الجمعة.. قرعة ملحق كأس العالم وإيطاليا والبرتغال ترتقبان بحذر
ستكون أعين الجماهير الإيطالية والبرتغالية شاخصة يوم الجمعة نحو زيورخ حيث قرعة الملحق الأوروبي الفاصل المؤهل إلى نهائيات كأس العالم في كرة القدم 2022 في قطر، كون منتخبي بلديهما مهددين بالتواجد في مجموعة واحدة أو ملاقاة بولندا الهداف روبرت ليفاندوفسكي أو السويد ونجمها العملاق زلاتان إبراهيموفيتش. ويسحب الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) قرعة التصفيات الأوروبية المقرر إجراؤها في 24 و29 مارس المقبل، وكذلك الملحقين الفاصلين المقررين في 13 و14 يونيو المقبل على أرض محايدة، بين خامس التصفيات الآسيوية وخامس التصفيات الأميركية الجنوبية ورابع تصفيات الكونكاكاف (أميركا الوسطى والشمالية والكاريبي) وبطل أوقيانيا. ووضع المنتخبان الإيطالي، بطل أوروبا في النسخة الأخيرة هذا الصيف، والبرتغالي، بطل النسخة التي سبقتها عام 2016، نفسيهما في موقف صعب بعد فشلهما في حجز بطاقة التأهل المباشر في دور المجموعات بحلولهما في المركز الثاني خلف سويسرا وصربيا. وحجزت 10 منتخبات بطاقاتها المباشرة عن القارة العجوز وتبقى ثلاث بطاقات ستحسم عن طريق الملحق بمشاركة 12 منتخبا. وخلافًا للنظام القديم، لن يقام الملحق بمواجهات مباشرة من مباراتي ذهاب وإياب، بل ستقسم المنتخبات الـ12 على ثلاثة مسارات تحدد بموجب قرعة ويتنافس في كل منها أربعة منتخبات بنظام نصف نهائي (24-25 مارس المقبل) ومباراة نهائية (28-29 مارس المقبل) يتأهل الفائز فيها الى المونديال (ثلاثة مسارات=ثلاثة منتخبات متأهلة عن كل مسار). وزاد التوتر نوعا ما، حتى بين أبطال أوروبا، حيث ينتاب الإيطاليين منذ تتويجهم باللقب القاري في يوليو الماضي، الخوف من الفشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثانية تواليا بعد كارثة تصفيات المونديال الروسي 2018. واعترف قطب دفاعه يوفنتوس ليوناردو بونوتشي بقوله "دون وعي، شيء ما توقف". ويتذكر الطليان صدمة قبل أربع سنوات، عندما أعاقت السويد طريقهم إلى كأس العالم في روسيا خلال الملحق الفاصل الذي أقيم وقتها بنظام الذهاب والإياب. على غرار إيطاليا، ترتعش برتغال النجم كريستيانو رونالدو قبل القرعة، في خضم الانتقادات اللاذعة التي وجهتها وسائل الإعلام المحلية إلى المدرب فرناندو سانتوس. واعتبرت الصحافة البرتغالية المدرب المسؤول الأول عن الهزيمة أمام ضيفته صربيا (1-2) في الجولة الأخيرة حيث كان وقتها بحاجة الى التعادل فقط لبلوغ النهائيات. لكن "سيليساو" القارة العجوز لديه خبرة الملاحق المونديالية بعد أن تأهل عبرها في 2010 و2014. ويملك العملاقان القاريان ضمانة خوض مباراة نصف النهائي على أرضهما، وذلك بفضل تواجدهما في المستوى الأول الى جانب اسكتلندا وويلز وروسيا والسويد. لكن إيطاليا والبرتغال تواجهان خطر الالتقاء في المباراة النهائية أو مواجهة منتخب جريح آخر مثل السويد التي بلغت ربع نهائي كأس العالم 2018. وإذا كانت السويد خيَّبت الآمال في كأس أوروبا الأخيرة بخروجها من ثمن النهائي على يد أوكرانيا، فإنها تألقت بشكل لافت في التصفيات المونديالية حيث كانت متصدرة أمام إسبانيا قبل جولتين من نهاية الإقصائيات، علما بأنها فازت على "لا روخا" 2-1 قبل أن تخسر أمامه في الجولة الأخيرة صفر-1. واستعاد المنتخب الاسكندينافي خدمات عملاقه إبراهيموفيتش (40 عامًا) بعد تعافيه من الإصابة التي تعرض لها في الصيف وحرمته من المشاركة في الكأس القارية. ويُعد "إيبرا" أحد أكبر الفزاعات في هذه القرعة، وكذلك المهاجم البولندي ليفاندوفسكي الذي سجل ثمانية أهداف في التصفيات. نجم بايرن ميونخ الألماني يخيف أكثر خصوصا بتواجد منتخب بلاده في المستوى الثاني من القرعة، وبالتالي سيكون خصمًا محتملًا منذ نصف النهائي لإيطاليا أو البرتغال. وقال المدرب البرتغالي لبولندا باولو سوزا "لدينا عدد كاف من اللاعبين الجيدين للفوز على منتخب كبير في مباراة واحدة". ربما يفضل سوزا مواجهة منتخب أكثر تواضعا في التصنيف الأول مثل ويلز التي لم تلعب في نهائيات كأس العالم منذ عام 1958، أو روسيا أو اسكتلندا التي لم تتألق في كأس أوروبا الأخيرة. بدورها، تترقب المنتخبات الأخرى في المستوى الثاني ويتعلق الأمر بأوكرانيا والنمسا وتركيا وجمهورية التشيك ومقدونيا الشمالية، مصيرها ومنافسيها المحتملين، بطموح خلق المفاجأة في هذه "النهائيات الرباعية". وقال المدافع التشيكي ياكوب برابيتش "من أجل كأس العالم، علينا أن نواجه المنتخبات (الكبيرة). إنه تحد سنقاتل من أجله"، مذكرا بأن منتخب بلاده فاز على اسكتلندا 2-صفر في غلاسكو في كأس أوروبا. وتُعتبر مقدونيا الشمالية المتواجدة في المستوى الثاني من التصفيات من المنتخبات التي يجب الحذر منها بعدما أبلت بلاء حسنا في التصفيات في سعيها إلى بلوغ النهائيات العالمية للمرة الأولى في تاريخها، بعدما فعلتها الصيف الماضي بباكورة مشاركاتها في الكأس القارية. عموماً، تبقى كل الأحلام مسموحة في الملحق الأوروبي بصيغته الجديدة.