حالة من الجدل والقلق تشهدها مصر بسبب انتشار إصابة البعض بالنزلات المعوية بسبب الخوخ والبطيخ. وعلق محمد فهيم، مستشار وزير الزراعة المصري ورئيس مركز معلومات تغير المناخ، على شكاوى المواطنين قائلاً: "منتجاتنا الزراعية آمنة لكن الأكل بكميات يسبب المغص والإسهال". وأوضح في مداخلة هاتفية لبرنامج "كلمة أخيرة"، المذاع عبر فضائية "أون إي" قائلا: "الخوخ يحتوي على سكريات عالية وألياف غير قابلة للإذابة في الماء، ولو أي حد زود في الاستهلاك منه يؤدي لحركات أكبر في الأمعاء وإسهال، فالأمر يتوقف على الاستهلاك وليست له علاقة بالتلوث أو المبيدات".

وبسبب هذه الأخبار المتداولة، يستعرض هذا التقرير، سر تسبب الخوخ في الإصابة بالإسهال. وفقاً لموقع جامعة هارفارد (جامعة أبحاث خاصة تقع في مدينة كامبريدج في ولاية ماساتشوستس في الولايات المتحدة)، مع تقدمنا في العمر، يمكن أن تصبح أجهزتنا الهضمية أكثر حساسية لأنواع معينة من الأطعمة وطرق تحضير الطعام، ومن ثم الإصابة بالإسهال في بعض الأحيان. يحدث الإسهال أحيانا بسبب السكريات، والتي تحفز القناة الهضمية على إخراج الماء و(المعادن والأملاح الموجودة في الجسم)، ما يؤدي إلى إرخاء حركة الأمعاء، لتخرج مع الفضلات بكميات كبيرة. وفي حالة تناول الكثير من السكر، فقد تصاب بالإسهال

ويعد الفركتوز (المعروف بسكر الفواكه، وهو سكر طبيعي موجود في الفواكه وبعض أنواع الخضروات والعسل) أحد أكبر مسببات الضرر، حيث يوجد بشكل طبيعي في الفواكه (مثل الخوخ والكمثرى والكرز والتفاح). ويصاب الكثير من الأشخاص الذين يتناولون أكثر من 40 إلى 80 جراما من الفركتوز يوميا بالإسهال. ولذلك، ينصح تناول الفاكهة بشكل عام باعتدال، إذ يفضل عدم تناول حصص من الفواكه يوميا تحتوي على أكثر من 40-80 جراما من الفركتوز، و20 جراما من السوربيتول (أحد أنواع السكريات الكحولية المنتجة من سكر الغلوكوز العادي التي تتحلل في الجسم ببطء).

يذكر أن معهد بحوث البساتين التابع لوزارة الزراعة المصرية، نفى شائعات حول وجود حالات تسمم لمواطنين تناولوا البطيخ والخوخ، مؤكداً سلامتها تماماً. وأوضح أنه لا يوجد أي دليل على ما يتم تداوله بهذا الشأن، وأن المشكلة تكمن في الإفراط في الاستهلاك، أو سوء التداول من ناحية التخزين، أو تعرض الثمار لأشعة الشمس الحارقة.