توصلت دراسة جديدة نُشرت في JAMA Ophthalmology إلى أن كبار السن الذين يعانون من مشاكل في الرؤية قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف.
وقام باحثون في جامعة آن أربور ميشيغان بتحليل البيانات من دراسة 2021 للصحة الوطنية واتجاهات الشيخوخة، والتي أظهرت وجود صلة بين جميع أنواع مشاكل الرؤية - حدة المسافة، والحدة القريبة وحساسية التباين - وانتشار أعلى للخرف، بما في ذلك مرض ألزهايمر.
وتعد حدة المسافة (حدة البصر) مقياسا لوضوح أو حدة الرؤية من مسافة 20 قدما، وفقا لجمعية البصريات الأمريكية.
ويتم اختبار ذلك عادة عن طريق جعل الشخص يقرأ الحروف على مخطط سنيلين (نسبة إلى طبيب العيون الهولندي سنيلين هيرمان الذي طور المخطط في عام 1862 ).
وقُرب الحدّة هو قياس مدى جودة رؤية شخص ما لشيء ما عن قرب.
وتقيس حساسية التباين قدرة الشخص على التمييز بين كائن والخلفية التي يتم تعيينه عليها، أو التمييز بين لونين متشابهين. وذكرت نتائج الدراسة أنه كلما زاد عدد أنواع مشاكل الرؤية التي يعاني منها الشخص، زادت احتمالية الإصابة بالخرف.
وتضمنت الدراسة بيانات وطنية من 2967 مشاركا تتراوح أعمارهم بين 71 وما فوق. وقالت مؤلفة الدراسة الرئيسية أوليفيا كيلين، دكتوراه في الطب، ومحاضرة إكلينيكية في طب العيون والعلوم البصرية في جامعة ميشيغان، في بيان إلى "فوكس نيوز": "لقد افترضنا أن ضعف البصر قد يرتبط بالخرف لأن الدراسات السابقة وجدت ارتباطا".
وأضافت أن "صحة العين وصحة الدماغ ترتبطان ارتباطا وثيقا لدى كبار السن". وتابعت قائلة: "هذه الدراسة فريدة من نوعها لأنها استخدمت حدة بصرية محدثة ومُقاسة بشكل موضوعي (ما يعني أن جميع المشاركين قد تم اختبار رؤيتهم). وسمح لنا هذا بتحليل الارتباطات بين حدة البصر والخرف".
وعلى الرغم من ارتباط صحة العين وصحة الدماغ ارتباطا وثيقا في كبار السن، إلا أن الخبر السار هو أن معظم مشاكل الرؤية يمكن علاجها، على حد قول كيلين.
وأوضحت كيلين: "على سبيل المثال، يعد إعتام عدسة العين أحد الأسباب الرئيسية لضعف البصر لدى كبار السن، ويمكن عكس فقدان البصر الناتج عن إعتام عدسة العين من خلال جراحة الساد (عملية إزالة العدسة الطبيعية للعين المصابة بالتعتيم والتي تسمى الساد).
ونظرا لأن ضعف البصر مرتبط بالخرف، فقد يكون علاج مشاكل الرؤية أحد المفاتيح لتقليل خطر الإصابة بالخرف".
وأشارت إلى أن الدراسة بها بعض القيود، حيث لم يكن لدى الباحثين معلومات عن أسباب ضعف البصر، ما يعني أنهم لا يستطيعون دراسة العلاقة بين حالات معينة في العين - مثل إعتام عدسة العين، والمياه الزرقاء، والتنكس البقعي - والخرف.
وقالت كيلين: "هناك حاجة لتجارب معشاة ذات شواهد لقياس تأثير علاج مشاكل الرؤية على الخرف". وتتوافق النتائج مع الأبحاث السابقة التي أظهرت وجود صلة بين الضعف الحسي وزيادة خطر الإصابة بالخرف.
وفي الواقع، وجدت دراسة حديثة نُشرت في مارس الماضي أنه يمكن الكشف عن العلامات المبكرة لمرض ألزهايمر في فحوصات العين.
وأوضحت كيلين أن الحماية والوقاية عاملان أساسيان لتحسين النتائج، سواء البصرية أو المعرفية.
وقالت: "إن الحصول على رعاية روتينية للعين مهم للتشخيص المبكر وعلاج مشاكل الرؤية.
وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب العيون الأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عاما فأكثر بإجراء فحوصات العين الروتينية كل عام إلى عامين".