قتل أم انتحر؟.. طلقة مسدس تنهي حياة طبيب وتثير الجدل!
في جريمة يكسوها الغموض والريبة، أثارت ضجة وألهبت الرأي العام، تداول يمنيون أول مقطع فيديو مسرّب لحادثة مقتل الدكتور أحمد الدويل من كاميرات عيادته الكائنة في منطقة مدينة عدن اليمنية، وتظهر بالفيديو امرأة كانت بصالة الانتظار وفور سماعها لإطلاق نار هرعت لمكتب الدكتور لتجده مضرجاً بدمائه، وقامت باستدعاء الحراسة، وفق ما تخيله وفسره نشطاء من خلال المقطع المسرّب الذي فتح باباً للتأويل والتحليل أمام رواد التواصل لكشف لغز الحادثة التي تخلو بحسبهم من أي بصمات جنائية.
هذا، ومع تناقل هذا الفيديو بشكل واسع، انبرى حقوقيون ومحامون لتحليل الجريمة من خلال المشاهد الأولى التي تم تسجيلها، حيث شكلت حادثة مقتل طبيب النساء والولادة الدكتور الدويل، صدمة وفاجعة هزت المجتمع بأسره، كونه الأبرز في مجاله وتخصصه، وقد أفادت التحقيقات الأولية من قبل الأمن أن الدكتور الدويل انتحر بنفسه بطلقة مسدس داخل مكتبه في المستوصف، حيث لم يثبت دخول أحد عليه من العاملين، كما تم العثور على المسدس، ولا تزال التحقيقات جارية لكشف غموض هذه الحادثة.
حالة نفسية أم ابتزاز ممنهج يهدد بالتصفية؟
واستبعد قانونيون يمنيون أن تكون الحادثة انتحارا لعدم وجود أي دوافع واضحة إلا إذا كان الطبيب يعاني من حالة نفسية أو تعرض لابتزاز ممنهج يهدد حياة أسرته، حيث زعمت بعض المصادر أن قيادياً أمنياً زار الدكتور قبل أيام، وطلب منه إجراء عملية إجهاض لفتاة أقام معها القيادي علاقة غير شرعية، لكن طلبه قوبل بالرفض من قبل الطبيب، الذي تلقى بعدها تهديدات بتصفيته، ليقرر السفر إلى مصر بعد العيد لتجنب تلك التهديدات، ولكنه لقي حتفه قبل سفره، حسب رواية تلك المصادر.
بدورهم، فسر صحافيون أن تسريب مقاطع كاميرات المراقبة قبل استكمال جمع الاستدلالات هو "ظاهرة منتشرة بالآونة الأخيرة الهدف من ورائها خلط أوراق الجريمة للتضليل الإعلامي وحرف مسارها عن الحقيقة، خاصة أن الفيديو المنتشر جرى عليه تعديلات واضحة للإيحاء بأنها "حادثة انتحار" حسب ما جاء على لسان متخصصين تقنيين.
إشارة من مسدس.. وعصابة من 5 أشخاص
إلى ذلك، ذهبت آراء وتحليلات النشطاء إلى أن الحادثة وفق معطيات الفيديو توحي بأنها واقعة انتحار، فيما رأى آخرون أن الجريمة تقف وراءها عصابة من خمسة أشخاص، مشككين أن يكون الرجل المتنكر بثوب نسائي هو من قتل الدكتور، كما رجحوا أن المسدس الذي ظهر في كاميرا المكان نفسه هو من أعطى الإشارة لدخول المتنكر، فيما يبدو أن الثلاثة أشخاص الذين دخلوا جزء من العصابة، وهذا ما يفسر لحظة اجتماعهم بغضون دقيقة واحدة ليكونوا شهود عيان للتمويه بأن الحادثة كانت انتحاراً. وعلق محمد المحفدي محللاً مضمون الفيديو على النحو التالي: 3.59 دخول المرأة، 4.00 دخول الثلاثة بفرض مكوثهم مدة دقيقة، 4.01 يشير وقت خروجهم، 4.04 الجزء المقطوع من الفيلم بحدود 3 دقائق !! دخلت فيه المرأة مرة أخرى وخرجت مع الثلاثة، والملاحظ أن مشاهد الفيلم تجزأت، فقد تم استقطاع 3 دقائق كاملة قبل نشره، وهو ما يدل على أن هنالك أيادي خفية تسعى إلى تضليل الرأي العام عبر هذا المقطع.
تسلل الجاني من الباب الخلفي
ووصف جعفر ياسين هذا المقطع بأنه "ضحك على الذقون". وتابع: "المفروض أن يتم عرض المقطع من لحظة وصول الطبيب إلى مكتبه إلى لحظة اكتشاف الجريمة من قبل المرأة التي ظهرت في الفيديو، وبدون تقطيع، ويمكن استنتاج عدم التقطيع بمشاهدة عداد أو مؤشر الساعة على الشاشة، كما ينبغي التأكد من أن توفر مدخل آخر لمكتب الدكتور معزول عن تغطية الكاميرات، فقد يكون الدكتور دخل منه رفقة الجاني أو ربما تسلل الجاني منه بتنسيق مع أحد العاملين من الداخل". ولفت النشطاء إلى أن المقطع المنتشر ربما يكون مقطعاً تمثيلياً تم تسجيله في نفس توقيت الجريمة ليظهر للعامة أن الطبيب انتحر، مشيرين إلى أن هذه الأمور لا يمكن إغفالها حال وجود تحقيق نزيه، وستكون مفتاح الكشف عن الجناة ما لم يكن وراء الجريمة أشخاص نافذون. وتوقع ناشط من خلال مشاهد الفيديو أن الطبيب ربما انتحر فعلاً، مفسراً لو أن شخصا ارتكب هذه الجريمة فإنه مستحيل أن يحمل مسدساً بدون كاتم صوت بحكم أن الاغتيال وقع في غرفة مغلقة، كما رجح أن الانتحار وقع بنسبة 95٪".
إجهاض غير قانوني
وشكك عبدالكريم فرحان في أن الفيديو بدا مظللاً ومحرفا، بما يؤكد أن مسرب هذا الفيديو ربما يكون مشتركاً بالقتل. وقال فريد العولقي إن ملابسات الجريمة يمكن كشفها من خلال بصمات المسدس ومنفذ دخول الطلقة للتحديد هل هو انتحار أو قتل، ثانياً يجب مراجعة الكاميرات على مدار 24 ساعة قبل وقوع الحادثة، وثالثا يلزم مراجعة سجلات المرضى المراجعين، فإذا وجدت حالة إجهاض أو طلب إجهاض غير قانوني ورفضها الدكتور، فقد يكون ذلك هو سبب الخلاف.
أفاد شهود عيان أنهم يستبعدون فرضية أن يقدم الدكتور وهو شخص مرموق وميسور الحال على الانتحار. وعلق محمد السيد: "أستغرب كيف لأمثاله أن ينهوا حياتهم بهذه الطريقة، فقد عرفناه قمة في الأخلاق والاحترام والعقل". فيما يرى أخصائيون نفسيون أن الأطباء قد ينتحرون نتيجة إصابتهم بالاكتئاب ومشكلات تواجههم في العمل، وربما ارتكب الطبيب خطأ طبياً في عملية ما، وراح ضحيتها أم وجنينها فسببت له ذلك تأنيباً قاسياً للضمير لفترة من الزمن، وربما وقعت خلافات أسرية دفعته للانتحار". وقال الصحافي عبيد سعيد:" أثارت ريبتي حركات المرأة الجالسة ودخولها إلى مسرح الجريمة، فلم تظهر فزعها عند سماعها الطلق الناري بطريقة سريعة، كما يتبين دخول المرأة مدة 7 ثوان إلى الغرفة الداخلية المتواجد فيها الدكتور، وهنا علامة استفهام، فعند خروجها لم تعكس ملامحها حجم الفاجعة وهستيريا الخوف لبشاعة الموقف".