كيف حولت الفضائح الأخلاقية هولك هوغان من أشهر المصارعين إلى أكثر المكروهين؟
يعد المصارع الأميركي هولك هوغان من أشهر نجوم المصارعة الحرة الاستعراضية على مر تاريخها، حيث وصل إلى قمة الشهرة والثراء، قبل أن تسقطه الفضائح الأخلاقية المتتالية وخيانته لزوجته وأقرب أصدقائه ليصبح مكروه الجماهير بعد أن كان محبوبها الأول. استغل هوغان بنيته العضلية الضخمة، حيث كان طوله يناهز المترين، واحترف المصارعة الحرة عام 1978 وعمره 25 عاما، وبعدها بعامين انضم إلى اتحاد المصارعة العالمية الترفيهية "دبليو دبليو إي" (WWE)، ليبلغ خلال سنوات قليلة أوج الشهرة الرياضية. وحتى نعلم مدى شعبيته الكبيرة فقد شكلت مجموعة كبيرة من جماهير المصارعة الحرة "ألتراس" لتشجيعه، وأطلقت على نفسها لقب "مجانين هولك" (Hulkamaniacs).
فوز هوغان على أندري العملاق
وبزغت نجوميته بشدة عام 1983 عندما هزم أندري العملاق الذي كان يزن نحو ربع طن، حيث ضاعف ذلك الفوز شعبيته بعدما رفع منافسه العملاق بالفعل في الهواء وألقاه على أرض الحلبة بشكل لا يصدق، مما جعل القاعة تهتز من هتاف الجماهير له.
شهرته الرياضية فتحت له أبواب المجد الفني، حيث شارك في العديد من الأفلام السينمائية، بل حصل على دور البطولة في بعضها، وهو ما ضاعف شعبيته وجلب له المزيد من الأموال الطائلة حتى وصلت ثروته نحو 30 مليون دولار، ليكون أغنى مصارع على الإطلاق في جيله.
سلسلة فضائح هوغان
ويبدو أن الشهرة الطاغية والأموال الطائلة أصابت هوغان بالغرور حتى قال عن نفسه إنه "أقوى رجل، ولا يخاف حتى الوحوش المفترسة"، كما وصل به غروره إلى التورط في سلسلة من الفضائح التي قضت على نجوميته وحولته من المصارع الأكثر شعبية إلى الأكثر كراهية لدى الجمهور. وبدأت الفضائح تلاحقه في بداية التسعينيات من القرن الماضي عندما تم اكتشاف أنه يتعاطى المنشطات رغم أن المصارعة لعبة استعراضية، وباعترافه الشخصي فإن جميع النزالات تمثيل يتفق عليه مسبقا ويحدد الفائز بعقد رسمي يحدد ما يتلقاه كل مصارع من الأموال. وزاد الطين بلة أنه لم يكتف بتعاطي المنشطات فقط، بل كان يتاجر فيها أيضا ببيعها للمصارعين، وهو ما جعل أمره يفتضح عن طريق أحدهم. ولأنه أحد "نجوم الشباك" الذين يُقبل الجمهور على مشاهدتهم على حلبات المصارعة فقد قرر الاتحاد الدولي للمصارعة الاستعراضية "دبليو سي دبليو" (WCW) إعادته إلى المنافسات عام 1996، ليستعيد نجوميته وحصد الأموال مجددا. وظل هوغان يحرص على أن ينسى الجمهور تجارته بالمنشطات حتى تورط في فضيحة أكبر بكثير عندما طلقت منه زوجته بعدما اكتشفت خيانته الزوجية لها مع العديد من النساء، ومنهن أقرب صديقاتها. ولأن الإعلام الأميركي يتعاطى مع مثل هذه القضايا بتوسع كبير وعدم وجود خطوط حمراء فقد كان هذا الطلاق فضيحة مدوية للمصارع الشهير الذي بدأت شعبيته بعدها في الانهيار.
الفضيحة التي جعلته مكروه الجماهير
وبدلا من التعلم من أخطائه تورط هوغان في فضيحة مدوية جديدة بالصوت والصورة عندما انتشر مقطع مصور غير أخلاقي له مع زوجة أقرب أصدقائه، مما عده الجمهور الأميركي خيانة لا تغتفر لصديقه، فدمرت شعبيته تماما وأصبح مكروه الجماهير بعد أن كان محبوبها. ويبدو أن سقوطه المدوي وخسارته شعبيته بهذا الشكل جعلاه يحاول الخروج من هذه الفضيحة بأكبر قدر من المكاسب المادية، حيث أقام دعوى قضائية عام 2016 ضد موقع "جوكر" (Gawker) الذي سرب مقطع الفيديو المخل، وادعى أنه انتهك خصوصيته بشكل فج. وبالفعل، نال هوغان مبتغاه وحكمت له المحكمة بتعويض ضخم قدره 115 مليون دولار، لكن تم تخفيضه إلى 30 مليون دولار بسبب عدم قدرة الموقع على سداد المبلغ الضخم.
ورغم أنه ربح المال الوفير الذي عوضه عن تكاليف طلاقه الباهظة من زوجته فإنه خسر احترام الجميع، حيث اعتبروا أن خيانته لأقرب أصدقائه جريمة أخلاقية معنوية حتى لو لم يجرمها القانون الأميركي. ولم يكد هوغان يهنأ بالتعويض الكبير حتى انهالت الخسائر على رأسه بفسخ الشركات عقود الرعاية معه واحدا تلو الآخر، خوفا على تلطخ سمعتها ومراعاة لمشاعر الجماهير التي أصبحت تكرهه وتعتبره مثالا سيئا ليس للرياضيين فقط، بل للإنسان بشكل عام.