"العُقدة العضلية" حالة كالشد العضلي تُسبب ألما عميقا ومُوجعا، وقد تداهم أي أحد نتيجة الإجهاد المُتكرر، والضغط على النقاط الحساسة (نقاط التوتر، أو التحفيز، أو الاستثارة العضلية) في أكثر العضلات إرهاقا؛ وتنتج عنها عقدة مؤلمة عند اللمس قد تحرمنا من النوم، وتتفاقم بمواصلة الحركات التكرارية، والوضعية الخاطئة لفترات طويلة؛ خاصة في نصف الجسم العلوي، وأحيانا في أجزاء أخرى بالجسم تبدو غير ذات صلة بالعضلة.
وعندما يستمر الألم أو يتفاقم نُصبح بصدد "مُتلازمة ألم اللفافة العضلية"، وهي متلازمة تظهر عادة -حسب "مايو كلينك"- بعد تكرار انقباض العضلة مرارا، نتيجة حركات مُتكررة أثناء ممارسة التمارين أو الهوايات أو الأعمال اليومية، أو الشد الناتج عن التوتر"، أو بسبب الجلوس في أوضاع غير مُريحة.
وهي حالة حيرت العلماء، من حيث صعوبة دراسة مكوناتها أو أسبابها، واستغرقت تاريخا طويلا من الجدال، لخصته هذه المناظرة حول: هل المشكلة في التهاب العضلة فعلا، وبالتالي لا تحتاج لأكثر من "تحرير اللفافة العضلية"؟ أو أن العضلات نفسها بخير ولكنها أعصاب مُتهيجة تخبر أدمغتنا بأننا نتألم؟ وحتى الآن، لم يتم إثبات أي من التفسيرات للعُقد العضلية، وإن كان الجميع يتفقون على أنها حقيقية، وأن هناك مقترحات عملية قد تكون مفيدة في التعامل معها.
حلول لتخفيف الألم
"قد يستغرق التعافي من عُقد العضلات بعض الوقت، لتفتيت الأنسجة المُعقدة، وتهدئة الأعصاب المُلتهبة"، وفقا لموقع "هيلث لاين" (Healthline). وإن كان كورتيس وو طبيب العلاج الفيزيائي واختصاصي طب العظام يقول "إن فعالية تخفيف عُقدة العضلات تختلف من شخص لآخر، لكن هناك العديد من الطرق للمساعدة في تقليلها؛ كالوخز بالإبر، واستعمال أكياس الثلج، بالتبادل مع الكمادات الساخنة".
ومن بين الأشياء الأخرى التي قد تخفف آلام العُقد العضلية:
الانتظار من أسبوع لأسبوعين، فأحد أبسط الحلول لمشكلة آلام عُقد العضلات "هو مجرد الانتظار، حيث يستغرق الأمر وقتا حتى تتكيف العضلات مع حركة جديدة أو تتعافى من الإجهاد، وعادة في غضون أسبوع أو أسبوعين ستحل العُقدة العضلية من تلقاء نفسها"، كما يقول زاكاري غيلين أستاذ مساعد فسيولوجيا التمرين في جامعة ولاية مسيسيبي.
وتُخبرنا بيث سكواريكي، الصحفية العلمية والمؤلفة لكتابين، أنه "كما هي الحال مع العديد من الأوجاع والآلام التي نواجهها في الحياة اليومية، تميل العُقد العضلية إلى أن تكون مؤقتة"، مُضيفة أنه قد يكون من الأفضل "الحفاظ على النشاط اليومي بقدر ما يسمح به الألم، ومنح الوقت للشفاء؛ مع تناول الطعام بشكل جيد، وإبقاء الجسم رطبا، والحصول على قسط وافر من الراحة".
ويسهم "الجفاف وعادات الأكل غير الصحية والتوتر والقلق أيضا في حدوث عُقد العضلات"، حسب هيلث لاين، وينصح بأخذ استراحة من "أي أنشطة تسبب العقد أو تزيد الألم أو الانزعاج، وتخصيص أكبر قدر ممكن من الوقت للاسترخاء، أو الاستلقاء في وضع مريح باستخدام الوسائد لدعم الجسم".
ولكن في حالة عدم القدرة على الانتظار هذه المدة، توجد بعض الخيارات للمساعدة في تسريع عملية التعافي، مثل:
التدليك: يخبرنا موقع هيلث لاين أنه في بعض الحالات "يمكنك تدليك العضلات المؤلمة بنفسك، من خلال تحديد موقع العُقدة العضلية، واستخدم أصابعك لعمل دوائر صغيرة لتدليكها برفق"، وهذا ما يسمى تحرير اللفافة العضلية.
ويمكن أن يساعد تدليك موضع العقدة بلطف في الشعور ببعض الراحة؛ كما تقول سكواريكي، موضحة أن إحدى النظريات تفسر فائدة التدليك بأنه "يزيد تدفق الدم إلى المنطقة الملتهبة؛ ويخفف ضغط بعض أنسجة اللفافة العضلية حول العقدة"، وتُضيف أنه "حتى لو أخذنا بنظرية أن المشكلة سببها عصب متهيج؛ فالتدليك الخفيف يمكن أن يخفض إشارات الألم".
الدحرجة فوق أسطوانة بلاستيكية أو كرة صغيرة (كرة تنس أو كرة جولف)، هي في الأساس شكل من أشكال التدليك الذاتي أيضا، "حيث تقوم دحرجة الكرة أو الأسطوانة مقام التدليك في زيادة تركيز الضغط على العُقدة العضلية بلطف وانتظام، وتساعد على الشعور بالتحسن"، حسب سكواريكي.
لذا؛ "يمكنك وضع كرة تنس بين ظهرك والأرض أو الحائط، والقيام بدحرجتها للأمام والخلف ببطء للضغط على نقاط التوتر؛ كما يمكنك استخدام الأسطوانة البلاستيكية بنفس الطريقة"، بناء على توصية موقع هيلث لاين. فقد وجدت دراسة أجريت عام 2018 "أن استخدام الأسطوانة البلاستيكية، وتطبيق ضغط ثابت على نقاط تحفيز اللفافة العضلية؛ قد يساعد في علاج ضعف وظيفة العضلات وتحسين الأداء".
التمارين المتكاملة المنتظمة، لأن العُقد تتشكل بسهولة أكبر في العضلات المُرهقة، سواء من الإفراط في التمرين أو من ممارسة الأعمال اليومية جلوسا في أوضاع غير مريحة، لذلك "تساعد التمارين الهوائية في تخفيف الألم"، كما يقول هيلث لاين.
أيضا، توصي سكواريكي بالتركيز على قوة العضلات؛ من خلال القيام بتمارين منتظمة تجمع بين الكارديو والقوة والإطالة، وتسمح بتدفق الدم إلى الأنسجة، "ليساعد التمدد في الشعور بالتحسن في العُقد، ويكون من الصعب إرهاق العضلة القوية".