قال الخبير العسكري والاستراتيجي رضا شريقي، اليوم إن "السبب الرئيسي في تأجيل العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، هو إدراك واشنطن وتل أبيب أن المنطقة ستنفجر حال قرر الجيش الإسرائيلي المضي قدما في اقتحام غزة بريا".
واعتبر أن "الحديث عن أن أمريكا وأوروبا تضغطان على إسرائيل لتأجيل العملية البرية في غزة، هو كلام عار عن الصحة، لأن أمريكا هي التي منحت الضوء الأخضر لإسرائيل لتوجيه الضربة لأهالي غزة في القطاع".
وأوضح أن "واشنطن أرسلت بوارجها الحربية للمنطقة لكي تعوّض الخسارة التي يمكن أن تلحق بالجيش الإسرائيلي"، مشيرا إلى أنه "في حال قيام إسرائيل بالهجوم البري سيكون هناك التفاف عالمي حول القضية الفلسطينية بشكل عام".
وأضاف شريقي أن "حركة "حماس" من الممكن أن تطلق سراح بعض المدنيين الذين أسرتهم لأسباب صحية وإنسانية، أما فيما يتعلق بالأسرة العسكريين، فإن "حماس" تعتبرهم أسرى حرب وأداة لإخلاء الأسرى الفلسطينيين الكثر المتواجدين في السجون الإسرائيلية منذ عشرات السنين".
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أعلن أنه يتعيّن على إسرائيل تأجيل عمليتها العسكرية البرية المحتملة في قطاع غزة، لحين إطلاق سراح المزيد من الرهائن المحتجزين لدى حركة "حماس" الفلسطينية.
ووفقا لوسائل إعلام أمريكية، فإن "بايدن اتفق مع رأي أحد الصحفيين، الذي وجّه له سؤالا عما إذا كان يتعين على إسرائيل تأجيل عمليتها العسكرية البرية في قطاع غزة لحين الإفراج عن المزيد من الرهائن، حيث أجاب الرئيس الأمريكي على هذا السؤال بالإيجاب".
وفي وقت لاحق، تراجع بايدن عن تصريحه، حيث قال البيت الأبيض إن "الرئيس الأمريكي ظن أن سؤال أحد الصحفيين كان بشأن رغبته في الإفراج عن المزيد من الرهائن".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، بين لابولت: "كان الرئيس بعيدا ولم يسمع السؤال كاملا، لقد اعتقد أن السؤال: هل ترغب في رؤية إطلاق سراح المزيد من الرهائن؟".
وكان المتحدث العسكري باسم كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، أبو عبيدة، قد أعلن أمس أنه تم إطلاق سراح رهينتين أمريكيتين، لدواع إنسانية بوساطة قطرية.
وتواصل القوات الإسرائيلية شن غارات على قطاع غزة، مستهدفة المناطق السكينة، ما أسفر عن مقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين، أغلبهم من الأطفال والنساء، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
ويستمر التصعيد بين حركة "حماس" الفلسطينية والقوات الإسرائيلية بعد إطلاق "حماس"، فجر السبت 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، وقتلت وأسرت عددا كبيرا من العسكريين والمدنيين الإسرائيليين.
في المقابل، أطلقت إسرائيل عملية "السيوف الحديدية"، وفي 8 أكتوبر الجاري، أعلنت رسميا بدء حرب على قطاع غزة، وفي 10 من ذات الشهر، أعاد الجيش الإسرائيلي السيطرة على منطقة غلاف غزة بالكامل.
ومنذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" ارتفعت حدة التوتر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وتبادل الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" اللبناني قصفًا مدفعيًا متقطعًا، الأمر الذي دفع إسرائيل إلى تفعيل خطة لإجلاء سكان مدينة "كريات شمونة" على الحدود اللبنانية، أمس.
وفشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، خلال جلسة، في 17 أكتوبر الجاري، في تبني مشروع قرار قدمته روسيا، يدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني في غزة، ويدين كل أعمال العنف ضد المدنيين والأعمال الإرهابية ويدعو لإطلاق سراح كل الرهائن، وإيصال المساعدات الإنسانية والإجلاء الآمن للمدنيين.