المثلية الجنسية تهدد العالم بتفشي مرضين في شهرين
بين ليلة وضحاها باتت المثلية المسؤول الأول والمتهم الرئيسي في تفشي مرضين لا يجمع بينهما شيء سوى ميول الرجال ثنائي الجنس. وفي غضون شهر ونصف تردد مصطلح "المثلية" كثيرا على الساحة العالمية، بشكل أدق مع كل مرة تتطرق فيها المنظمات الصحية للحديث عن الأسباب الرئيسية لتفشي مرض جدري القرود.
الآن، استجد سبب آخر للتطرق لمثليي الجنس بعد تفشي مرض المكورات السحائية على نطاق واسع بإحدى الولايات الأمريكية، في أسوأ تفش للمرض يضرب الولايات المتحدة.
جدري القرود والمثلية الجنسية
رغم أن مرض جدري القرود ليس مرضًا مثليًا ولا يقتصر على مجتمع المثليين، فإن المنظمات الصحية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية قالت إن الفيروس المسبب للمرض لم يتعرف عليه في التفشي الأخير إلا في مجتمعات المثليين.
حدث تفش لمرض جدري القرود حاليًا في العديد من البلدان التي لا توجد بها حالات في العادة، وقد يكون هذا مقلقًا خاصة للأشخاص الذين تأثر أحباؤهم أو مجتمعهم، وفقا للمنظمة. وقالت منظمة الصحة، في بيان بعنوان "نصائح صحية عامة للرجال المثليين" صدر بتاريخ 25 مايو 2022، إنه "تم تحديد بعض حالات المرض من خلال عيادات الصحة الجنسية في مجتمعات المثليين وثنائيي الجنس وغيرهم من الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال". وأضافت أنه "من المهم ملاحظة أن خطر الإصابة بجدري القرود لا يقتصر على الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، بل أي شخص على اتصال وثيق بشخص معدي معرض للخطر". مع ذلك، نظرًا لأنه يتم التعرف على الفيروس في هذه المجتمعات فإن التعرف على جدري القرود سيساعد في ضمان إصابة أقل عدد ممكن من الأشخاص وإيقاف تفشي المرض، وفقا للمنظمة الأممية. بينما قالت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA) إن الرجال المثليين وثنائيي الجنس معرضين لخطر كبير للتعرض لجدري القرود، موضحة أنه في الفترة من 6 مايو إلى 20 يونيو 2022 تم تأكيد 793 حالة إصابة بجدري القرود في المملكة المتحدة. عن وسائل العدوى، قالت المنظمة إنه يمكنك الإصابة بجدري القرود إذا كان لديك اتصال جسدي وثيق مع شخص تظهر عليه الأعراض، وهذا يشمل اللمس والتعامل وجهاً لوجه. أيضا يمكن أن ينتشر جدري القرود أثناء الاتصال الوثيق من الجلد إلى الجلد أثناء ممارسة الجنس، بما في ذلك التقبيل واللمس والجنس الفموي والطبيعي مع شخص تظهر عليه الأعراض. ونصحت المنظمة أي شخص بحماية نفسه من العدوى من خلال تجنب ملامسة الجلد للجلد أو وجهًا لوجه، بما في ذلك الاتصال الجنسي مع أي شخص تظهر عليه الأعراض.
المكورات السحائية والرجال المثليين
أعلن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) تفشى مرض المكورات السحائية بين الرجال في ولاية فلوريدا، بعد إصابة ما لا يقل عن 24 حالة وأسقط 6 وفيات حتى الآن.
ووصف المركز، في بيان رسمي، انتشار المرض بـ"واحدة من أسوأ حالات تفشي مرض المكورات السحائية بين الرجال المثليين وثنائيي الجنس في تاريخ الولايات المتحدة". استجابة لهذا التفشي، يوصي مركز السيطرة على الأمراض الرجال المثليين وثنائيي الجنس وغيرهم من الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال بالحصول على لقاح المكورات السحائية (MenACWY) إذا كانوا يعيشون في فلوريدا كما يوصي الأشخاص الذين قرروا السفر إلى ولاية فلوريدا بالتحدث مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بهم حول الحصول على التطعيم. وقال خوسيه روميرو، مدير المركز الوطني للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي، إن "التطعيم ضد مرض المكورات السحائية هو أفضل طريقة للوقاية من هذا المرض الخطير، الذي يمكن أن يصبح مميتًا بسرعة". وأضاف أنه "بسبب تفشي المرض في فلوريدا وعدد من الأحداث المهمة التي ستشهدها البلاد خلال الأسابيع المقبلة، من المهم أن يتم تطعيم الرجال المثليين وثنائيي الجنس خاصة الذين يعيشون في هذه الولاية". قال مركز السيطرة على الأمراض إن أعراض مرض المكورات السحائية يمكن أن تظهر فجأة،
ونصح ثنائي الجنس بطلب العناية الطبية فورًا إذا كانوا يعانون من:
- ارتفاع في درجة الحرارة
- الصداع
- تيبس الرقبة
- الغثيان/ القيء
- طفح جلدي بنفسجي غامق ووفقا للمركز،
يمكن أن تظهر الأعراض في البداية كمرض شبيه بالإنفلونزا، لكنها تزداد سوءًا في العادة بسرعة كبيرة. قالت جيل روبرتس، عالمة الأوبئة الجزيئية بجامعة جنوب فلوريدا، إن المرض لا يزال نادرًا ولكنه خطير ويمكن أن يتسبب في الوفاة بين عشية وضحاها. وينشر الناس بكتيريا المكورات السحائية للآخرين عن طريق مشاركة إفرازات الجهاز التنفسي والحلق (اللعاب أو البصاق)، لكن بشكل عام يتطلب الأمر اتصالًا وثيقًا أو طويلًا مثل التقبيل أو الاقتراب من شخص يسعل لنشر هذه البكتيريا. بينما قال عالم الأوبئة سام كرو، من مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن تفشي المرض مستمر ولا يزال يتم الإبلاغ عن حالات جديدة، موضحا أن ما يقرب من نصف الحالات حدثت في رجال من أصل إسباني. على الرغم من أن التفشي الحالي قد أثر في المقام الأول على الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، إلا أن المرض يمكن أن يصيب أي شخص على اتصال وثيق بشخص مصاب. وقال الدكتور كرو: "يمكن لأي شخص أن يصاب بالمرض بغض النظر عن التوجه الجنسي والعمر والعرق". أخطرت فلوريدا لأول مرة مركز السيطرة على الأمراض حول ارتفاع في مرض المكورات السحائية في أواخر يناير. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن الدكتور كرو قوله إن "الولاية تشهد عادةً بين 20 إلى 25 حالة إصابة بالمرض سنويًا، لكن هذا العام تم الإبلاغ بالفعل عن 44 حالة في فلوريدا حتى الآن".