سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


أمل جديد لمرضى سرطان الدم.. السر في الخلايا التائية


يعمل خبراء من "كليفلاند كلينك"، منظومة الرعاية الصحية العالمية، على تطوير علاجات مناعية لأنواع من مرض سرطان الدم مثل "اللوكيميا". وتستهدف هذه العلاجات توسيع خيارات هذا العلاج لمنح الأمل للمرضى، الذين فشلت العلاجات الأخرى في إحراز تقدم على صعيد علاج المرض لديهم.
ويشير مصطلح "اللوكيميا" إلى مجموعة من الأورام الخبيثة، التي تتصف بالنمو السريع وغير المنضبط لخلايا الدم غير الطبيعية، التي تسمى خلايا اللوكيميا. ووفقا للصندوق العالمي لأبحاث السرطان، يمكن أن يصيب هذا المرض الأطفال والبالغين، كما أنه يحتل المرتبة 13 بين أكثر أنواع السرطان شيوعا على مستوى العالم. وأشار الدكتور جان جوزيف ميلينهورست، أخصائي المناعة المتعدية ومدير برنامج العلاج الخلوي والهندسة المناعية، الذي تم إنشاؤه مؤخرا في مستشفى كليفلاند كلينيك، إلى أن العلاج بالخلايا التائية ذات مستقبلات المستضدات الوهمية (CAR T) يساهم في إحداث تحول ملحوظ في المشهد العام للعلاج؛ إذ يمنح العديد من مرضى سرطان الدم مثل اللوكيميا أمل الشفاء بصورة دائمة من المرض.

والخلايا التائية هي نوع من خلايا الدم البيضاء، التي تشكل جزءا من جهاز المناعة. ووفقا للدكتور ميلينهورست، يُعد العلاج بالخلايا التائية علاجا متخصصا يقوم على استخدام الخلايا التائية من المريض ذاته، وتعديلها وراثيا حتى تتمكن من التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها قبل أن تتكاثر وتعود إلى مجرى الدم. وأضاف: "في حين أن العلاج بالخلايا التائية منح العديد من المرضى أملا جديدا بالشفاء، إلا أنه لا تزال هناك العديد من التحديات، التي يجب التغلب عليها في إدارة العلاج، ولا سيّما فيما يتعلق بتكلفته، التي ربما تكون أعلى مقارنة بالعلاجات الأخرى. وتابع: "من المحتمل أن يكون لهذا النوع من العلاجات آثار جانبية خطيرة. وقد يحد ذلك من إمكانية الوصول إلى العلاج، لذا يجب أن يُعطى للمرضى داخل مركز متخصص يستطيع إدارة الآثار الجانبية التي قد يعاني منها المريض".

من جانبه قال الدكتور كريج سوتر، مدير زراعة الدم والنخاع في مستشفى كليفلاند كلينك: "يبقى العلاج الكيميائي السام للخلايا بمثابة المعيار الرئيسي للرعاية في العلاج الأولي للعديد من مرضى سرطان الدم الحاد أو اللوكيميا بهدف مساعدتهم على الشفاء. وأضاف سوتر: "في الحالات، التي فشل فيها العلاج الكيميائي من المستوى الأول أو العلاجات الأخرى، فإن الخلايا التائية ذات مستقبلات المستضدات الوهمية توفر خيارا علاجيا محتملا آخر للمرضى المصابين بمرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد للخلايا البائية. ووفقا للمؤشرات، التي حازت على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، فقد أثبت هذا العلاج أنه أكثر فعالية من المعيار السابق، والذي كان عبارة عن جولة أخرى من العلاج الكيميائي".

ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على المنتجات التجارية للعلاج بالخلايا التائية ذات مستقبلات المستضدات الوهمية لأنواع عديدة من مرض سرطان الدم بما في ذلك مرض ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد (ALL) لدى المرضى، الذين لم يستجيبوا للعلاجات الأخرى أو الذين تعرضوا للانتكاس بعد فترة من شفائهم. كما تجري مؤسسات طبية مثل كليفلاند كلينيك تجارب سريرية للعلاج بالخلايا التائية ذات مستقبلات المستضدات الوهمية لعلاج مرض ابيضاض الدم النخاعي الحاد (AML). ويُعد مرضا "ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد" و"ابيضاض الدم النخاعي الحاد" نوعان من أربعة أنواع رئيسية لمرض سرطان الدم. ويُصنف مرض سرطان الدم على أنه "حاد" أو "مزمن" بناءً على سرعة انتشار المرض في الجسم.

كما يصنف على أنه "نخاعي" أو "لمفاوي" اعتمادا على ما إذا كانت خلايا سرطان الدم تنشأ من الخلايا النخاعية، التي تتطور في نخاع العظام، أو من الخلايا اللمفاوية التي ترتبط بجهاز المناعة. ولفت الدكتور سوتر إلى أن الخطوة الأولى ضمن برنامج العلاج بالخلايا التائية تتمثل في استخراج الخلايا الليمفاوية من المرضى، ثم إدخال فيروس غير نشط يقدم تعليمات وراثية جديدة للخلايا التائية لبدء إنتاج مستقبلات مستضدات خيمرية (وهمية) تستهدف البروتينات، التي تعيش على الخلايا الخبيثة. وبعد ذلك يأخذ الباحثون مجموعة صغيرة من الخلايا التائية المعدلة حديثا ويحفزونها على النمو والتكاثر حتى يكون هناك ما يكفي لاستهداف الخلايا السرطانية بشكل فعال. ويقوم بعد ذلك الأطباء بتجميد هذه الخلايا وتخزينها حتى يكون المريض جاهزا لاستقبالها. ويتم خلال عملية التحضير للتسريب الوريدي للعلاج، إعطاء المريض شكلا مخففا من العلاج الكيميائي لمنع الجهاز المناعي من رفض الخلايا التائية. وتعتبر متلازمة إطلاق السيتوكين (CRS) والمشكلات العصبية مثل الصداع أو الارتباك أو صعوبة التحدث من أكثر الآثار الجانبية شيوعا للعلاج باستخدام الخلايا التائية. وأشار الدكتور سوتر إلى أن العلاج بالخلايا التائية لا يزال في مرحلة مبكرة، لكنه متفائل بحذر بشأن إمكاناته. واختتم قائلاً: "ربما في المستقبل ونتيجة المزيد من الأبحاث والدراسات، نتمكن من توسيع نطاق تطبيق هذا العلاج على أشكال أخرى من مرض السرطان وهو ما يُعد أمرا مثيرا للغاية".

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,