مذكرة تفاهم بين تركيا ودول القارة الأفريقية تشمل مجالات مختلفة
تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونحو مئة مسؤول أفريقي خلال قمة جمعتهم ليومين في إسطنبول، تعزيز الروابط والتعاون في ظل تنامي استثمارات تركيا في القارة. والتزم إردوغان في ختام القمة إرسال 15 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا إلى أفريقيا التي لا تزال تعاني من التأخر في الحصول على التطعيمات رغم رصد المتحورة "أوميكرون" لأول مرة في جنوب أفريقيا وبوتسوانا. وعبر إردوغان عن رغبته في تعزيز المبادلات مع أفريقيا في عدد كبير من المجالات بينها الصحة والدفاع والطاقة والزراعة والتكنولوجيا،موضحاً أن لأنقرة حاليا 33 مكتباً تجارياً في دول القارة. وقال الرئيس التركي إنه في الأشهر الأحد عشر الأولى من 2021 وحده وصلت قيمة المبادلات إلى 30 مليار دولار، موضحاً أنه يتطلع إلى بلوغها 75 مليارا في المستقبل. وكشف إردوغان في ختام القمة أن بلاده ستفتح قريباً سفارات جديدة في أفريقيا، ليرتفع عددها من 43 حالياً إلى 49 في 55 بلداً عضواً في الاتحاد الأفريقي. كما أبرمت مذكرة تفاهم للفترة من 2022 إلى 2026، وهي تنص على "تعزيز التعاون" مع أفريقيا في خمسة مجالات رئيسية: التجارة والاستثمار، السلام والأمن والحوكمة، التعليم، الشباب وتنمية المرأة، البنية التحتية والتنمية الزراعية، وتعزيز النظم الصحية القادرة على الصمود. ولم يغفل إردوغان عن الشأن الليبي والانتخابات التي تستعد لها البلاد، وخلال لقائه رئيسَ المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، دعا إلى استمرار السلطة التنفيذية في ليبيا إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. يذكر أن تركيا ودول أفريقيا شهدتا تعاونات عسكرية في وقت سابق، حيث تمتلك تركيا قاعدة عسكرية في الصومال وتعمل على تعزيز مبيعاتها من الطائرات المسيّرة من طراز "تي بي2" الذي تصنّعه شركة "بيرقدار"، وهذا الطراز هو الأكثر طلباً بعد أن تم الترويج لنجاحاته في السنوات الأخيرة في ليبيا وأذربيجان. كما تسلم المغرب وتونس أول طائرات مقاتلة تركية مسيّرة في أيلول/سبتمبر، وأعربت أنغولا مؤخراً عن اهتمامها بها خلال زيارة إردوغان للمنطقة في تشرين الأول/أكتوبر، وأيضاً أبرمت تركيا اتفاقية تعاون عسكري في آب/أغسطس مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الذي يخوض حرباً ضد متمردي جبهة تحرير شعب تيغراي. وذكر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن 16 رئيس دولة و102 وزيراً أفريقياً شاركوا في القمة، وتعقد القمة التركية الأفريقية المقبلة في عام 2024 في دولة أفريقية لم تحدد بعد. وهذه القمة التي افتتحت الجمعة هي الثالثة من نوعها وتهدف إلى تعزيز الشراكة مع القارة التي زار إردوغان أكثر من ثلاثين دولة فيها، حيث أن الرئيس التركي كان قد جمع رجال أعمال أفارقة في منتدى اقتصادي على ضفاف البوسفور في تشرين الأول/أكتوبر، نوّه خلاله بعدم وجود ماض استعماري لتركيا في إفريقيا.