لليوم السابع على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، مرتكباً المجازر بحق المدنيين في القطاع، خاطفاً أرواح أكثر من 2200، بينهم أكثر من 700 طفل، حتى الآن، ضارباً بعرض الحائط كل القوانين والمواثيق الدولية.واستهدف القصف مستشفيات القطاع، بحسب "منظمة أطباء بلا حدود" التي طالبت بتأمين مواقع آمنة للسكان، مشيرة إلى وجود نقص كبير بالمستلزمات الطبية في المستشفيات.
استهداف المستشفى الأردني
في سياق متصل، تعرض المستشفى الميداني الأردني في غزة لأضرار جراء قصف إسرائيلي، ما تسبب في خروجه عن الخدمة وقطعت الطرق المؤدية إليه، فيما طالبت الصحة الفلسطينية بعدم خروج المستشفى الأردني من غزة بعد قصف محيطه.
الاحتلال يستخدم الفوسفور الأبيض
وكانت "هيومن رايتس ووتش" أكدت استخدام الاحتلال الإسرائيلي للفوسفور الأبيض في اعتدائها على غزة ولبنان، يومي 10 و11 تشرين الأول/أكتوبر الجاري. وذكرت "هيومن رايتس ووتش" في وثيقة أسئلة وأجوبة حول "الفسفور الأبيض"، إن استخدام الاحتلال الإسرئيلي للفوسفور في العمليات العسكرية في غزة ولبنان، "يعرض المدنيين لخطر الإصابة بجروح خطيرة وطويلة الأمد". وتحققت "هيومن رايتس ووتش" من مقاطع فيديو تم التقاطها في لبنان وغزة، وأظهرت أن الانفجارات الجوية تؤكد وجود الفوسفور، خصوصاً في فيديوهات الضربات المدفعية الإسرائيلية على ميناء مدينة غزة، وعند الحدود اللبنانية الفلسطينية. ويستخدم الفوسوفور الأبيض إما لوضع العلامات أو الإشارة أو التعتيم، أو كسلاح لإشعال النيران التي تحرق الأشخاص والأشياء، وله تأثير حارق يمكن أن يحرق الناس بشدة، ويضرم المباني والحقول وغيرها.
عشرات الشهداء والجرحى بمجزرة جديدة للاحتلال في دير البلح بغزة
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة سقوط عشرات الشهداء والجرحى في مجزرة جديدة بدير البلح وسط القطاع نتيجة قصف مربع سكني. وقال مدير العلاقات والإعلام في المحافظة الوسطى ماجد كَلّوب إن معظم من سقطوا في القصف من النساء والأطفال. وأضاف أن عشرات الجثث لا تزال في الشوارع وتحت الأنقاض. وأشار المسؤول الصحي إلى أن جهود المسعفين والمدنيين متواصلة لإنقاذ جرحى مجزرة دير البلح. كما ناشد العالمين العربي والإسلامي تقديم المساعدة الفورية لقطاع غزة. يأتي ذلك بينما دخلت عملية طوفان الأقصى أسبوعها الثاني وسط استمرار العدوان الإسرائيلي بالقصف الجوي والمدفعي على أحياء متفرقة من قطاع غزة.
وفي قصف هو الأعنف من نوعه، استـشهد 70 فلسطينيا وأصيب 150 آخرون كانوا بصدد النزوح من شمال قطاع غزة إلى جنوبه. وقصفت الطائرات الإسرائيلية السيارات التي تقلهم على طريق يربط شمال قطاع غزة بمدن الجنوب. وكان الاحتلال قد دعا سكان غزة إلى إخلاء منازلهم والتوجه إلى جنوب القطاع. وقد أظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مروعة لاستهداف الغارات الإسرائيلية لنازحين في قطاع غزة، ومن بين الضحايا نساء وأطفال. وخلال الـ24 ساعة الماضية، شهد القطاع أعنف موجة قصف خلفت أكثر من 250 شهيدا في يوم واحد، ليرتفع عدد الشهداء منذ بداية القصف الإسرائيلي إلى 2215 شهيدا و8704 مصابا في قطاع غزة، و54 شهيدا وأكثر من 1100 مصاب في الضفة الغربية منذ السبت الماضي. وبعد أسبوع من القصف المتواصل على مدار الساعة لجميع مناطق قطاع غزة، دمر الاحتلال أحياء بالكامل، وقالت وزارة الصحة في القطاع إن 50 عائلة فلسطينية أبيدت بشكل كامل بعد قتل جميع أفرادها. كما قطّع القصفُ أوصال القطاع باستهداف الشوارع والطرق الرئيسية، مما جعل النزوح أو الهروب مهمة شبه مستحيلة.
وقبل أيام قالت صحيفة "واشنطن بوست" نقلاً عن المستشار العسكري في الجيش الهولندي، مارك جارلاسكو، إنّ "إسرائيل أسقطت قنابل في غزة خلال أقل من أسبوع، مثلما أسقطت الولايات المتحدة في أفغانستان خلال عام، في منطقة أصغر بكثير وأكثر كثافة سكانية". وأكد المستشار العسكري نقلاً عن سجلات عسكرية أميركية أنّ "أكبر عدد من القنابل والذخائر التي أسقطت خلال عام واحد خلال الحرب في أفغانستان بلغ قرابة 7423 قنبلة. أما خلال الحرب بأكملها في ليبيا، فأفاد حلف الناتو بإسقاط أكثر من 7600 قنبلة وصاروخ من الطائرات".
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، استهداف "تل أبيب" برشقاتٍ صاروخية، إضافة إلى استهداف مستوطنة "سديروت"، ومدينتي عسقلان وبئر السبع. كذلك، أعلنت القسام أنّها قصفت تحشيدات العدو الإسرائيلي قرب مستوطنة "كيبوتس نيريم" في محيط قطاع غزّة، بالصواريخ وقذائف الهاون، ما أدّى إلى وقوع 5 إصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين بينها إصابات خطرة. وبثّت كتائب القسام مشاهد من استهداف تحشيدات العدو بقذائف الهاون من العيار الثقيل.
وقالت القسّام إنّ الرشقات الصاروخية واستهداف التحشيدات الإسرائيلية، جاءت رداً على تهجير أهالي قطاع غزة واستهداف المدنيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي. ولفتت القسام إلى مقتل 9 أسرى آخرين من أسرى المعركة، بينهم 4 أجانب خلال 24 ساعة الماضية، مضيفةً أنّ الأسرى قتلوا جرّاء القصف الإسرائيلي على أماكن حضورهم. وأكّد مراسل سيريا ستار تايمز في غزة، أنّ المقاومة الفلسطينية لا تزال تُطلق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية والمدن الفلسطينية المحتلة عام 48، على الرغم من ضراوة العدوان الذي قد لا تحتمله دول كبرى. وتابع مراسلنا أنّه على الرغم من الأوضاع الكارثية في غزة فإنّ المقاومة لا تزال على صلابتها، الأمر الذي يؤكد فشل الاحتلال في استهدافها والنيل منها. واليوم، أكّد مصدرٌ في المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة لسيريا ستار تايمز، أنّ المقاومين في الميدان في أعلى درجات الجاهزية، ويعملون وفق الخطط الموضوعة مُسبقاً. وكشف المصدر أنّ المقاومة لديها خطّة دفاعية مُحكمة تُغطّي كامل مساحة قطاع غزّة، وستفعّل في الوقت المناسب.
وأمس، شهد اليوم السابع لـعملية "طوفان الأقصى" تطورات مهمّة على مستوى الوضع الميداني في قطاع غزة، مع استمرار قصف المقاومة المستوطنات المحتلة البعيدة والقريبة، ووقوع إصابات مباشرة، وقد تمثّل ذلك بإدخال فصائل المقاومة صواريخ ثقيلة إلى المعركة، ووصول عدد قتلى الاحتلال إلى أكثر من 1500 بينهم نحو 300 جندي، إضافة إلى أكثر من 2500 جريح في صفوف الإسرائيليين. واستخدمت المقاومة صواريخ ثقيلة، من نوع "عياش 250" في قصفِ مقرّ القيادة الشمالية في صفد، وهو من الصواريخ البعيدة المدى، التي تملكها كتائب عز الدين القسام، وقد أعلنت وسائل إعلام الاحتلال أنّه الصاروخ الأطول مدىً الذي تطلقه المقاومة من غزة. وتطلق المقاومة في قطاع غزّة يومياً على المستوطنات الإسرائيلية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 ما لا يقلّ عن 300 صاروخ منذ بداية العدوان الإسرائيلي. ووفقاً لإفادات المراسلين الدوليين المتمركزين في المدينة، فإنّ الرشقات الصاروخية الفلسطينية تصيب أهدافها، ولكنّهم لا يستطيعون إعلان ذلك بوضوح بسبب الرقابة الإسرائيلية.
المقاومة تصيب طائرة إسرائيلية بدوره، أفاد الإعلام الإسرائيلي بأنّه أُطلق (الفصائل الفلسطينية) باتجاه "إسرائيل" ومستوطناتها أكثر من 100 صاروخ، منذ الصباح حتى الظهر، مضيفةً أنّ صفّارات الإنذار دوّت في "تل أبيب" و"سديروت" والنقب الغربي، أعلن المتحدث باسم "جيش" الاحتلال الإسرائيلي إصابة طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بصاروخ مضاد للدروع أطلقه مقاتلو الفصائل الفلسطينية باتجاه الطائرة. ووفق الإعلام الإسرائيلي، فإنّ الفصائل الفلسطينية أسقطت في اليوم الأول من معركة "طوفان الأقصى" مروحية إسرائيلية من طراز "يسعور". وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إنّ المروحية أصيبت بصاروخ واضطرت للهبوط في محيط قطاع غزّة، وتمكّن الجنود الإسرائيليون الذين كانوا داخلها من الهروب بينما بقيت المروحية تحترق على الأرض.