اتهامها حلّ سهل جداً.. اتهام نتنياهو لإيران بعملية الخليل مخجل ونحن في حرب مع الفلسطينيين
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ اتهام رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إيران بعملية إطلاق النار في الخليل اليوم، "مخجل جداً". وقال المحلل السياسي في "القناة الـ13"، رفيف درورك: "كنا على مدى أعوام نهزأ بالدول العربية عندما يحدث أي شيء سلبي، إذ كانت فوراً تتهم إسرائيل". وأشار إلى أنه لا يعلم إذا كان هذا الكلام في إطار محاولة "لإطلاق حملة ضد إيران في موضوع النووي الإيراني بسبب المفاوضات العالقة هناك"، لافتاً إلى أنّ هذا الأمر "لن يساعد، ولا أعتقد أنّ هناك إصغاءً دولياً" إلى ما قاله وزير الأمن، يوآف غالانت، ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، اليوم، بعد هذه العملية. وأوضح درورك أنه "ربما هناك محاولة لليمين للإفلات من الورطة التي علقنا فيها، ولا يوجد من يتهمه الآن. لا يوجد لا إيهود باراك، ولا أهارون باراك، ولا المحكمة العليا"، مشيراً إلى أنّ "هذا يحدث في نوبتنا، وفي ظلّ حكومة يمين كاملة، ولا يوجد من نتهمه. إذاً، لنرمِ هذا على إيران". ورأى المحلل الإسرائيلي أنّ هذا "مخجل جداً"، وأضاف: "نحن رأينا بعضاً من هذه العمليات عبر الكاميرات. هي عبارة عن صدفة، شخص يرى يهوديين فيرمي شيئاً، أو يأخذ مسدساً ويذهب. أمّا القول إنّ هذا وراءه إيران (بتعجب)، فثمة مشكلة هنا".
من جهته، ذكر معلق الشؤون العربية في "القناة الـ13"، تسفي يحزكيلي، أن "إيران ربما تساعد بشأن ملف السلاح، لكن ايران هي آخر حلقة في ذلك"، لافتاً إلى أنه "يوجد شيء جوهري في ذلك. توجد حرب، انتفاضة، ويوجد من جانب الفلسطينيين، الجهاد، وحماس، والسلطة الفلسطينية وفتح، وهم يمارسون العنف ضد إسرائيل، وليس لديك القدرة لجباية الثمن، وهذا هو الوضع الذي وصلت إليه (إسرائيل)". وأوضح يحزكيلي أنه "يوجد هنا توجه، وحتى الآن لم يتم استيعابه في إسرائيل، لا تبحثوا عن متهمين"، مضيفاً أنه "يوجد وضع هنا مستمر، وهناك من يعترف بذلك ويستفيق من هذا، وحتى الآن إسرائيل لم تستفق من هذا، وإيران ليست في هذا السياق".
اتهام إيران "حل سهل جداً"
وفي السياق، أشار المعلق العسكري في "القناة الـ13"، ألون بن دافيد، إلى أنّ "اتهام إيران بتوجيه هذه العملية هو حل سهل جداً، فإيران ليست مسؤولة عن المعضلة المعقدة في الضفة، التي فيها كثير من الإسرائيليين، الذين يعيشون وسط السكان الفلسطينيين". وقال إنّ في كلام غالانت "يمكن سماع تلميح إلى أنّ المؤسسة الأمنية تبحث عن جباية الثمن، ليس تحديداً من إيران، وإنما من أولئك الذين يضخون السلاح، في الأساس أولاً وقبل كل شيء حماس، وأيضاً حزب الله". وتتوالى تعليقات الإعلام الإسرائيلي على عملية إطلاق النار في الخليل اليوم، والتي أثارت حالةً من الهلع والقلق الشديدين في أوساط الاحتلال السياسية والأمنية والعسكرية. وفي وقتٍ سابق اليوم، قال المعلّق العسكري في قناة "كان"، روعي شارون، إنّ "عمليات الأسابيع الأخيرة هي عمليات دموية"، مؤكداً أنّ هذا تصعيدٌ "قاسٍ جداً ضد سكان المنطقة وجنود الجيش الإسرائيلي، وكل إسرائيل عموماً". من جهتها، ذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" أنّ عام 2023 هو الأكثر دموية منذ الانتفاضة الثانية، بعد مقتل 35 إسرائيلياً، في هجمات فلسطينية، منذ بداية هذا العام حتى الآن. بدوره، نشر رئيس الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، سابقاً اليوم، تعليقاً على عملية الخليل، واصفاً إياها بأنها "أيام صعبة ومؤلمة للإسرائيليين، لأنّ أعداءنا يعملون بكلّ الوسائل لضربنا وإلحاق الأذى بنا".
وكان الإعلام الإسرائيلي أعلن أنّ مستوطِنة إسرائيلية قُتلت وأُصيب آخر بجروح خطيرة في الهجوم، بحيث "تعرّض الاثنان، وهما في الأربعين من العمر، لإطلاق النار من سيارة عابرة في أثناء قيادتهما في الطريق السريع 60، بالقرب من مفرق بيت حجاي، جنوبيّ الخليل". وأُصيبت السيارة بما لا يقل عن 22 طلقة، كما تمّ العثور على ثلاث رصاصات أخرى في مكان قريب، وفقاً للتحقيق الأوّلي لـ"جيش" الاحتلال، الذي أفاد بأنّ المركبة المشتبه فيها، والتي استخدمها المسلحون لتنفيذ العملية، لم تكن تحمل لوحات تسجيل، ويُعتقد أنها هربت في اتجاه الخليل.