بعد دعوة إسرائيل إخلاء شمال غزة... أبو الغيط: التهجير القسري للسكان جريمة بموجب القانون الدولي
قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم إن التهجير القسري لسكان قطاع غزة جريمة في القانون الدولي. وذكرت قناة "صدى البلد"، مساء اليوم أن أبو الغيط وجّه رسالة عاجلة إلى أنطونيو غوتيريش، السكرتير العام للأمم المتحدة، طالبه خلالها بضرورة أن "يضع ثقله السياسي والمعنوي للحيلولة دون جريمة حرب جديدة تخطط إسرائيل لارتكابها في غزة".
وأوضح أبو الغيط أن "ما يجري في غزة جزء من حملة إسرائيلية دموية مخزية ضد القطاع عبر مطالبتها كافة سكان شمال قطاع غزة بالانتقال فورا إلى جنوبه".
وشدد الأمين العام للجامعة العربية على أن "ما تقوم به إسرائيل لا يُعد عملية عسكرية مخططة أو مدروسة لاقتلاع جذور التنظيمات المسئولة عن الهجمات ضدها، وإنما هو عمل انتقامي بشع باستخدام غاشم للقوة العسكرية لمعاقبة المدنيين والسكان الذين لا حول لهم ولا قوة في قطاع غزة، عبر استهدافهم على نحو عشوائي بلا أي تمييز". وناشد أبو الغيط في رسالته غوتيريش، بـ"إدانة هذا المسعى الإسرائيلي الجنوني بنقل السكان بشكل حازم وواضح"، داعيًا إلى العمل مع جميع الأطراف ذات التأثير لوقف تنفيذه.
وفي وقت سابق من اليوم، أطلقت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نداءً عاجلا لقادة العالم والمجتمع الدولي من أجل التدخل الفوري لمنع كارثة إنسانية من الحدوث الآن، وقالت الجمعية في ندائها العاجل للإنسانية: "أمر قوات الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من مليون ومئتي ألف فلسطيني في قطاع غزة للنزوح وإخلاء محافظاتهم، أمر مروع وتخطى كل الحدود". وأكدت أن "إنسانية العالم على المحك، ويتوجب على العالم التدخل الفوري من أجل وقف هذه الكارثة من الحدوث في الساعات القليلة القادمة".
وأشارت إلى أن "الحرب وقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية ليس الحل. على كل الأطراف الالتزام بقوانين الحرب وحماية المدنيين". واختتمت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نداءها، بالقول: "نطالب جميع مكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر للتدخل السريع، كما ونطالب جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر حول العالم للتدخل العاجل لدى حكوماتهم، لحماية الإنسانية وحيز العمل الإنساني، والقيام بكل ما يمكن من أجل ضمان تراجع إسرائيل عن هذا الأمر".
وكانت الأمم المتحدة قد قالت، فجر اليوم إن إسرائيل سلمت رسالة لفريقها في غزة، قبيل منتصف ليل الخميس، بالتوقيت المحلي، تطالبها بانتقال سكان شمال قطاع غزة إلى جنوب القطاع خلال 24 ساعة. وأشارت إلى أن "هذا يصل إلى نحو 1.1 مليون شخص، وينطبق الأمر نفسه على جميع موظفي الأمم المتحدة وأولئك الذين يقيمون في مرافق الأمم المتحدة، بما في ذلك المدارس والمراكز الصحية والعيادات". وجاء في بيان المنظمة الدولية أن "الأمم المتحدة ترى أنه من المستحيل أن تتم مثل هذه الحركة دون عواقب إنسانية مدمرة". وأضاف البيان أن "الأمم المتحدة تدعو بقوة إلى إلغاء أي أمر من هذا القبيل، لتجنب ما يمكن أن يحول ما هو بالفعل مأساة إلى وضع كارثي". واحتد النزاع بين حركة "حماس" الفلسطينية والقوات الإسرائيلية، إذ شهدت الأيام القليلة الماضية تصعيدا خطيرا وتبادلًا للعنف بين الطرفين. بدأت هذه التصعيدات بإعلان "حماس" عن عملية "طوفان الأقصى"، التي شهدت إطلاق آلاف الصواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، واقتحام قوات "حماس" لمستوطنات إسرائيلية قريبة من القطاع، ما أسفر عن أسر عدد كبير من العسكريين والمدنيين الإسرائيليين.
ردت إسرائيل على هذه الهجمات بإطلاق عملية "السيوف الحديدية"، مهددة "حماس" بدفع ثمن باهظ لهجماتها. كما أعلنت إسرائيل استعادة السيطرة الكاملة على منطقة غلاف غزة، بعد مواجهات عنيفة مع مسلحي "حماس" الذين تسللوا إلى داخل إسرائيل في إطار عملية "طوفان الأقصى. وخلال هذه التصعيدات والقصف المكثف والاشتباكات المتبادلة، تجاوز عدد القتلى المدنيين من كل جانب الألف، وأصيب آلاف آخرون من الإسرائيليين والفلسطينيين. ووفقًا لمصادر متعددة، يعتقد أن هناك نحو 150 إسرائيليًا محتجزين لدى "حماس" حاليًا، ما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا وجدلاً.