بعد استقالته احتجاجاً على دعم إسرائيل… مسؤول في الخارجية الأمريكية يؤكد تواطؤ الولايات المتحدة الكامل مع جرائم الاحتلال
كشف المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية جوش بول الذي قدم استقالته مؤخراً حجم التورط الأمريكي بجرائم “إسرائيل” في قطاع غزة المحاصر، مبيناً أن أحد أبرز أسباب إعلانه الاستقالة من منصبه قبل أيام قليلة كان الدعم الأعمى لكيان الاحتلال، وإعطاؤه أسلحة فتاكة محرم استخدامها ضد المدنيين دون السماح بأي مناقشة أو جدل ضد هذا التحرك المقصود.
بول الذي كان يشغل منصب مدير مكتب الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الخارجية الأمريكية، أوضح في سياق مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست أنه منذ السابع من تشرين الأول الجاري وفوراً بعد عملية طوفان الأقصى انهالت طلبات “إسرائيل” للحصول على الذخائر التي بدأت في الوصول على الفور متضمنة مجموعة متنوعة من الأسلحة.
ووفق بول “إن هذه الطلبات كانت تستلزم الاهتمام الذي يوليه مكتبه لعمليات نقل الأسلحة الكبرى، وإنه حث على إجراء مناقشة صريحة بشأنها وحول ضرورة عدم تسليمها لـ “إسرائيل” وإدراك الجميع أنها ستستخدمها ضد المدنيين الفلسطينيين لكن إلحاحه قوبل بالصمت والتجاهل”.
وقال بول: “إنه كان هناك توجه واضح في الخارجية الأمريكية لضرورة التحرك بسرعة وتنفيذ رغبات “إسرائيل” وسط ضغوط من الكونغرس، وتجاهل كامل للأصوات المطالبة بالتأكد من طريقة استخدام الأسلحة الموجهة لـ (إسرائيل) “، مضيفاً: “إن الخارجية الأمريكية لم ترغب أبدا في مناقشة الأضرار التي تلحقها الأسلحة الأمريكية المقدمة إلى (إسرائيل) بالمدنيين ولا سيما ذخائر جو – أرض”.
وأشار بول إلى حجم الدعم غير المشروط الذي قدمته الولايات المتحدة لـ “إسرائيل” في عدوانها الحالي على غزة قائلاً: إنه على الرغم من مشاركته في عمليات نقل الأسلحة والمساعدات الأمنية المقدمة للحكومات الأجنبية بالخارجية الأمريكية لأكثر من 10 سنوات، إلا أنه لم يشهد مثل عملية الدعم الحالية لـ “إسرائيل” والتي جرت دون إجراء أي نقاشات أو تشاور.
وأكد بول زيف مزاعم الولايات المتحدة وأكذوبتها التي تبرر فيها ضخ كميات هائلة من الأسلحة والأموال ل”إسرائيل” بزعم الدفع نحو “السلام”، وقال: “إن التاريخ يظهر أن الأسلحة التي قدمتها أمريكا لم تدفع “إسرائيل” إلى السلام لكنها ساعدت على تسهيل زيادة عدد المستوطنات في الضفة الغربية، وأحدثت التفجيرات الناجمة عنها في قطاع غزة آلاف الضحايا والصدمات النفسية الجماعية”.
وأوضح بول أنه بعد عملية طوفان الأقصى أدرك ما سيحدث في غزة، وأن سجل “إسرائيل” الذي شهد أكثر من 6 اعتداءات كبيرة على قطاع غزة خلال السنوات الـ 15 الماضية يفيد بأن “آلاف المدنيين الفلسطينيين سيموتون في هذه العملية”.
وكان بول بين في تشرين الأول الجاري أنه استقال من منصبه، احتجاجاً على طريقة تعامل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، واصفاً رد البيت الأبيض على العدوان بأنه “متهور وقائم على الإفلاس الفكري”، وأنه وصل إلى مرحلة تأكد فيها أنه لا يستطيع تغيير شيء ولا يمكنه الضغط من أجل سياسة أكثر إنسانية وأكثر عدلاً داخل الإدارة الأمريكية.
وبعد إعلانه بيومين أقدمت المسؤولة في وزارة الخارجية الأمريكية لارا فريدمان هي الأخرى على تقديم استقالتها، احتجاجاً على دعم الولايات المتحدة الأعمى لجرائم “إسرائيل”.