ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إنّ ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، جمع الصحافيين المحليين في الرياض، في إحاطة نادرة غير رسمية، في كانون الأول/ديسمبر 2022، وألقى رسالة مذهلة، قال فيها إنّ "الإمارات العربية المتحدة، حليفة السعودية منذ عقود، طعنتنا في ظهرنا".
وأضاف إبن سلمان، بحسب أشخاص كانوا في الاجتماع: "سأريهم ما يمكنني فعله"، وفق الصحيفة الأميركية، وهدد باجراءات تفوق ما حصل مع قطر في حزيران/يونيو من عام 2017.
كما أشارت الصحيفة إلى أنّ "الخلاف بين ولي العهد السعودي ومحمد بن زايد آل نهيّان، يعكس منافسة على القوة الجيوسياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط، وأسواق النفط العالمية".
ولفتت إلى أنّ "أفراد العائلة المالكة، اللذان أمضيا ما يقرب من عقد من الزمان في الصعود إلى قمة العالم العربي، يتنافسان الآن حول من يسيطر على الكرة في الشرق الأوسط، حيت أصبح دور الولايات المتحدة متضائلاً". ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين قولهم إنهم "قلقون من أنّ التنافس الخليجي قد يجعل من الصعب إنشاء تحالف أمني موحد لمواجهة إيران، وإنهاء الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات في اليمن، وتوسيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل ودول إسلامية".
كذلك، نقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قوله: "هذان شخصان طموحان للغاية، يريدان أن يكونا لاعبين رئيسيين في المنطقة واللاعبين المفضلين"، مضيفاً أنه "على مستوى ما، فإنهما لا يزالان يتعاونان.
الآن، لا يبدو أي منهما مرتاحاً لوجود الآخر وهو ينافسه.
بشكل عام، ليس من المفيد لنا أن يكونا أخصام". وتابعت الصحيفة أنّ "إبن سلمان لم يتحدث مع إبن زايد منذ أكثر من ستة أشهر"، بحسب مصادر مقربة منهما.
كذلك، أصبح البلدان "منافسين اقتصاديين بشكل متزايد"، وفق الصحيفة، التي أشارت إلى أنه "كجزء من خطط بن سلمان لإنهاء اعتماد السعودية الاقتصادي على النفط، فإنه يدفع الشركات لنقل مقرها الإقليمي إلى العاصمة الرياض، بدلاً من الإمارات".
كما أنه "يطلق خططاً لإنشاء مراكز تقنية، وجذب المزيد من السياح وتطوير محاور لوجستية، من شأنها أن تنافس مكانة الإمارات كمركز للتجارة في الشرق الأوسط"، وفق "وول ستريت جورنال".
وأوضحت أنّ "السعودية تخطط لبناء خط أنابيب من المملكة إلى بحر العرب عبر محافظة حضرموت اليمنية، مع ميناء بحري في عاصمتها الإقليمية المكلا".
وتحدثت الصحيفة عن العلاقات بين السعودية والإمارات، وقالت إنّ لديهما "مصالح متباينة في اليمن"، مشيرةً إلى أنّ الجهود المبذولة لإنهاء الصراع في اليمن، والإحباط الإماراتي من الضغط السعودي، قوّض هذه العلاقة، إضافةً إلى أنّ رفع الأسعار العالمية للنفط يخلق أيضاً انقسامات جديدة في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
كذلك، ذكرت الصحيفة أنّ "إبن زايد تخطّى القمة العربية التي دعا فيها إبن سلمان إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الرياض، ولم يعلق على تصويت جامعة الدول العربية في أيار/مايو للسماح لسورية بالعودة إلى المجموعة" في أيار/مايو الماضي.
وأشارت إلى أنّ إبن سلمان نفسه كان "غائباً عندما التقى إبن زايد بالقادة العرب في قمة إقليمية، رُتبت على عجل في الإمارات في شباط/فبراير الماضي".
ولإظهار عمق جذور هذا الخلاف بين الإمارات والسعودية، أشارت "وول ستريت جورنال" إلى أنّ "مؤسس دولة الإمارات، الشيخ زايد آل نهيّان، انزعج من الهيمنة السعودية على شبه الجزيرة العربية، ورفض الملك فيصل، الذي كان آنذاك في السعودية، الاعتراف بجاره في الخليج لسنوات، سعياً وراء النفوذ في النزاعات الإقليمية المختلفة".
في المقابل، وفي تصريحات منفصلة، ردّاً على ما ورد في الصحيفة الأميركية، قال مسؤول يتحدث نيابةّ عن الحكومة الإماراتية إنّ "الإمارات شريك إقليمي وثيق للسعودية، وسياساتنا تتلاقى حول مجموعة واسعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك"، مؤكداً أنّ "شراكتهما الاستراتيجية تقوم على نفس الأهداف والرؤية للازدهار الإقليمي والأمن والاستقرار"، بحسب تعبيره.