اكتشاف يتيح الوقاية من سرطان الكبد.. السر في الخلايا النجمية
تتطور جميع سرطانات الكبد تقريبا بعد عقود من مرض الكبد المزمن، لكن اكتشافا جديدا، قد يؤدي إلى علاجات في مراحل مبكرة. يُظهر البحث الجديد أنه أثناء مرض الكبد المزمن، فإن التحول في توازن خلايا الكبد النجمية الهادئة والمنشطة لا يعزز التليف فحسب، بل يمهد أيضًا للنوع الأكثر شيوعا من سرطان الكبد الأولي ، والذي يُسمى سرطان الخلايا الكبدية.
وتشير النتائج ، التي نُشرت في 21 أكتوبر / تشرين الأول بدورية "نيتشر"، إلى إمكانية منع تطور سرطان الكبد، وهو رابع سبب للوفاة بالسرطان في جميع أنحاء العالم، عن طريق التدخل في تنشيط الخلايا النجمية. ويتطور سرطان الخلايا الكبدية بشكل حصري تقريبا في المرضى الذين يعانون من أمراض الكبد المزمنة، بما في ذلك تليف الكبد أو التهاب الكبد أو مرض الكبد الدهني غير الكحولي، وتسبب هذه الأمراض غالبًا أنسجة ندبة واسعة النطاق ومتقدمة (تعرف أيضا بالتليف) في الكبد.
وركز قائد الدراسة روبرت شواب، أستاذ الطب ومدير قسم الجهاز الهضمي والكبد بمركز أبحاث الأمراض في كلية فاجيلوس للأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا، وفريقه على الخلايا النجمية للكبد، والتي سميت بهذا الاسم نسبةً إلى النتوءات المتعددة التي تمنحها شكلاً شبيهًا بالنجوم، لأنها متورطة بشكل كبير في تليف الكبد. وبعد تطوير أدوات وراثية جديدة تسمح للباحثين بمعالجة وتحليل الخلايا النجمية في الفئران، اكتشف شواب أن تعداد هذه الخلايا يتغير مع تطور السرطان.
ويقول: "في الكبد السليم، تكون الخلايا النجمية هادئة وتعبر عن بعض العوامل، لاسيما عامل نمو خلايا الكبد، الذي يحمي العضو، وفي حالة وجود مرض مزمن في الكبد، يتناقص عدد الخلايا النجمية الواقية بينما يتم تنشيط المزيد من الخلايا النجمية". وتعبر الخلايا المنشطة عن العوامل التي تعزز الأورام، وخاصة الكولاجين، وهو لبنة بناء النسيج الندبي، هذا التحول الديناميكي من الخلايا الواقية إلى الخلايا المعززة للورم يمهد الطريق لسرطان الكبد. لوحظ نفس عدم التوازن في الخلايا النجمية وارتباطه بزيادة خطر الإصابة بالسرطان لدى مرضى سرطان الكبد، مما يشير إلى حدوث نفس العملية لدى الأشخاص. وعادة ما يتم الكشف عن سرطان الخلايا الكبدية بعد فوات الأوان للشفاء، ويموت معظم المرضى في غضون عامين من التشخيص رغم العلاجات الطبية الجديدة والأكثر فعالية مثل مزيج أتيزوليزوماب وبيفاسيزوماب. وتضاعف معدل الإصابة بسرطان الخلايا الكبدية ثلاث مرات في الثلاثين عامًا الماضية، ومن المتوقع أن يزداد أكثر بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي الناتج عن زيادة السمنة. ويثير هذا الاكتشاف احتمالية الوقاية من سرطان الكبد من خلال استعادة التوازن الطبيعي للخلايا النجمية.