طفرة جينية.. السيارات الرياضية تقتحم الطرق الوعرة
تمكنت السيارات الرياضية من اقتحام الطرق الوعرة مؤخرا؛ مع تجهيز تلك السيارات بإمكانيات تمكنها من هذا الاقتحام. وبالفعل قامت شركات السيارات بتزويد السيارات الرياضية بخلوص أرضي أكبر وزيادة عرض المسار، وألواح حماية على الجسم وإطارات لديها قدرة تحمل أكبر لتستطيع اقتحام الطرق الوعرة.
بورشه 911 Dakar
ومؤخرا أزاحت شركة بورشه الستار عن سيارتها 911 Dakar الجديدة، التي تتوفر ضمن إنتاج محدود يشمل2500 نسخة فقط. وتقتحم السيارة الرياضية الطرق الوعرة اعتمادا على سواعد محرك بقوة 353 كيلووات/480 حصان، مع مجموعة تعليق وإطارات خاصة.
وأشار الخبراء إلى أن هذه الطفرة الجينية لأيقونة السيارات الرياضية ترمز إلى اتجاه عام سنعتاد في الأيام القادمة. ويثبت هذا ما قامت به شركة لامبورجيني الإيطالية، والتي قدمت من سيارتها Huracán نسخة للطرق الوعرة تحمل الاسم Sterrato، وذلك في إصدار محدود يضم 1499 نسخة فقط. وتتميز هذه السيارة بزيادة الخلوص الأرضي بمقدار 4 سم، مع زيادة عرض المسار، وألواح الحماية على الجسم والمصنوعة من اللدائن البلاستيكية، مع كشافين أماميين إضافيين على غطاء حيز المحرك؛ حيث يزأر محرك V10 سعة 5.2 لتر بقوة 449 كيلووات/610 أحصنة.
ليس نتاج اليوم
واختلفت آراء الخبراء في هذا التطور الجيني بين مؤيد ومعارض، فالبروفيسور لوتس فوجنر، أستاذ التصميم بجامعة هوف الألمانية للعلوم التطبيقية، يرى في هذا الاتجاه عدة مزايا، منها ما هو جمالي؛ فالسيارة، التي طالما أثبتت جدارة على حلبات السباقات ترغب الآن في خلق تحديات جديدة في تضاريس لم تخلق من أجلها، ومع موديلات صممت خصيصا لمثل هذه التضاريس القاسية، وهو في ذلك يستثني جودة التصميم المعتمدة على الأبعاد والشكل العام. وأكد الخبير الألماني أن هذا الاتجاه قد يكون مناورة من السيارات الرياضية، التي وجدت نفسها في مواجهة مع الموديلات الكهربائية الجديدة، فأرادت اجتذاب فئة جديدة من المحبين بمفاهيم جديدة، قد تناسب بعض المتطلبات حتى من حيث السرعة، التي تقل بطبيعة الحال. على سبيل المثال تقدم بورشه سيارتها بسرعة 240 بدلا من 309 كلم/س، وتنطلق سيارة لامبورجيني بسرعة قصوى 260 بدلا من 325 كلم/س. ومن الخبراء المعارضين خبير التصميم الألماني البروفيسور باولو تومينيلي، والذي يرى في هذا التقاطع عجزا عن تطوير رؤى ذات أهمية اقتصادية أو اجتماعية. وعلى الرغم من هذا الاختلاف، فإن كلا الخبيرين يتفقان على شيء واحد، ألا وهو أن هذا المفهوم ليس وليد اليوم، بل ظهر في السابق في سيارات مثل أودي Allroad أو فولفو Cross Country.
وتتلخص الفكرة هنا برفع السيارة قليلا عن الأرض، مع تجهيزها بألواح بلاستيكية، وتقليل السرعة، وبهذا تصبح سيارة صالحة للطرق الوعرة، وذلك على غرار بورشه Safari والسيارة الاختبارية Parcours من إيتالديزاين، والتي حولت لامبورجيني Gallardo إلى سيارة طرق وعرة. وإذا نجحت هذه السيارات، فمن المحتمل ظهور رؤى مماثلة في القريب العاجل تعتمد على نفس مفهوم التقاطع الجيني بين السيارات.