في مكان العمل... لماذا علينا مشاركة الطعام؟
ثبت أن تناول الطعام جماعة في مقر العمل له فوائد تتراوح بين تعزيز المزيد من المشاعر الإيجابية حول مكان العمل وتحسين الصحة النفسية، وتصل إلى تحسين العمل الجماعي، وذلك حسب ما ذكره البروفيسور في السياسة الغذائية والصحية بجامعة لندن مارتن كاراهر.
وفي مقال نشره موقع "ذا كونفرسيشن" (theconversation) الأسترالي، قال كاراهر إن الموظفين في السويد يؤمنون بإيجابيات هذا السلوك، وينظمون حدثا يوميا يسمى "فيكا" يعتمد على مشاركة الطعام في العمل، خاصة الكعك وأطباق الحلويات الأخرى، ويقضون بعض الوقت بعيدا عن المكتب للتواصل بينهم أثناء تناول الطعام.
الأكل في المكتب
أقرّ الكاتب بأن عادات الأكل في مكان العمل تغيرت مع مرور الوقت في العديد من البلدان، بما في ذلك المملكة المتحدة؛ إذ لا يحصل سوى قلة من الناس الآن على راحة غداء لا تتجاوز مدتها ساعة. ووجدت دراسة استقصائية نشرت عام 2021 -شملت 133 شركة بريطانية- أن 6% من العاملين في المملكة المتحدة يستغنون عن وجبة الغداء.
ومؤخرا، غيّرت جائحة كورونا (كوفيد-19) بشكل واضح ممارسات العمل، كما أن تطورات مثل الطلب عبر الإنترنت والتسليم في مكان العمل أثرت على ما يمكن أن يأكله الناس في وجبة الغداء. وأشار كاراهر إلى فوائد الأكل الجماعي انطلاقا من تأثيراته على التغذية، مرورا بالصحة النفسية وصولا إلى الإنتاجية في مكان العمل. وأكد الكاتب أن تناول الطعام في مكان العمل من العوامل المعززة للإنتاجية والأداء الوظيفي، إذا كان متوازنًا بشكل صحيح. ويشير إلى أن منظمة العمل الدولية أجرت تحليلا لعادات الأكل في جميع أنحاء العالم عام 2005، ووجدت أن سوء النظام الغذائي أو الإفراط في الأكل في مكان العمل يمكن أن يتسبب في تراجع الإنتاجية بنسبة 20%.