سورية: العشائر تدعو إلى النفير العام في المعارك ضد ميليشيا قسد في دير الزور وواشنطن تدعو للتهدئة وتشعر بالقلق
انضم مسلحون من "حماة الجزيرة" إلى مقاتلي العشائر العربية في مواجهة "قسد"، بعد انشقاقهم عنها. و"حماة الجزيرة" هم من أبناء العشائر الذين يتبعون للقيادة المركزية في "قسد"، التابعين لغرفة العمليات المركزية لها في البصيرة.
ودعا أمير عشيرة الجبور في سورية والعالم العربي، نواف عبد العزيز المسلط، أبناء عشيرته إلى النفير العام، والالتحاق بأبناء العشائر في المعارك ضد "قسد" في دير الزور. وفي بيان له، اتهم المسلط "قسد" بعدم احترام العيش والسلم الأهلي، والعمل على إلحاق الضرر بسورية والإقليم كله. وشدّد المسلط على أنّ "الحرب لم تعد ضد شخص أو مجلس، بل ضد المكون العشائري العربي بأكمله وتسمية المكون العشائري بالدواعش والعصابات الإرهابية".
وتابع: "العرب في الجزيرة ليسو دواعش وليسو أهل عصابات، ولم يستوردوا مقاتلين من الخارج، ولم ينفّذوا أجندات خارجية، لكن الآن أبتلينا على بيوتنا ومحرماتنا". كذلك، أكد أمير عشيرة الجبور أنّ "صمتنا طوال هذه الفترة لم يكن خوفاً ولا قلة دراية في ما يحدث وما هو مخطط له، بل كان حفاظاً على السلم الأهلي في المحافظات الشرقية". وأشار إلى أنّ الأمور وصلت الآن "إلى ما لا يمكن السكوت عنه، حيث تعدّت تجاوزات قسد في المناطق الشرقية الخلاف الشخصي مع أحمد الخبيل والمجلس العسكري في دير الزور". ودعا المسلط إلى طرد "قسد" التي أساءت للعشائر الكردية قبل العربية، مؤكداً أنّ "هذه الحرب لسيت ضد إخوتنا الكرد، والعشائر الكردية تربطنا بهم صلات دين وجيرة ودم، ونُكِنُّ لهم كل الاحترام والتقدير". كما لفت المسلط إلى "الضرر الذي أصاب سورية بسبب وجود قسد"، مشيراً إلى أنّه "ضرر إقليمي شمل العراق الشقيق، من خلال قواعده في سنجار وجبال قنديل، وكذلك الجارة تركيا". وتصاعدت وتيرة البيانات العشائرية الرافضة للعملية الأمنية لـ"قسد" بأرياف دير الزور، إذ طالب شيخ مشايخ قبيلة العكيدات، إبراهيم عبود جدعان الهفل، "جميع القبائل والعشائر بريف دير الزور إلى توحيد الصف والكلمة ضد السياسات الممنهجة ضد أبناء العشائر من أسر وقتل للأطفال والنساء"، في إشارة إلى حملة "قسد" في المنطقة. وتواصلت الاشتباكات، أمس الخميس، لليوم الخامس على التوالي، بين مقاتلين من أبناء العشائر، ومسلحي "مجلس دير الزور العسكري" من جهة، ومسلحي "قسد" من جهة أخرى. وجرت الاشتباكات على خلفية اعتقال "قسد" لـ"قائد مجلس دير الزور العسكري" الملقب بـ"أبو خولة"، و4 من أعضاء المجلس، بعد استدراجهم لاجتماع عسكري في قاعدة لـ"التحالف" الدولي، في سد الحسكة الغربي. وتمكن مقاتلو العشائر من السيطرة على عدة قرى وبلدات في ريف دير الزور، بعد انسحاب مقاتلي "قسد" منها، إثر اشتباكات بين الجانبين. وواصل الأهالي قطع الطرقات في أرياف دير الزور، لمنع مرور تعزيزات "قسد" و"التحالف" من قراهم وبلداتهم.
واشنطن تدعو للتهدئة في شرق سورية
دعت الولايات المتحدة إلى إنهاء الاقتتال بين "قوات الديمقراطية" (قسد) التي تدعمها، ومقاتلين تابعين للعشائر العربية في المنطقة.
تدور اشتباكات منذ يوم الأحد في محافظة دير الزور، على خلفية توقيف "قسد" قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل، المعروف بـ"أبو خولة"، في مدينة الحسكة، ما أثار توترا تطور إلى اقتتال في مناطق قريبة من حقل كونيكو للغاز في ريف دير الزور الشرقي، حيث توجد قاعدة للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن. وقالت السفارة الأمريكية في سورية على منصة X إن الولايات المتحدة "تشعر بالقلق العميق إزاء أعمال العنف الأخيرة" في دير الزور في سورية، مع دعوة جميع الأطراف إلى وقف التصعيد.