الهلال الأحمر في خان يونس، يعلن "الشلل الكامل" في أعمال الإسعاف، ومستشفى شهداء الأقصى يستقبل عشرات الشهداء والجرحى، مع استمرار القصف الإسرائيلي على مختلف مناطق قطاع غزة وحركة "حماس" تعلن فشل الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزّة يوم أمس، وتؤكد إيقاع جنود الاحتلال بين قتيلٍ وجريح.
أكّدت حركة "حماس"، اليوم السبت، فشل الهجوم البري الذي شنّه الاحتلال الإسرائيلي على غزّة عبر 3 محاور، مؤكدةً إيقاع جنود الاحتلال بين قتيلٍ وجريح. وقالت الحركة في بيانٍ لها، إنّ العدو وقع في "كمائن أعدتها المقاومة الفلسطينية"، مشيراً إلى أنّ المقاومين استخدموا صواريخ من نوع "كورنيت وقذائف من نوع "ياسين" في صدّ الهجوم. كما توقّع البيان، أن يعيد العدو "محاولة التوغل في غزّة مرّة أخرى"، مضيفاً أنّ الاحتلال الإسرائيلي استخدم "الطائرات المروحية لإجلاء الجرحى والقتلى من ساحة المعركة". بدروها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ كبير المستشارين الأميركيين، الجنرال جايمس غلين والذي زار "إسرائيل" هذا الأسبوع، موصياً بعدم الدخول البري إلى قطاع غزّة، عاد إلى الولايات المتحدة. بدروها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ كبير المستشارين الأميركيين، الجنرال جايمس غلين والذي زار "إسرائيل" هذا الأسبوع، موصياً بعدم الدخول البري إلى قطاع غزّة، عاد إلى الولايات المتحدة. ولفت الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ الجيش الأميركي، أوضح أن لا علاقة له بأي قرار يتخذ بشأن الدخول البري إلى غزة، معتبرين أنّ القرار "إسرائيلي بحت".
بركة: الاحتلال واجه مقاومةً صلبة ومتماسكة
أكّد عضو قيادة حركة "حماس" في الخارج، علي بركة، اليوم السبت، فشل التوغل الإسرائيلي في قطاع غزة على 3 محاور، مؤكداً أنّ الاحتلال واجه مقاومةً صلبة ومتماسكة وتجربته في التوغل البري فشلت. وقال بركة خلال إنّ الاحتلال وقع في كمائن نصبتها المقاومة على الجبهات كافّة، التي تقدّم إليها وانسحب حاملاً قتلاه وجرحاه. وكشف بركة أنّ "الجيش" الإسرائيلي، تكبّد خسائر فادحة ليلة أمس، وتدخّلت مروحياته لنقل قتلاه ومصابيه.
حمدان: كل محاولات التطبيع انهارت مع بداية "طوفان الأقصى"
وفي السياق نفسه، قال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان،إنّ الاحتلال الإسرائيلي يأمل بالخروج بصورة انتصار بعد هزيمة السابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وأشار إلى أنّ ما يجري في قطاع غزّة يطرح سؤالاً كبيراً على كل من فكّر في أنّه يُمكن التصالح مع هذا العدو والتعامل معه، متابعاً أنّ النتيجة التي بدأ الأميركي يُدركها هي أنّ كل محاولات التطبيع انهارت مع بداية "طوفان الأقصى". كما دعا حمدان كل من يملك السلاح باسم الشرعية الفلسطينية، أن يصوّبه تجاه الاحتلال الإسرائيلي. وشدد على أنه لا تفاوض حول أسرى الاحتلال قبل انتهاء العدوان، مضيفاً أنّ التصريحات الأميركية لا تُقلل من حجم تورّط الولايات المتحدة في العدوان على غزّة.
وأعلن الهلال الأحمر في خان يونس، جنوبي قطاع غزة، أنّ أعمال الإسعاف "شُلَّت بالكامل، بسبب القصف وانعدام الاتصالات"، مشيراً إلى اضطرار مواطنين للسير على الأقدام مسافات كبيرة تحت القصف، بهدف "الإبلاغ عن حالة إسعافية". بدوره، طلب خليل الدقران، نقيب الممرضين السابق في القطاع، من المواطنين إحضار الإصابات "عبر السيارات المدنية، أو أي وسيلة نقل إلى المستشفيات".
ولفت إلى أنّ أكثر من 25 شهيداً و35 جريحاً وصلوا صباحاً إلى مستشفى شهداء الأقصى، مشيراً إلى أنّ معظم الإصابات خطرة، "وتسبّبت بها أسلحة الاحتلال المحرّمة دولياً".
ويأتي ذلك فيما يستمر الاحتلال الإسرائيلي بعدوانه على غزة، منذ 22 يوماً، متسبباً بعزل القطاع المحاصَر عن العالم، عبر قطع لشبكات الاتصال والإنترنت، ومسفراً عن ارتقاء أكثر من 7300 شهيد، وجرح نحو 19000 شخص. وأكد مراسل سيريا ستار تايمز في قطاع غزة أنّ قطع الاتصالات والإنترنت يؤدي إلى "إعاقة عمليات الإنقاذ"، في وقت تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى "وجود نحو 1000 فلسطيني تحت الأنقاض". بدورها، حذّرت "هيومن رايتس ووتش" من أنّ قطع الاتصالات والانترنت في غزة يهدد بالتستر على "فظائع جماعية".
قصف متواصل على مختلف مناطق القطاع
وفي غضون ذلك، تواصل مدفعية "جيش" الاحتلال الإسرائيلي قصف عدة مناطق قرب السياج الفاصل، شرقي القطاع، في حين استهدفت الغارات الإسرائيلية جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شمالاً. وشمالي القطاع أيضاً، استهدف القصف الإسرائيلي محيط مستشفى الكلى، بينما قصفت المدفعية شرقي رفح، جنوبي قطاع غزة. ووفق مراسلنا، فإنّ غزة شهدت أمس، "الليلة الأعنف من القصف البحري والبري والجوي"، منذ بدء العدوان، في 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري. وأشار إلى أنّ كتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدس أكدتا تصدّيهما لمحاولات تقدّم القوات الإسرائيلية وأحباطه، في حين ارتكب الاحتلال سلسلة مذابح في القطاع، بالتزامن مع محاولات تقدّمه البري.
وقال مصدر في المقاومة الفلسطينية إنّ "العدو في حال كر وفر، ولم يستطع تثبيت أي من قواته في مناطق الجهد الرئيسي في الشمال الشرقي والشمال الغربي والوسط في البريج، لذلك صعّد من القصف عند محاور التقدّم". وجاء التصعيد الإسرائيلي بعد اقتراب التوصل إلى اتفاق هدنة، يشمل إفراج الاحتلال عن جميع الأطفال والنساء، كما كان من المفترض أن تفرج المقاومة عن الأجانب من غير العسكريين، وفق ما أفادت به مصادر. كما كان من شروط الاتفاق أن يتضمّن قيام الاحتلال بفتح المياه لقطاع غزة، وبفتح معبر رفح، حيث يتمّ إدخال الوقود وآليات ثقيلة لرفع الأنقاض، بالإضافة إلى منع تحليق طائرات الاحتلال الحربية ومروحياته ومسيّراته في أجواء القطاع، في أيام الهدنة. وبحسب المصادر، فإنّ "اسرائيل" كانت متمسكة بهدنة ليوم واحد فقط، ما يعني فتح معبر رفح يوماً واحداً فقط، وهو ما ترفضه المقاومة.
وصعّد الاحتلال وتيرة قصفه لقطاع غزة إذ طال القصف المناطق الشرقية والشمالية على وجه الخصوص، بالتزامن مع محاولات اقتحام بري للقطاع، التي صدّتها المقاومة الفلسطينية. كما قطع الاحتلال الإسرائيلي الاتصالات والإنترنت عن كامل قطاع غزة. وكان المتحدث باسم "جيش" الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن أنّ "القوات البرية الإسرائيلية تعمل على توسعة النشاطات البرية في غزة". من جهتها، حذرت "هيومن رايتس ووتش" من أن قطع الاتصالات والإنترنت في غزة يهدّد بالتستر على "فظائع جماعية". ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، لليوم الـ22 على التوالي، مستهدفاً منازل المدنيين، بينما تجاوز عدد الشهداء في القطاع 7 آلاف، وهناك عشرات الآلاف من المصابين والمفقودين، وفقاً لما أعلنه مكتب الإعلام الحكومي في غزة.