سبيل المثال 120 مليون مشترك، مقارنة مع أكثر من 60 مليون مشترك لدى أبل.

أيهما أفضل؟

لدى سبوتيفاي مكتبة موسيقى تضم أكثر من 30 مليون أغنية، بالإضافة إلى تقديم أحدث الإصدارات وجلسات البث المباشر الحصرية في علامة تبويب الإصدارات الجديدة كل يوم جمعة. بينما أبل ميوزك لديها في مكتبتها أكثر من 60 مليون أغنية، وبالرغم من ظهورها حديثا إلا أنها تتفوق بصورة واضحة على باقي المنافسين مثل أمازون برايم ميوزك، وTidal، وقد أصبحت تُشكل ضغطا كبيرا على Spotify. توفر سبوتيفاي العديد من الأدوات وقوائم التشغيل للعثور على أغاني جديدة تناسب ذوق المستهلك، مثل قائمة التشغيل المخصصة Discover Weekly للعثور على الأغاني الجديدة لأشهر الفنانين. بينما تطلب أبل ميوزك أيضا من المستخدمين اختيار بعض الفنانين المفضلين لديهم عند إنشاء حساب، حتى تتمكن من التعرف على أذواقهم؛ وعلى ضوئها تقوم أبل ميوزك بإنشاء قوائم تشغيل تناسب رغبة المستمعين. لا تقدم سبوتيفاي خدمة راديو متخصصة، وبدلا من ذلك استبدلتها بميزة (قائمة التشغيل المدعومة) التي يمكن العثور عليها ضمن علامة التبويب (بحث)، وتمنح هذه الميزة توصيات بناءً على اهتمامات المستهلك الموسيقية. بينما تقدم أبل ميوزك المزيد من الخيارات التي تتفوق بها على سبوتيفاي بشكل واضح، حيث تعتمد على الذكاء الاصطناعي في بث الموسيقى بدون توقف عبر ميزة Beats 1، كما تقدم بعض محطات الراديو العامة للذين يريدون ببساطة الاستماع الى فئات معينة من الموسيقى، أو قائمة من أفضل 40 أغنية. بالإضافة إلى محطات غير موسيقية مثل: BBC News و ESPN. على الرغم من أن الخدمتين في المقام الأول مخصصتان لبث الموسيقى، إلا أن قنوات (التدوين الصوتي) Podcast متوفرة بكثرة في الخدمتين، وبالتحديد سبوتيفاي التي تحتضن الكثير من البرامج الشهيرة، حيث تتفوق بشكل واضح على آبل ميوزك التي لا تمتلك الكثير من قنوات البودكاست. تقدم سبوتيفاي فترة تجريبية مجانية مدتها شهر، وبعد هذه الفترة يمكن للمستهلك الاشتراك في إحدى الخطط المدفوعة التي تتضمن خطة فردية مقابل 9.99 دولار شهريا، أو خطة عائلية مقابل 14.99 دولار شهريا، أو خطة للطلاب مقابل 4.99 دولار شهريا. بينما تقدم أبل ميوزك فترة تجربية مجانية مدتها 3 أشهر، وبعدها يمكن الاشتراك في إحدى الخطط المدفوعة التي تتضمن خطة فردية مقابل 9.99 دولار شهريا، أو خطة عائلية مقابل 14.99 دولار شهريا، وتتيح إضافة ما يصل إلى 6 حسابات، أو خطة للطلاب مقابل 4.99 دولار شهريا.