سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


استهداف الصحفيين… كيف يحاول الاحتلال الإسرائيلي إغماض عين الحقيقة وإسكات صوتها؟


لطالما يحاول الاحتلال الإسرائيلي استخدام الإعلام كأداة لخدمة مخططاته في استهداف المنطقة وشعوبها، وفي المقابل كان يحاول بكل السبل والوسائل منع أي وسيلة أو صوت من نقل صورة الحقيقة وكشف جرائمه ومجازره التي يرتكبها بشكل همجي.
ومع بداية العدوان الإسرائيلي المستمر حالياً على قطاع غزة والذي يشهد ارتفاعاً كبيراً في عدد المجازر بحق المدنيين وتدمير المنازل والمباني ودور العبادة والمستشفيات والمراكز الصحية، ركز الاحتلال على استهداف الصحفيين في محاولة لمنعهم من نقل صورة صادقة عن الوقائع المروعة والمهولة لحجم الجرائم التي يرتكبها بحق الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ والتي لا تستثني الحجر، والبشر ومن بينهم الصحفيون.
ووفقاً لآخر الإحصائيات التي صدرت عن منظمات تعنى بحقوق الصحفيين ارتفع عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الجاري إلى 20 صحفياً، كان آخرهم رشدي السراج وخليل أبو عاذرة ومحمد عماد سعيد لبد الذي استشهد خلال قصف على منزله في قطاع غزة أمس، فضلاً عن صحفيين اثنين ما زالا في عداد المفقودين حتى الآن.
وحسب نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر قصف الاحتلال الإسرائيلي نحو 20 منزلاً للصحفيين بشكل كامل والبعض بشكل جزئي، ودمر نحو 50 مقراً ومركزاً لمؤسسات إعلامية نتيجة القصف المتواصل على القطاع، فضلاً عن أكثر من 50 حالة احتجاز ومنع للطواقم الصحفية من العمل وحالات الاعتداءات بالضرب ومصادرة وتحطيم معدات الصحفيين، كما يتعرض العديد من الصحفيين للتهديد المباشر ولحملات تحريضية من قبل صفحات إسرائيلية على منصات التواصل الاجتماعي.
كل هذه الجرائم تجري رغم إدانة الاتحاد الدولي للصحفيين للهجمات الإسرائيلية المتكررة على الصحفيين، والدعوة إلى “إجراء تحقيق فوري في مقتلهم”، وفي ظل “ذهول” أبدته منظمة مراسلون بلا حدود إزاء ما وصفته بـ “الحصيلة المخزية” في إشارة إلى عدد الشهداء من الصحفيين الفلسطينيين في غزة، ومع ذلك يستمر الاحتلال باستهداف كل ما يتعلق بالسلطة الرابعة في محاولة لاحتكار ما يُقال ونقل روايته فقط حول ما يجري في قطاع غزة.
ولم يسلم الصحفيون أثناء القيام بواجبهم المهني حتى في خارج غزة، حيث استشهد الصحفي عصام عبد الله مراسل وكالة رويترز في بلدة علما الشعب جنوب لبنان قبل أيام، وأصيب ستة صحفيين آخرين يعمل معظمهم أيضاً مع عدد من وسائل الإعلام الغربي -الذي يتمسك حتى اللحظة بمعاييره المزدوجة لصالح الكيان الإسرائيلي- باستهداف إسرائيلي مباشر رغم وجود العلامات التي تدل على كونهم صحفيين وتطبيقهم لكل المعايير التي تدل على هويتهم.
وليس من المفاجئ أن يستهدف الاحتلال الصحفيين بشكل ممنهج ومتعمد في محاولة لخنق أصواتهم وإغماض عيون الحقيقة، وعبر تاريخه يشهد سجلاً حافلاً بمثل هذه المحاولات.
ووفقاً لنقابة الصحفيين الفلسطينيين استشهد منذ بداية هذه الألفية حتى عام 2022 – 46 صحفياً، 90 بالمئة منهم فلسطينيون خلال تغطيتهم الأحداث والاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وبين عامي 2018 و2022 تعرض أكثر من 144 صحفياً فلسطينياً وأجنبياً لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي خلال تغطيتهم الأحداث في فلسطين المحتلة وهذا ما أكده تقرير لمنظمة (مراسلون بلا حدود)، فيما كان يوم 11 أيار عام 2022 على موعد مع جريمة اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي استشهدت في مخيم جنين برصاصة إسرائيلية غادرة أنهت مسيرتها المهنية بعد 25 عاماً من عملها في الميدان.
وقبلها الكثير ويمكن أن نذكر من الصحفيين الذين قضوا على يد الاحتلال الشهيد الصحفي والكاتب غسان كنفاني الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي في 8 تموز عام 1972 بتفجير جبان استهدف سيارته بمنطقة الحازمية قرب بيروت، وكذلك الفنان الصحفي الشهيد رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي الذي اغتاله الموساد في 22 تموز عام 1987 في أحد شوارع العاصمة البريطانية لندن.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,