أصبحت إيران، اليوم الموافق لـ 4 يوليو / تموز، بشكل رسمي عضوا دائما في منظمة "شنغهاي" للتعاون، وذلك بعد إعلان انضمامها خلال اجتماع رؤساء دول المنظمة اليوم.
ووفقًا لإعلان نيودلهي، الذي تم تبنيه في نهاية قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي عقدت اليوم، فقد شددت الدول الأعضاء على الأهمية التاريخية لقبول إيراني كعضو في المنظمة.
"الدول الأعضاء شددت على الأهمية التاريخية لقبول جمهورية إيران الإسلامية في منظمة شنغهاي للتعاون كدولة كاملة العضوية".
وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، متحدثا خلال قمة منظمة "شنغهاي للتعاون" عبر تقنية الفيديو، إن العضوية في المنظمة ستوفر لإيران الشروط اللازمة لتعزيز الأمن وضمان السيادة والتنمية الاقتصادية المستدامة.
"نحن نعتقد أن العضوية الكاملة في هذه المنظمة المهمة (منظمة شانغهاي للتعاون) ستوفر لإيران ظروف الأمن الجماعي، وفرص التنمية الاقتصادية المستدامة، لضمان السيادة إلى حد أكبر مما كانت عليه من قبل".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، قد أعلن في وقت سابق، أن انضمام إيران بشكل كامل إلى منظمة شنغهاي للتعاون، سيكون في مصلحة جميع الأطراف المعنية.
وقال كنعاني، في مؤتمر صحفي، إن "عضوية إيران في منظمة شنغهاي للتعاون في مصلحة جميع الأطراف، إيران والمنظمة وأعضاؤها، وقد يعزز هذا التطور الإيجابي قيمة منظمة شنغهاي للتعاون كمنظمة إقليمية مهمة، وهذا التغيير سيكون في مصلحة جميع الدول الأعضاء، وسيعزز العملية الجهوية".
وعلق رئيس مركز دراسات إيران في جامعة ساوثويسترن (تشونغتشينغ)، البروفيسور جي كايون في تصريحات حول أهمية انضمام إيران إلى المنظمة قائلا:
"أولا، دخول إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون يوسع المساحة الجغرافية للمنظمة. ثانيًا، قد يؤدي انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في المنظمة على المستوى السياسي. بالإضافة إلى ذلك، فإن الموقف الاستراتيجي لإيران مهم من حيث القضايا الأمنية.
وفيما يتعلق بأهمية هذه الخطوة بالنسبة لإيران نفسها، اعتبر كايون أن إيران، التي تخضع للحصار والعقوبات والقيود من قبل الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، تأمل أن يساعد الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون في تحقيق اختراق اقتصادي بالنسبة لها.
"بشكل عام، هذا الحدث ليس إيجابيًا فقط لإيران والصين، كعضو في منظمة شنغهاي للتعاون، ولكنه أيضًا ملائم لمنطقة الشرق الأوسط والمجتمع الدولي. أعتقد أن هذا يتماشى مع محاولات إيران لتنفيذ استراتيجية العولمة ورغبة هذا البلد في إظهار شكله الخاص من الانفتاح على العالم الخارجي، ويوضح أيضًا أن منظمة شنغهاي للتعاون في العصر الحالي للعولمة لديها قوة متزايدة من الجاذبية والكاريزما والسلطة".
الجدير بالذكر أن منظمة "شنغهاي للتعاون" منظمة دولية، أسسها قادة كازاخستان والصين وقرغيزستان وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان، وفي 9 يونيو/ حزيران 2017، وقعت الدول الأعضاء قرارا بقبول انضمام الهند وباكستان إلى المنظمة، وفي سبتمبر/ أيلول 2022، بدأت إجراءات انضمام إيران إليها، وفي الوقت نفسه، تم التوقيع على وثيقة بشأن عضوية بيلاروس، التي تعتبر حاليا مراقبا في المنظمة.
ومنظمة شنغهاي هي أكبر منظمة إقليمية في العالم من حيث المساحة والسكان، وتغطي دول المنظمة 60 في المئة من منطقة أوراسيا، بعدد سكان يقدر بـ3.2 مليار، وبحجم اقتصادي يبلغ 20 تريليون دولار.
وتهدف المنظمة إلى بناء نظام عالمي متعدد المراكز يتسق بشكل تام مع قواعد القانون الدولي ومبادئ الاحترام المتبادل التي تلبي مصالح كل دولة مع وضع احتياجاتها وطموحاتها المتبادلة في الاعتبار.