زيف نظام الولايات المتحدة العالمي.. يشعل الحروب ويخل بالاتفاقيات
ذكر موقع "Responsible Statecraft" الأميركي، اليوم أنّ واشنطن لا ترقى إلى مستوى المعايير التي تدعو إليها باستمرار، وطرح الموقع الاتفاق النووي الإيراني مثالاً.
ولفت الموقع إلى إنّ الولايات المتحدة الأميركية، هي التي انسحبت بشكلٍ أحادي من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018، وأعادت فرض عقوبات واسعة النطاق على إيران، في انتهاكٍ لخطّة العمل الشاملة المشتركة.
ولفت الموقع إلى أنّ من يسمع خطاب واشنطن، "على الرغم من أنّها مخطئة"، يجد أنّها لا تتعرّض أبداً لموضوع انسحابها الأحادي من الاتفاق النووي.
وعلى الرغم من أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن، انتقد إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لقرار الانسحاب من الصفقة وأشار إلى أنّه سيعود إليها خلال حملته الرئاسية، إلا أنّ إدارته لم تعيد الولايات المتحدة رسمياً حتى الآن كطرف في الاتفاقية.
وأشار الموقع الأميركي إلى أنّ تصرفات الولايات المتحدة بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة، ورفضها العنيد لقبول المسؤولية، "يؤشّر إلى وجود نفاق في السياسة الخارجية التي تتبعها واشنطن".
وأوضح "Responsible Statecraft" أنّه "لا يمكن التغاضي عن هذا المأزق بسبب تأثيره في الشؤون السياسية العالمية.
وفي الواقع، لا يمكن أن تنجح الأمم المتحدة والهيئات الدولية، إلا إذا جرى تطبيق القواعد داخل ما يسمى "النظام القائم على القواعد" بشكلٍ عادل في جميع المجالات، وإلا فإنّ القواعد تصبح أدوات للقوة والإمبريالية في تحقيق أهدافها.
وتدعو المعايير المزدوجة والتناقضات، الدول الأخرى إلى التصدي للقوّة الغربية، بدلاً من التركيز على التعاون العالمي، وهذا ما بدى جلياً من رد دول الجنوب العالمي على الحرب في أوكرانيا.
وأيضاً، فإنّ الغرب يغضّ الطرف عن الخراب والدمار عن حروبه في الشرق الأوسط، ولذلك يبدو موقفه الأخلاقي أجوفاً، وفق الموقع.
وأشار الموقع إلى أنّ "هذه التناقضات تكشف حقيقة مثيرة للقلق، وهي أنّ الغرب ليس مهتماً بالأمم المتحدة أو النظام القائم على القواعد التي تروج لها الولايات المتحدة والغرب".
وشدد الموقع على أنّ ما يهم الغرب، اليوم، هو الترويج لسياسة القوّة للحفاظ على النظام العالمي، الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة، "وهذا الأمر قاد العالم إلى ويلات الحرب التي كان القصد من إنشاء الأمم المتحدة منعها".
وفي وقتٍ سابق، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أنّ سلسلة من الأحداث البارزة على المسرح الدولي "كشفت الحالة المحفوفة بالمخاطر لعلاقات القوى العظمى، حيث تتحدى روسيا والصين النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة ما يزيد من احتمالية تدهور الأوضاع أكثر".