بدأت الارتدادات الاقتصادية للأزمة الأوكرانية والعقوبات التي فرضتها الدول الغربية على روسيا تظهر في العالم مع ارتفاعات حادة شهدتها الأسواق العالمية خلال الأيام الماضية وخاصة لأسعار النفط والغاز والمعادن والحبوب. تقارير صحفية نقلتها وسائل إعلام أفادت بان سعر القمح في بورصة شيكاغو ارتفع خلال تداولات أمس الى مستوى قياسي بلغ 11.34 دولاراً للبوشل “كل واحد بوشل يساوي 27 كغ” للمرة الأولى منذ عام 2008 وذلك بسبب مخاوف تعطل الإمدادات ونقص المحاصيل. وأظهرت نتائج التداول أن أسعار القمح آخذة في الازدياد لليوم الرابع على التوالي وقد ارتفع سعره بنسبة 34.5 بالمئة خلال أيام قليلة. وكالة بلومبيرغ الأمريكية أشارت إلى أن هناك أيضاً خطر حدوث نقص في الأسمدة والمحاصيل في الموسم المقبل وقالت: لقد أدت عواقب العقوبات الأمريكية والأوروبية الواسعة النطاق على روسيا إلى تغيير جذري في الوضع مع الإمدادات في حين أن المخزونات العالمية محدودة الكمية. وعلى المستوى الأوروبي سجلت أسعار الحبوب مستويات قياسية في جلسات التداول الأوروبية هذا الأسبوع اذ بلغ سعر القمح 344 يورو للطن الواحد لدى مجموعة “يورونكست” التي تدير عدداً من البورصات الأوروبية. وصعدت أسعار القمح بسبب مخاوف من تعطل الإمدادات إذ تشحن روسيا وأوكرانيا أكثر من 25 بالمئة من صادرات القمح العالمية و19 بالمئة من إمدادات الذرة في العالم و80 بالمئة من صادرات زيت دوار الشمس فيما يخشى التجار في العالم أن تؤثر الأزمة الأوكرانية على حركة الحبوب وتدفع المستوردين للبحث عن بدائل للإمدادات القادمة من منطقة البحر الأسود. ووفق شبكة “سي إن بي سي” تعد روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم في حين أوكرانيا هي خامس أكبر مصدر وتعتبر سلة الخبز في أوروبا أي أنه من بين 207 ملايين طن وهي حجم تجارة القمح دولياً يأتي 17 بالمئة من الكمية من روسيا و12 بالمئة من أوكرانيا. ويرجح محللون وخبراء ألا تقتصر التداعيات الاقتصادية لأزمة أوكرانيا على روسيا أو أوكرانيا أو الاتحاد الأوروبي بل ستمتد إلى مختلف دول العالم بسبب ارتباط النظام الاقتصادي العالمي ببعضه البعض.