فضيحة تزوير أعمار اللاعبين تواصل ملاحقة الكرة الكاميرونية وارتفاع عدد المستبعدين إلى 32 لاعبا
ارتفع عدد المستبعدين عن منتخب الكاميرون لكرة القدم لأقل من 17 عاما ليصل إلى 32 لاعبا، بعد أن أثبتت فحوص الرنين المغناطيسي أن 11 لاعبا إضافيا زوروا أعمارهم، وأن سنهم تفوق 17 سنة. وكان رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم صامويل إيتو فرض على جميع اللاعبين الذين تم استدعاؤهم لتمثيل منتخب الشباب اختبارا خاصا للعمر، وهو الأمر الذي أدى إلى اكتشاف واحدة من آخر "فضائح" الكرة الأفريقية.
وكانت تقارير صحفية كشفت عن استبعاد 21 لاعبا بعدما تبين أن سنهم أكبر مما هو مصرح به في الوثائق من أصل 30 لاعبا تم استدعاؤهم لحمل قميص المنتخب الوطني والمشاركة في بطولة لمنتخبات الناشئين وسط القارة السمراء (UNIFFAC).
رقعة "الفضيحة" تتسع
حسب صحيفة "ديلي ميل" (dailymail) البريطانية، فإنه مباشرة بعد استبعاد 21 لاعبا استدعى مدرب منتخب الكاميرون لأقل من 17 عاما جان بيير فيالا 11 لاعبا آخرين لتعزيز المنتخب والدخول في معسكر إعدادي قبل خوض التظاهرة، قبل أن يتفاجأ بفشل اللاعبين جميعهم في الاختيار ويتم استبعادهم. ووضعت هذه الفضيحة المدرب الكاميروني في مأزق حقيقي قبل أيام قليلة من انطلاق البطولة، وجعلته يسابق الزمن من أجل إيجاد بدائل مؤهلة لخوض التظاهرة. ورغم ذلك، فلم يتم استبعاد منتخب الكاميرون من البطولة، لكن يتعين على المسؤولين إرسال قائمة جديدة من اللاعبين.
وكان الاتحاد الكاميرون للعبة أصدر بيانا شديد اللهجة يطالب فيه "جميع الفاعلين والمشرفين على الأندية باحترام سن اللاعبين"، كما شدد على حرصه الكبير على محاربة ظاهرة تزوير الأعمار التي طالما أساءت لسمعة الكرة في القارة السمراء. وخضع جميع اللاعبين الذين تم استدعاؤهم لفحوص طبية حديثة على مستوى الرسغين وقياس نمو العظام، حيث يتم الكشف عن العمر الحقيقي للاعبين من خلال بعض العظام التي لا تنمو إلا في سن معينة ويستحيل أن تظهر قبل هذه السن.
جدل مستمر
لطالما وجهت اتهامات مباشرة للعديد من الاتحادات الأفريقية -من بينها الكاميرون- بتزوير أعمار منتخباتها السنية، وتم التشكيك في أحقية مجموعة من الألقاب التي توجت بها، سواء على المستوى القاري أو العالمي. وسبق لمنتخب "الأسود غير المروضة" أن توج بلقب أفريقيا في هذه الفئة السنية في مناسبتين، وفي دورة 2017 تم منع 17 لاعبا من البلاد من خوض المنافسة بعد فشلهم في اختبار الفحوص بالرنين المغناطيسي. كما تعرضت الكاميرون لانتقادات لاذعة من الاتحاد القاري للعبة (كاف) بسبب رفضها عرض قائمة لاعبي منتخب أقل من 20 سنة و17 سنة.
وعام 2019، نشبت أزمة حقيقية بين الاتحادين الكاميروني والمغربي، بعد أن اتهمه الأخير بتزوير أعمار اللاعبين ورفع شكوى لدى "الكاف" يطالبه بالتحقيق في أعمار اللاعبين مباشرة بعد مباراة جمعت المنتخبين في نهائيات كأس أفريقيا لأقل من 17 سنة التي أقيمت في تنزانيا. يذكر أنه منذ وصوله إلى رئاسة اتحاد الكرة في بلاده، رفع صامويل إيتو شعار محاربة الفساد داخل الوسط الكروي في البلاد. ولم تكن هذه الواقعة الأولى التي عرفتها اللعبة المستديرة في القارة، بل إن حوادث عديدة شهدتها في محطات مختلفة، لعل أشهرها استبعاد منتخب غينيا من منافسات كأس أفريقيا لأقل من 17 سنة عام 2019 بعد ثبوت تزوير أعمار لاعبيْن في المجموعة. وقبل ذلك بسنوات، وتحديدا عام 1989، حظر الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) نيجيريا من منافسات الفئات العمرية بعد اكتشاف أن تواريخ ميلاد 3 من لاعبيها في أولمبياد 1988 كانت مختلفة عن تلك التي استخدمها اللاعبون أنفسهم في منافسات سابقة.