تساءلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، في تقريرٍ تحليلي نشرته ، تحت عنوان "لماذا تأخّر الغزو البري لغزة منذ يوم الجمعة؟"، مُشيرةً إلى قلقٍ إسرائيلي مِن فتح حزب الله جبهة شمالي فلسطين المحتلة. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر أنّ أحد عوامل تأخير الدخول البرّي الإسرائيلي إلى قطاع غزّة، هو "القلق المتزايد من أنّ حزب الله ينتظر هذه اللحظة لفتح جبهة كاملة في الشمال". وجاء في تقرير الصحيفة أنّ ما أسمته "قرع طبول الغزو"، بدأ في وقتٍ مبكر من يومي الأحد إلى ، التاليين مباشرةً ليوم دخول المقاومة إلى مستوطنات منطقة غلاف غزّة وبداية معركة "طوفان الأقصى"، ولفتت الصحيفة إلى أنّ "صوت قرع طبول الغزو كان يزداد ارتفاعاً"، وأنّ سلاح الجو الإسرائيلي "مهّد الطريق بالفعل لمثل هذه الخطوة بعدة أيامٍ من القصف المدمّر". وأضاف التقرير أنّه بالوصول إلى وقتٍ متأخر من اليوم ، تشير العلامات إلى أنّ الدخول البري الإسرائيلي "أصبح بعيداً، وليس وشيكاً بعد". وأكّدت المصادر للصحيفة الإسرائيلية أنّ عدم مشاركة حزب الله في الحرب المستمرة إلى الآن، و"إبقاء هجماته على إسرائيل عند عتبةٍ منخفضة، أمرٌ لا يثبت أنّه تمّ ردعه، بل هو جزءٌ من تزييفٍ متقن لإغراء الجيش الإسرائيلي بشعورٍ زائف بالأمن، على غرار ما حققته حماس"، وذلك في إشارةٍ إلى الخداع الذي أنجزته المقاومة على مؤسّستي الاحتلال الأمنية والعسكرية.

وأشارت المصادر إلى أنّ الاستخبارات والمستوى السياسي في كيان الاحتلال، "يجب أن يكون لديهم مستوىً جديد من التواضع بشأن تقييماتهم لنوايا العدو بعد أن "فقدوا الدفّة فيما يتعلق بحماس في الجنوب". كما لفتت مصادر الصحيفة إلى وجود "اعترافٍ عميق داخل الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي"، بأنّهم لم يفعلوا شيئاً كهذا منذ عقود، وأنّ الاندفاع إلى الدخول البري من دون استعداد، لمجرد إشباع تعطّش الإسرائيليين للانتقام بشكلٍ أسرع، "يمكن أن يكون خطأً كبيراً".

يُذكر أنّ الخشية الإسرائيلية مِن تفجّر الجبهة الشمالية تتعاظم، حيث أفادت وسائل إعلامٍ إسرائيلية، بأنّ القدرة الصاروخية لحزب الله "تعادل قوة عدة دولٍ أوروبية مجتمعة"، مُشيرةً إلى أنّ "هناك من يتحدث بخصوص تعلّق الأمر بأهم قوة نيرانٍ في العالم، حزب الله أقوى منظمة عسكرية في العالم،وتمتلك قوة صاروخية تتراوح بين 160 ألف صاروخ و200 ألف صاروخ". وقال مراسل القناة "الـ14" الإسرائيلية مِن شمالي فلسطين المحتلة، تامير مورغ، إنّ "حزب الله أقوى جيش إرهاب في العالم"، مؤكّداً أنّه يشكّل خطراً وجودياً على "إسرائيل"، ولافتاً أنّ المقاومة الفلسطينية لو استخدمت "15 ألف مقاتل في دخولها إلى منطقة غلاف غزة، وشاركتها وحدة الرضوان التابعة لحزب الله، لكانوا وصلوا إلى كل مكان في إسرائيل".