أوضح بعض خبراء الطاقة أن السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات سوف تساعد بشكل متزايد في الحفاظ على الأضواء ودعم الشبكات الكهربائية.

في أوائل مارس/آذار، تسببت الرياح القوية في سقوط الأشجار وتعطيل خطوط الكهرباء في منطقة ناشفيل في الولايات المتحدة الأمريكية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن آلاف المنازل.

ولكن على بعد حوالي 20 ميلًا خارج المدينة، زودت شاحنة كهربائية صغيرة منزلا بالطاقة، وأبقت الأضواء مضاءة.

هذا، ويتوقع خبراء الطاقة والسيارات أن يتجه المزيد من الأفراد في السنوات القادمة إلى الاستعانة بالسيارات الكهربائية في إنارة الشوارع والمنازل؛ حيث تُسهل تلك السيارات على الأفراد والشركات الاستفادة من الطاقة أكثر من القيادة.

السيارات الكهربائية والتي يرمز لها بأحرف EV وهي اختصار لكلمات Electric vehicle، هي سيارات عادية ولكنها مزودة بمحرك كهربائي بديلُا عن محرك الاحتراق الداخلي الذي يعمل سواءً على البنزين أو على الديزل والموجود في السيارات والمركبات العادية، والمحرك الكهربائي هو الميزة الأساسية التي تجعل السيارات الكهربائية تختلف عن فئات السيارات الأخرى، وبالتالي فهي صديقة للبيئة؛ حيث إنها لا تحتوي على نظام عادم بالطبع، مما يعني أنها لا تصدر أي انبعاثات ضارة بالبيئة، ونظرًا لأن المركبات التي تعمل على الوقود تساهم بشكل كبير في تراكم غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي للأرض، فإن التحول إلى السيارات الكهربائية يمكن أن يساهم في الإبقاء على هواء أنظف وكوكب أكثر صحة.

تتعرض الشبكات الكهربائية للإجهاد والالتواء بشكل متزايد أثناء الطقس المتطرف المرتبط بتغير المناخ، بما في ذلك موجات الحرارة الطويلة والعواصف الشديدة والفيضانات المدمرة؛ مما يدفع الكثير من الأفراد نحو شراء مولدات أو أنظمة طاقة شمسية وبطاريات منزلية، وبتكلفة باهظة في كثير من الأحيان، بحسب ما ذكرته صحيفة ذا نيويورك تايمز.

كما أشار "دوغلاس ألفارو"، المدير العام لشركة Wallbox بأمريكا الشمالية: إلى أن المواطن الأمريكي العادي قد عانى من انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من ثماني ساعات في عام 2020. ومع وضع التعتيم، يُمكن أن نقدم لمالكي السيارات الكهربائية بعض الراحة من خلال المساعدة في التخفيف من تأثير انقطاع الطاقة الكبير في المنزل.

بالنسبة لبعض الأفراد، تعتبر السيارات الكهربائية خيارًا أفضل لحل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي؛ حيث إنها تؤدي وظائف متعددة.

ولا سيما، يمكن للبطارية في سيارة F-150 Lightning أو سيارة بيك آب شيفروليه سيلفرادو الكهربائية -والتي من المتوقع طرحها للبيع هذا العام- تخزين طاقة أكثر بكثير من البطاريات المنزلية التي يتم تثبيتها أحيانًا بألواح شمسية على السطح.

هذا، وتحرص شركات فورد وجنرال موتورز على تسويق تنوع موديلاتها التي تعمل بالبطاريات للأشخاص الذين عانوا من انقطاع التيار الكهربائي أو يخشون انقطاع التيار الكهربائي.

كما يسير التفكير الحالي نحو إقران شاحنة كهربائية بنظام شمسي منزلي، يُمكن من خلالها أن تبقي الأضواء مضاءة لأيام أو حتى أسابيع.

ومن جانبه أشار "ريان غمران" مدير خدمات الطاقة في تطوير الأعمال في Ford: إلى أن الاعتماد على السيارات الكهربائية كمصدر للطاقة سيُغير قواعد اللعبة.

تقدم السيارات الكهربائية العديد من المزايا، فمن بينها يُمكن لمالكي السيارات الكهربائية بجدولة جلسات الشحن في الأوقات التي تكون فيها الأسعار منخفضة وتفريغ بطارية السيارة لتزويد منازلهم بالطاقة عندما تكون الأسعار مرتفعة.

كما يُمكن للمستخدمين الذين يستخدمون الألواح الشمسية أيضاً تخزين الطاقة الزائدة في سيارتهم الكهربائية أثناء فترات الاستخدام المنخفض وتفريغها في أوقات أخرى.

أثار استخدام السيارات الكهربائية كمصدر للطاقة اهتمام المديرين التنفيذيين للمرافق الكهربائية، بما في ذلك "بيدرو بيزارو"، رئيس مجلس إدارة معهد إديسون إلكتريك، والرئيس التنفيذي لشركة إديسون الدولية التي توفر الطاقة لملايين المنازل والشركات في جنوب كاليفورنيا.

تختبر شركة بيزارو والمرافق الأخرى ما إذا كان من العملي والآمن إرسال الطاقة من السيارات الكهربائية إلى الشبكات الموصلة للمنازل والشوارع.

ومن جانبه ذكر "بيزارو"، أن السيارات الكهربائية سوف تكون بمثابة 'شريط مطاطي أكبر لاستيعاب الصدمات وإدارتها يومًا بعد يوم ومن أسبوع لآخر'، كما أشار إلى ضرورة أن يسمح الاستخدام الأكبر للسيارات الكهربائية بهذه الطريقة للمرافق وأصحاب المنازل بتقليل انبعاثات الاحتباس الحراري، وذلك من خلال الاعتماد أكثر على مصادر الطاقة المتجددة.

تُجدر الإشارة إلى أنه في الوقت الحالي، يُمكن لعدد قليل من المركبات الكهربائية توفير طاقة احتياطية. لكن المديرين التنفيذيين في شركة تسلا Tesla -شركة السيارات الكهربائية المهيمنة- وشركات صناعة السيارات الأخرى، أكدوا إنهم يعملون على تحديثات ستمكن العديد من السيارات من القيام بتوفير الطاقة. هذا، وأضاف المسؤولون التنفيذيون أن الصناعة تعمل على تحسين وتبسيط التكنولوجيا لربط السيارات الكهربائية بالمنازل، وهو أمر سيحدث في غضون بضع سنوات.

ومن جانبه، ذكر "أوليفر فيليبس"، كبير مسؤولي العمليات في شركة Qmerit، إنه بمرور الوقت سيتمكن المزيد من الأشخاص من الجمع بسهولة بين الألواح الشمسية والبطاريات المنزلية والسيارات الكهربائية.

وأضاف، أن هذه الأجهزة مجتمعة ستعمل على مقاومة انقطاع التيار الكهربائي.

وعلى صعيد آخر، يشعر بعض خبراء الطاقة بالقلق من أن نمو السيارات الكهربائية يُمكن أن يجهد الشبكات عن طريق زيادة الطلب على الطاقة بشكل كبير، فضلًا عن أن استخدام السيارات بشكل متكرر لتزويد المنازل بالطاقة أو الشبكة يمكن أن يؤدي إلى تدهور البطاريات بشكل أسرع، مما يقلل المدى - المسافة التي يمكن أن تقطعها المركبات بشحنة كاملة.

لكن صانعي السيارات قللوا من هذه المخاطر.