سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


صاحب إنجازي الفوز بأمم أفريقيا والتأهل لكأس العالم 2022.. هكذا أصبح مدرب السنغال سيسيه ملهم المدربين الأفارقة


أكد المدير الفني للمنتخب السنغالي لكرة القدم أليو سيسيه أن طبيعته الفضولية خلال مسيرته كلاعب ساعدته بشكل كبير ورافقته في رحلة احترافه بأوروبا وفي الإنجازات التي حققها مع منتخب بلاده. ولم يكن سيسيه يكتفي ويقتنع فقط بأداء التدريبات المطلوبة منه في مران فريقه، وإنما كان يحرص أيضا على معرفة السبب وراء أداء كل تدريب. وقال سيسيه إن هذا الفضول رافقه على مدار مسيرته الكروية التي شملت فترة احتراف في فرنسا وإنجلترا، كما شهدت وصوله مع منتخب بلاده إلى نهائيات كأس العالم. وكان سيسيه قائدا للمنتخب السنغالي الذي صنع التاريخ في بداية القرن الحالي ببلوغ المباراة النهائية لكأس أمم أفريقيا للمرة الأولى في تاريخ "أسود التيرانغا"، وبلوغ نهائيات كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان للمرة الأولى في تاريخ الفريق أيضا. ولم تكن مفاجأة أن يتجه سيسيه للتدريب بعد انتهاء مسيرته لاعبا، وقد قاد المنتخب السنغالي الأولمبي (تحت 23 عاما) خلال الفترة من 2013 إلى 2015، ثم جرى تصعيده لتدريب المنتخب الأول ليظل في قيادة الفريق منذ ذلك الحين وحتى الآن مقدما فترة رائعة في قيادته.
وتحت قيادة سيسيه عاد المنتخب السنغالي إلى خريطة كرة القدم العالمية بقوة، إذ تأهل الفريق إلى مونديال 2018 في روسيا، ثم بلغ نهائي كأس أمم أفريقيا 2019 بمصر، لتكون المرة الثانية التي يبلغ فيها الفريق المباراة النهائية للبطولة. وفي فبراير/شباط 2022 تقدم الفريق خطوة أخرى إلى الأمام وأحرز اللقب الأفريقي للمرة الأولى بالفوز على نظيره المصري بركلات الترجيح في نهائي كأس أمم أفريقيا 2021. وبعدها بأسابيع قليلة تغلب المنتخب السنغالي على نظيره المصري مجددا بركلات الترجيح أيضا في الدور النهائي للتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022 في قطر، وتصبح النسخة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخ المونديال التي يخوضها المنتخب السنغالي. وبهذا الإنجاز الكبير في الأسابيع القليلة الماضية أصبح سيسيه ملهما للمدربين الأفارقة الذين عانوا طويلا لتأكيد مكانتهم.
وقال سيسيه -في مقابلة نشرها الموقع الإلكتروني للاتحاد الدولي للعبة "فيفا" (FIFA)- "احتاج لمعرفة السبب وراء ركضي كثيرا لألعب كرة القدم".
أما عن بداياته في عالم التدريب فقال "لطالما كنت متحمسا لهذه الوظيفة حتى عندما كنت لاعبا، كان لدي هذا الفضول طوال مسيرتي الكروية، أعتقد أنه من الجيد للغاية مشاهدة ما يفعله الآخرون، ولكن الأهم هو أن تكون لديك هويتك وأساليبك الخاصة، في النهاية الهدف هو أن أكون قادرا على مزج كل شيء مررت به كلاعب من حيث التقنية والنواحي الخططية في وظيفتي التدريبية". وأكد سيسيه أنه ولد ونشأ في السنغال، وأنه لا يزال أفريقيا وسنغاليا رغم السنوات العديدة التي قضاها في أوروبا. وأوضح أن "كرة القدم تلعب دورا بارزا في بلدنا"، وكشف أن حرص الفيفا الآن على تطوير المدربين في السنغال وأفريقيا بشكل عام يمثل مصدر فخر.
وعن مدى تأثير الدورات التدريبية التي ينظمها الفيفا للمدربين الأفارقة، والتي شارك سيسيه نفسه في إحداها مؤخرا، قال "في ما يتعلق بالتدريب والمدربين أدركنا أنه يتعين علينا التقدم لأننا لم نكن جيدين بما يكفي للتدريب في أوروبا أو أن نكون مسؤولين عن منتخباتنا الوطنية، إذا قارنا بين عدد المدربين المحليين في أمم أفريقيا 2019 وبطولة 2022 فسنلاحظ زيادة في عددهم". وعن النجاح الذي حققه كمدرب وطني مع المنتخب السنغالي وما إذا كان هذا كافيا لإلهام جيل جديد من المدربين، قال سيسيه "لا أعرف ما إذا كنت مصدر إلهام أم لا، لأنه يجب ألا ننسى أن اتحادات أخرى كانت تضع ثقتها في مدربيها من قبلي، ما أقوله هو أن الأمور تتقدم فعليا، لذا فالقرار متروك لنا لمواصلة الأمور، نعلم أنه ليس من السهل أن تكون المدير الفني لمنتخب بلدك، أيا كان ما قد يقوله الناس فالأمر أكثر صعوبة". وتابع "هناك المزيد والمزيد من التوقعات، وهو أيضا تحد لنا لإظهار أننا قادرون على تولي المسؤولية وإظهار أننا لسنا قاصرين على الركض خلف الكرة، نستطيع أن نكون لاعبين رائعين، لكننا قادرون أيضا على التفكير والتخطيط وتوظيف الأشياء في مكانها الصحيح، ومع تقدم الأمور في الوقت الحاضر يمكننا أن نرى أن الاتحادات الأخرى تضع ثقتها في منتجاتها المحلية بمساعدة الفيفا".

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,