شكل بلوغ منتخب فرنسا، حامل لقب كأس العالم 2018، الدور ثمن النهائي لمونديال "قطر 2022" أبرز أحداث اليوم السابع للبطولة، والذي دارت خلاله 4 مباريات ضمن الجولة الثانية من المجموعتين الثالثة والرابعة. وعقب فوزه على نظيره الدانماركي (2ـ1) في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة التي جرت السبت، أصبح منتخب "الديوك" أول المتأهلين للدور الثاني من المونديال، في حين انقاد منتخبا تونس والسعودية للهزيمة الأولى لكليهما، على التوالي، أمام أستراليا وبولندا.
وضمن المجموعة الثالثة أنقذ ليونيل ميسي المنتخب الأرجنتيني من مصير محفوف بالمخاطر عندما قاده إلى فوز صعب على حساب المكسيك، وهو ما مكّنه من إعادة توزيع الأوراق في المجموعة، واستعادة حظوظه في التأهل قبل ملاقاة بولندا يوم الأربعاء 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري في الجولة الأخيرة.
مبابي يطير بالديكة للدور الثاني
قبل انطلاق مونديال قطر، كانت فرنسا أكثر المنتخبات التي عانت من شبح الإصابات، التي أجبرت أبرز ركائزه وفي مقدمتها أفضل لاعب في العالم 2022، كريم بنزيمة، وزملائه نغولو كانتي وبول بوغبا وكريستوف نكونكو، ولاحقا لوكا هيرنانديز على الغياب عن الحدث العالمي، لكن كتيبة المدرب ديدييه ديشان واصلت بثبات حملة الدفاع عن لقبها بالفوز على الدانمارك مساء السبت (2ـ1)، ليكون المنتخب الفرنسي أول منتخب يصل الدور ثمن النهائي بعد أن رفع رصيده إلى 6 نقاط من فوزين متتاليين تصدر بهما مجموعته. وشهدت آخر 3 نسخ من المونديال خروج حامل اللقب من الدور الأول، حيث غادرت إيطاليا مونديال 2010 وإسبانيا مونديال 2014 وألمانيا مونديال 2018 من دور المجموعات، مما دفع كثيرا من الملاحظين إلى توقع مغادرة فرنسا خصوصا في ظل هاجس الإصابات في صفوف لاعبيها، إلا أن مبابي وزملاءه خالفوا تلك القاعدة ونجحوا في مواصلة طريقهم ليبلغوا ثمن النهائي قبل جولة من نهاية الدور الأول.
وسجل كيليان مبابي ثنائية فرنسا، ليقود الديوك إلى الدور الموالي، كما أنه صعد لصدارة هدافي النسخة الحالية بالتساوي مع مهاجم منتخب الإكوادور "فالنسيا" برصيد 3 أهداف. ورفع مبابي رصيده إلى 7 أهداف في كأس العالم وذلك بعد أن سجل 4 أهداف في النسخة الماضية التي احتضنتها روسيا وتوجت بها فرنسا من بينها هدف في النهائي أمام كرواتيا.
شبح الإقصاء يخيم على "نسور قرطاج"
وكانت منافسات المجموعة الرابعة انطلقت بمواجهة جمعت منتخب تونس بنظيره الأسترالي، وكانت التوقعات تشير فيها إلى فوز تونس نظير المستوى اللافت الذي ظهرت به أمام الدانمارك، لكن "نسور قرطاج" خيبوا ظن جماهيرهم، بأداء هزيل وهزيمة مستحقة بهدف دون مقابل.
وتعقدت مهمة المنتخب التونسي في الصعود إلى الدور الثاني، إذ يتوجب عليه الفوز على منتخب فرنسا، بطل نسخة 2018 في الجولة الأخيرة، كما أنه سيكون مطالبا بانتظار شبه معجزة في حسابات الجولة الأخيرة للحفاظ على آماله في التأهل.
على ملعب الجنوب في منطقة الوكرة، لاح منتخب تونس بأداء شاحب ومن دون حلول هجومية، وترك الاستحواذ لأستراليا التي أنعشت حظوظها في مرافقة فرنسا للدور ثمن النهائي بعد أن كانت تلقت هزيمة ثقيلة (4ـ1) في مستهل مشوارها في كأس العالم. وفجرت هزيمة نسور قرطاج موجة غضب عارمة في الأوساط الكروية بتونس، في حين هاجم جل النقاد المدرب جلال القادري، معتبرين أنه السبب الأول وراء الهزيمة التي ألقت بحظوظ تونس في مهب الرياح.
اليوم السابع لم يكن عربيا
ولم يكن حظ المنتخب السعودي في المجموعة الثالثة أفضل من منتخب تونس، حيث تكبد زملاء سالم الدوسري هزيمة أولى في المونديال وذلك أمام منتخب بولندا بثنائية نظيفة، ليتجمد رصيد الأخضر السعودي عند 3 نقاط، في حين ارتقت بولندا إلى المركز الأول برصيد 4 نقاط.
وشهدت المباراة تسجيل نجم منتخب بولندا وقائده روبرت ليفاندوفسكي أول أهدافه في كأس العالم، وذلك عندما استقبل كرة في الشوط الثاني غالط بها حارس السعودية محمد العويس، ليضاعف النتيجة، ويمضي على فوز منتخب بلاده الأول في المونديال.
وإذا كان ليفاندوفسكي سجل هدفه الأول في كأس العالم، فإن نجم المنتخب السعودي سالم الدوسري الذي قاد "الصقور الخضر" إلى انتصار تاريخي يوم الثلاثاء الماضي على الأرجنتين، عجز عن معادلة رقم مواطنه سامي الجابر كأفضل هداف سعودي في تاريخ النهائيات وذلك برصيد 3 أهداف.
وسجل الدوسري هدفا في مونديال روسيا 2018 في شباك مصر، ثم هدفا ثانيا في النسخة الحالية في مرمى الأرجنتين، وأتيحت له الفرصة لتسجيل ثالث أهدافه في المونديال ومعادلة إنجاز سامي الجابر غير أنه أهدر ضربة الجزاء التي تحصل عليها المنتخب السعودي وتمكن الحارس البولندي "تشيزني" من صدها. ويتعين على المنتخب السعودي الفوز في مباراة الجولة الثالثة أمام المكسيك، أو التعادل وانتظار نتيجة بولندا والأرجنتين لحسم مصير التأهل للدور الثاني.
ميسي المنقذ على الدوام
خيم شبح الانسحاب المبكر على المنتخب الأرجنتيني أحد المرشحين للمراهنة على لقب كأس العالم، وذلك حتى الدقيقة 63 من مباراة الجولة الثانية أمام المكسيك اليوم السبت، قبل أن يتكفل نجمه ليونيل ميسي بالمهمة، ويسجل هدفا أول أردفه زميله فرنانديز بهدف ثان في الدقيقة 87، لينجح منتخب التانغو في الخروج بانتصار ثمين من موقعة لم تكن سهلة وينعش حظوظه في التأهل إلى الدور الثاني.
واستغل ميسي تمريرة من أنخيل دي ماريا ليغالط الدفاع المكسيكي ويمضي على هدفه الثاني في النسخة الحالية من المونديال والثامن في كل مشاركاته في كأس العالم. وأصبح المنتخب الأرجنتيني يحتل المركز الثاني برصيد 3 نقاط بالتساوي مع منتخب السعودية، لكن فارق الأهداف يمنح زملاء ميسي الأسبقية في حسابات التأهل عند التساوي في النقاط في ختام الدور الأول. ورغم الفوز على المكسيك، الذي تجمد رصيدها عند نقطة وحيدة في المركز الأخير من المجموعة الرابعة، سيكون منتخب التانغو أمام ضرورة الفوز على بولندا في الجولة الثالثة الأخيرة لتفادي مزيد من تعقيد الحسابات على طريق التأهل للدور الثاني.