الخرف تنكس دماغي غير طبيعي يؤدي إلى تغيرات في قدرة الشخص على التفكير والتحدث والمشاركة في الأنشطة اليومية العادية.
وغالبا ما يصيب كبار السن، ومن النادر جدا إصابة الأطفال والمراهقين بحالة تدهور الدماغ هذه.
ومع ذلك، من بين تلك الحالات النادرة، تم تشخيص إصابة فتاة تبلغ من العمر 19 عاما في الولايات المتحدة بالخرف، وفقا لما ذكرته صحف محلية.
في البداية، اعتقد أن جيانا كابو (البالغة 20 عاما الآن) كانت تعاني من ضباب الدماغ، وهو أحد أعراض مرض "كوفيد الطويل الأمد" لأنها كانت مريضة بفيروس كورونا الحاد في يونيو 2020.
ومع ذلك، عندما بدأت درجات جيانا الدراسية في الانخفاض.
ولاحظت ريبيكا روبرتسون، من ماكيني في تكساس، لأول مرة التغيرات التي طرأت على ابنتها في سبتمبر 2020، وافترضت أنها ما تزال تعاني من آثار "كوفيد-19"، بعد أن أصيبت بمرض شديد بهذا الفيروس في يونيو 2020.
وكانت قد تعرضت الأم وابنتها لحادث سيارة قبل عام ما تسبب في إصابة ريبيكا بارتجاج شديد وانضغاط أقراص هلامية بين فقرات رقبتها.
وبينما كانت ريبيكا تتعافى من عمليات جراحية في رقبتها، أصيبت هي وجيانا بالمرض الشديد من جراء "كوفيد-19".
ثم تدهورت الحالة الصحية لجيانا خلال السنوات القليلة التالية ولم تعد قادرة على أداء المهام المنزلية الأساسية مثل استخدام فتاحة العلب، وعانت جيانا من فقدان الذاكرة والقدرة على أداء مهام بسيطة.
وعلاوة على ذلك، بدأت تتجنب أصدقاءها، وتوقفت عن إكمال واجباتها المدرسية، إلى جانب النوم بمجرد وصولها إلى المنزل بعد المدرسة.
وازدادت فجوات الذاكرة لديها، ووُصفت لها مضادات الاكتئاب في يونيو 2021 وبدأت في رؤية استشاري صحي، لكن لم يساعدها أي من العلاجين على استعادة ذاكرتها.
وأخذت ريبيكا ابنتها لطبيب أعصاب في نوفمبر 2022، وبعد سلسلة من الفحوصات الطبية، وجد الأطباء أنه لا يوجد نشاط كهربائي في الفص المركزي الأيمن لجيانا وتم تشخيص حالتها بالخرف.
وقالت ريبيكا: "شعرت وكأن أحدهم لكمني في قلبي للتو. جلست هناك مذهولة.
اعتقدت أن هذا لا يمكن أن يكون صحيحا، فهي تبلغ من العمر 19 عاما فقط. كل يوم أرى القليل منها يتلاشى .. لن أتخلى عن طفلتي. لا استطيع الاستسلام.
نأمل أن نجد طبيبا يمكنه المساعدة".
وأضافت: "أنا فقط أدعو أن يكون هناك علاج يمكن أن يمنحني بعض الأمل.
إنها بعد هذا لم تعد تضحك.
هي لا تنهض من السرير.
أيا كان ما تطلبه منها، في أي وقت من النهار أو الليل، فإنها تقول فقط: لا أتذكر. الجزء الأكثر حزنا هو أن هذا لا يزعج جيانا. فلا يوجد عاطفة.
إنها لا مبالية بنسبة 100%".
جدير بالذكر أن خرف الأطفال ينتج عن تلف دماغي تدريجي، وقد تم ربطه بأكثر من 70 اضطرابا وراثيا نادرا.