سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


الدعم الغربي للكيان الصهيوني يكشف حجم التواطؤ معه في عدوانه المتواصل على غزة


منذ بداية عملية (طوفان الأقصى) التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من الشهر الجاري رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي… تسارعت المواقف والتصريحات الأوروبية والأمريكية الداعمة والمؤيدة للعدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة المحاصر ما يعكس ويكشف حجم التواطؤ الغربي في هذا العدوان.
أبرز المواقف الغربية كانت من الولايات المتحدة التي أعلنت منذ اللحظة الأولى للعدوان عن دعمها المطلق لكيان الاحتلال متجاهلة الكارثة الإنسانية التي سببها، والشهداء والجرحى والدمار الذي خلفه في قطاع غزة، مع قطع الماء والكهرباء عن الأهالي ليتجاوز الدور الأمريكي في هذا العدوان لاحقاً حاجز الانحياز المطلق للاحتلال إلى التحريض العلني والدعوات عبر وسائل الإعلام الأمريكية لإبادة سكان القطاع وترحيل من يبقى منهم على قيد الحياة وممارسة التطهير العرقي ضدهم وتهجيرهم.
ولتأكيد وإظهار دعمها العدواني أرسلت واشنطن على الفور وزير خارجيتها أنتوني بلينكن إلى المنطقة، حيث قام بزيارتين إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي، كما أرسلت وزير الدفاع لويد أوستن إلى المنطقة لإظهار التضامن الكامل مع “إسرائيل”، وهو في حالة اجتماع دائم مع ما يسمى (حكومة الطوارئ) التي شكلتها سلطات الاحتلال الصهيوني، فيما أعلنت واشنطن عن إرسال حاملات طائرات ومدمرات وسفن إلى البحر المتوسط لتأكيد الدعم العسكري للكيان الصهيوني الغاصب.
وفي سابقة لم تحدث من قبل، أعلنت الإدارة الأمريكية أمس عن زيارة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي غداً الأربعاء للتضامن مع “إسرائيل” على حد تعبيره، ما يؤكد فعلياً أن واشنطن هي التي تقود العدوان الحالي على غزة سياسياً وعسكرياً.
وفي بريطانيا أعلن رئيس الوزراء ريشي سوناك دعم حكومته لجرائم الكيان الإسرائيلي، وقال للصحفيين متجاهلاً كل مشاهد الإجرام المرتكبة بحق أهالي قطاع غزة: إننا نؤيد ممارسة “إسرائيل” حقها في الدفاع عن النفس واتخاذ إجراءات مناسبة لإنهاء العنف.
كما أكد خلال اتصال هاتفي مع رئيس حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بريطانيا ستقدم لـ “إسرائيل” أي دعم تحتاجه، وأن لندن ستنشر سفينتين تابعتين للبحرية الملكية البريطانية وطائرات هليكوبتر وطائرات مراقبة في شرق البحر المتوسط دعماً لـ “إسرائيل”.
ومع استمرار المواقف الغربية المخزية والشنيعة تجاه معاناة أهالي قطاع غزة، قال المستشار الألماني أولاف شولتس: إنه اتفق مع زعماء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على أن لـ “إسرائيل” الحق في الدفاع عن النفس، فيما أفادت وكالة الأنباء الألمانية بأن وزارة الدفاع الألمانية وضعت طائرتين مسيرتين حربيتين تحت تصرف “إسرائيل”.
ولم يكن الموقف المعادي مغايراً أو غريباً عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي ادعى أن “إسرائيل” تدافع عن نفسها بالقضاء على التنظيمات الإرهابية وفق وصفه.
الانحياز الغربي لـ “إسرائيل” لم يقتصر على التصريحات السياسية وإرسال الأساطيل إلى المنطقة بل انتقل إلى مجلس الأمن الدولي الذي من المفترض أن تكون قراراته لصالح الشعوب لا ضدها ولوقف إطلاق النار لا لزيادة التصعيد، لكن ما حدث أمس من تصويت للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضد مشروع قرار روسي يدعو إلى وقف فوري وإنساني لإطلاق النار في قطاع غزة، أظهر حقيقة هذه الدول التي تسعى لإشعال الحرب وليس لإطفائها.
وتعليقاً على ما حصل في مجلس الأمن أكدت المقاومة الفلسطينية اليوم أن الدول التى رفضت مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن لفتح ممرات إنسانية مسؤولة عن استمرار نزيف دماء المدنيين في قطاع غزة.
لكن رغم كل هذه المواقف والتصريحات الأوروبية الغربية الرسمية الداعمة لكيان الاحتلال، فإن مشهد المظاهرات الحاشدة التي خرجت في العديد من العواصم الأوروبية، ومنها لندن وبرلين وباريس دعماً للشعب الفلسطيني وتنديداً بجرائم الاحتلال الإسرائيلي على غزة طغى على المشهد الحقيقي لإرادة الشعوب التي قالت كلمتها بوقوفها إلى جانب الحق وهو حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,