سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


الكشف عن وثيقة تحذيرية سلمت لنتنياهو قبل 7 سنوات وتنبّأت بـطوفان الأقصى ..مرحبا بكم في نقطة تفتيش إيرز.. حماس خلف خطوط القوات الإسرائيلية


كشف موقع Ynet الإسرائيلي عن وثيقة تعود إلى عام 2016 تم فيها تحذير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أن "حماس" تنوي نقل الصراع المقبل إلى إسرائيل واحتلال المستوطنات واحتجاز رهائن".
وقال الموقع في تقرير أن الوثيقة أصدرها وزير الدفاع آنذاك أفيغدور ليبرمان يوم 21 ديسمبر 2016، وتم فيها التنبؤ بعملية "طوفان الأقصى"، التي شنتها حركة "حماس" يوم 7 أكتوبر 2023، مبينا أن الوثيقة مكونة من 11 صفحة تتضمن بالتفصيل "نوايا حماس، بما في ذلك تسلل قواتها إلى الأراضي الإسرائيلية، واحتلال المستوطنات المحيطة واحتجاز الرهائن. وهو ما سيؤدي، إلى جانب الأضرار المادية، إلى ضرر جسيم بوعي ومعنويات مواطني إسرائيل".
وأفادت الوثيقة بأن الهدف الرئيسي هو "تدمير إسرائيل بحلول عام 2022 وتحرير جميع الأراضي الفلسطينية".
وذكر Ynet أن "ليبرمان كان قلقا من تعزيز المنظمة الإرهابية التي تسيطر على غزة. لكن لم يأخذ أي من الأطراف التي عرض عليه التحذير، بما في ذلك نتنياهو ورئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت، هذا السيناريو بالجدية التي يستحقها".

وتناولت الوثيقة، التي صنفت على أنها "سرية للغاية"، تقييما للوضع في قطاع غزة وفصلت موقف وزير الدفاع آنذاك، وتضمنت الأهداف المرجوة من العملية ومنها: "ضمان أن المواجهة القادمة بين إسرائيل وحماس ستكون الأخيرة".
وقالت الوثيقة إن "أفضل طريقة للقيام بذلك، هي أن تفاجئ حماس إسرائيل بضربة أمامية"، كما تطرقت إلى الإجراءات اللازمة التي ستؤدي إلى هزيمة معظم قادة الفرع العسكري لحركة حماس.
وحسب الموقع فإن الوثيقة وصفت بـ"طريقة دقيقة ومرعبة، الهجوم الإرهابي المروع الذي سيحدث بعد سبع سنوات"، وجاء فيها إن "تأجيل قرار تنفيذ ضربة استباقية على غزة بعد يوليو 2017، سيكون خطأ فادحا له عواقب بعيدة المدى، وفي بعض النواحي أكثر من نتائج حرب يوم الغفران.
من حيث آثارها على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وعلى وعي مواطني إسرائيل، وعلى صورة إسرائيل ومكانتها في المنطقة".
وتابعت الوثيقة: "تريد حماس أن تكون الحملة المقبلة ضد إسرائيل متعددة الساحات من خلال بناء ساحات إضافية لقطاع غزة (لبنان، سوريا، الأردن، سيناء)، وحتى ضد أهداف يهودية في أنحاء العالم". وفصلت القوة المتزايد لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وزيادة آلاف العناصر منذ عملية "الجرف الصامد" في عام 2014.
كما تم تفصيل أهداف حماس: "40 ألفا ينشطون بحلول عام 2020، مع التعزيز الرئيسي في تشكيل أرض القتال".
كما أن هناك إشارة إلى زيادة عدد الصواريخ، ومحاولات تطوير قدرات متقدمة في القطاع البري والبحري، وقدرات جديدة في القطاع الجوي تشمل منصات هجومية، وطائرات بدون طيار لجمع القدرات الاستخباراتية، والتشويش على اتصالات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

"مرحبا بكم في نقطة تفتيش إيرز".. حماس خلف خطوط القوات الإسرائيلية

تكرر ذكر حاجز "إيرز" الحدودي الإسرائيلي مع غزة في وسائل الإعلام عدة مرات منذ هجوم 7 أكتوبر أو ما يعرف بـ"طوفان الأقصى"، وتصدر مجددا العناوين في 29 أكتوبر.
بعد 22 يوما من عمليات القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي العنيف الذي أحال القطاع إلى ركام، إضافة إلى عمليات التوغل البري الإسرائيلي، وصل مقاتلون فلسطينيون إلى حاجز "إيرز" مجددا في عملية وصفوها بأنها "إنزال"، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنها تسلل لمسلحين عبر الانفاق.
العملية الفلسطينية الأخيرة خلف الخطوط الإسرائيلية، تبدو عمليا انتحارية في ظل الهجمات الجوية الإسرائيلية المتواصلة، وعمليات التوغل البري هنا وهناك، لكنها أيضا تشير إلى أن المقاتلين الفلسطينيين لا يزالون قادرين على الحركة والمبادرة رغم القوة النارية الإسرائيلية الهائلة التي تنصب منذ أكثر من 3 أسابيع على رقعة غزة الضيقة.

نقطة تفتيش "إيرز" الإسرائيلية، حملت اسم تقاطع طريق في الجوار، والاسم ذاته يطلق أيضا على مستوطنة إسرائيلية تضم منطقة صناعية.
مواقع إعلامية عبرية تحدثت عن نقطة التماس هذه، مستوطنة "إيرز" في عام 2005 قائلة: "إن أقرب مدينة فلسطينية وهي بيت حانون، والتي تحولت إلى نقطة انطلاق للنشاط الإرهابي مع وصول عرفات إلى غزة، تفع على بعد 15 دقيقة سيرا على الأقدام من بوابة الكيبوتس".
الاسم "إيرز" يعني باللغة العبرية شجرة "الأرز" القوية والمتينة، في حين أسس نشطاء منظمة "نوار أوفيد" وتعني "الشباب العامل" المستوطنة التي حملت الاسم، في عام 1949، على بعد 550 مترا من حدود قطاع غزة، و19 كيلو مترا جنوب عسقلان.
ويقال إن المستوطنة تكاملت واستقرت بحلول عام 1951.

حين انسحب الإسرائيليون من قطاع غزة في عام 2005، كان يعيش في مستوطنة "إيرز" ما يزيد قليلا عن 400 مستوطن إسرائيلي علاوة على "متطوعين أجانب". ا
لمصادر العبرية تشير إلى أن الهدف من بناء مستوطنة "إيرز" يتمثل في تطوير الزراعة، وجرى فيها لاحقا "تربية الماشية والدواجن، وتتم تربية النحل وتزرع الزهور والفواكه".
أما معبر "إيرز" فيوصف في وسائل الإعلام العبرية في عام 2005 بأنه ممر طويل يبدأ عند حاجز على الجانب الفلسطيني، فيما تبدأ المحنة الحقيقية في البوابات الفولاذية الإسرائيلية مع الحشود البشرية، وأجهزة الكشف عن المعادن، وغرف التفتيش الشخصية، ونقاط التحقق من بطاقات المرور المغناطيسية، وقد كانت بمثابة "حدود دولية حقيقية خلال فترة الحرب".

الحديث يدور عن فترة ما قبل الانتفاضة الفلسطينية في سبتمبر عام 2000، حين كان ينتقل "ما بين 25 إلى 30 ألف عربي من غزة إلى إسرائيل يوميا"، ثم انخفض العدد لاحقا في عام 2005 إلى ما يقرب 15 ألفا، ثم تقلص العدد لاحقا إلى 4000 شخص، "معظمهم ينتقل للعمل، ويدير بعضهم أعمالهم الخاصة، ويذهب آخرون إلى زيارة الأقارب"، وكان حينها يشترط أن لا تقل أعمار الفلسطينيين الذين يتوجهون للعمل في إسرائيل عن 35 عاما، وعند وصول هؤلاء إلى الحاجز الإسرائيلي كانوا يجدون يافطة مكتوب عليها "مرحبا بكم في نقطة تفتيش إيرز".
مستوطنة "إيرز" بدأت عقب عقود من بنائها في تطوير الصناعة وبناء منطقة صناعية، وجرى إقامة مصنع لمؤسسة إيريز للبلاستيك الحراري، ومختبر أبحاث مختص بتطوير طريق جديدة لتربية الدواجن، وتعمل الآن في المنطقة الصناعية 200 شركة.
الجيش الإسرائيلي كان أعلن في 29 أكتوبر 2023 القضاء على مسلحين كانوا قد خرجوا من نفق من قطاع غزة بالقرب من حاجز إيرز.
الجيش الإسرائيلي ذكّر بالمناسبة بأنه قبل هجوم حماس كان الآلاف من سكان غزة يدخلون إسرائيل عبر حاجز "إيرز" للعمل أو تلقي العلاج، واصفا في السياق الحاجز الإسرائيلي بأنه "نقطة تفتيش إنسانية".

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,