يوم عربي حزين، ذلك الذي عاشه عشاق الكرة العربية في آخر جولات المجموعتين الثالثة والرابعة من نهائيات كأس العالم. فلا تونس حققت "المعجزة"، رغم انتصارها على فرنسا 1-صفر، ولا السعودية كررت إنجاز دورة 1994 بعد استسلامها أمام المكسيك بـ2-1، لتنتهي أحلام "نسور قرطاج" و"الأخضر السعودي" في "المونديال العربي". اليوم رقم 11 من المونديال منح ليونيل ميسي بطاقة العبور للدور الثاني مع الأرجنتين، وابتسم لروبرت ليفاندوفسكي أيضا مانحا إياه بطاقة التأهل رغم الهزيمة. فيما فرضت أستراليا نفسها كأكبر المستفيدين، إثر انتصارها التاريخي على الدانمارك بهدف من ذهب ومرافقتها حامل اللقب فرنسا للدور الثاني. وكما جرت عليه العادة في ما سبق من أيام أول مونديال يقام على الأراضي العربية، فلم يخل هذا اليوم من لقطات مميزة أثارت انتباه المتابعين، ولقيت تفاعلات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.
دموع تونسية
"المعجزة" كانت قريبة جدا من أن تتحقق، والفرحة الكبرى كادت أن تنفجر في شارع الحبيب بورقيبة هناك في العاصمة تونس، فالمهمة الأصعب -أي الفوز على فرنسا- قد تم إنجازها، لكن مهاجمي الدانمارك أخلفوا الرجاء، وعجزوا عن التعديل، فانتهت كل الأحلام. ولعل الصورة الأكثر تعبيرا عما كان يخالج شعور التونسيين، هي صورة مشجعة تونسية في المدرجات، وهي تستسلم لدموعها المنهمرة.
وبالرغم من ذلك، فإن عددا من التونسيين عبروا عن فخرهم بمنتخب بلادهم الذي حقق فوزا تاريخيا سيبقى راسخا في الأذهان على بطل العالم.
حسرة سعودية
ولم يستطع نجوم المنتخب السعودي كبح دموعهم بعد هزيمتهم أمام المكسيك، وانتهاء مغامرتهم في "مونديال" العرب، وعبّروا عن حزنهم الكبير بعد الهزيمة والإقصاء.
وانهارت دموع سالم الدوسري صاحب الهدف التاريخي في مرمى الأرجنتين، وأحد أبرز نجوم الأخضر خلال كأس العالم، بينما حاول زملاؤه مواساته.
وإلى جانب الدوسري، لم يقدر الحارس السعودي المتألق محمد خليل العويس على كبح دموعه بعد اللقاء، في مشهد مؤثر رقّت له قلوب السعوديين والعرب.
ضربة جزاء ميسي الضائعة
حصل ميسي على ضربة جزاء في الدقيقة 37، بعد التحام مع الحارس البولندي تشيزني، وكان بإمكان الأسطورة الأرجنتينية أن يتحول إلى بطل هذه المباراة أيضا، لكن الحارس البولندي كان له رأي آخر، بعد أن صدها بطريقة رائعة.
ليوقع ميسي على أولى ضربات الجزاء الضائعة له في هذه البطولة، مع العلم أنه كان وراء تسجيل الأولى التي حصل عليها في مباراة السعودية. وتعتبر هذه هي ضربة الجزاء الثانية على التوالي التي يتصدى لها تشيزني في هذا المونديال، بعد الأولى في المباراة السابقة أمام السعودية.
ميسي وليفاندوفسكي
كشفت عدسات الكاميرا عن وجود توتر بين ميسي وليفاندوفسكي خلال المباراة، إذ حاول النجم البولندي مد يده لمصافحة ميسي خلال اللقاء، لكنه رفض مبادلته التحية بعد التحام بينهما.
لكن يبدو أن ليفا رفض مغادرة الملعب دون إعادة المياه إلى مجاريها ومصالحة ميسي الغاضب منه، وهذا ما حدث فعلا بعد صافرة النهاية، حيث تبادل الطرفان حوارا ثنائيا قبل العودة لغرفة الملابس.
لماذا رفض الحكم هدف غريزمان؟
احتفل غريزمان بهدف قاتل لمنتخب فرنسا في مرمى تونس، لكن احتفالاته سرعان ما خبت بعد أن رفضه الحكم النيوزيلندي مات كونجي مباشرة بعد عودته من شاشة الفار. وظن من يتابع المباراة في البداية أن سبب الإلغاء هو وجود مهاجم أتليتيكو مدريد في موقع تسلل، وهو ما جعلهم يستنكرون قرار الحكم، لأن المدافع هو من لعب الكرة برأسه؛ لكن قرار الإلغاء جاء بسبب دفع اللاعب الفرنسي راندال كولو موانير بيديه -وبشكل واضح- المدافع التونسي منتصر الطالبي قبل الهدف مباشرة، وهو ما تسبب في سقوط الأخير على الأرض.
وتوجّه الحكم لمراجعة الحالة في شاشة تقنية الفيديو، قبل أن يقرر إلغاء هدف التعادل الفرنسي، وسط فرحة المنتخب التونسي. وفي سابقة في المنافسة، ذكرت تقارير صحفية فرنسية أن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم يتجه إلى رفع شكوى لدى "الفيفا"، بدعوى رفض الحكم لهدف صحيح لأنطوان غريزمان.